«لست جارية»… مسلسل يعرّي ازدواجية المجتمعات العربية المعاصرة
دمشق ـ آمنة ملحم
لم يعد موسم دراميّ منذ سنوات عدّة، يخلو من التغلغل في عوالم المرأة وقضايا الشرف والأخلاق التي تنحدر سلبياً، عاكسة انقلاب القيم في المجتمعات العربية المعاصرة، النتيجة الأبرز التي خلّفها «الربيع العربي». فها هو المخرج ناجي طعمي يصوّر حالياً في دمشق مسلسله الجديد في هذا الإطار، وعنوانه «لست جارية»، عن نصّ للكاتب فتح الله عمر. واختار لهذه المهمة كوكبة من نجوم الدراما السورية.
يمتدّ العمل على ثلاثين حلقة تلفزيونية، ويناقش انحدار القيم في المجتمعات العربية، وانحسار مفهوم الشرف بحيث لم يعد يشمل إلا ما يتعلق بالمرأة مقابل تجاوز السلبيات الأخرى كالغش والمتاجرة بسمعة الآخرين. ويعرّي المسليل ازدواجية هذه المجتمعات، عبر محاور عدّة منها شخصية «ميس» التي تؤدّيها الفنانة كندة حنّا وتشكّل مأساتها، وعلاقاتها المتشعبة بمن حولها الإطار العام لحكاية العمل.
علاقة «ميس» بـ«غالب» عبد المنعم عمايري تنطوي على حبٍّ كبير تكلّل بالزواج، إلى أنّ هذا الزواج يتحوّل إلى مأساة حقيقية، حينما يكتشف الزوج أنّ عروسه تخفي سرّاً كبيراً، ما يجعل من حياتها معه جحيماً حقيقياً، بعد رضوخها لشرطه تحت وطأة شعورها بالذنب بأن تبقى مدى العمر جاريةً له.
وتلفت كندة حنّا في حديثها عن الشخصية إلى أن «ميس» من الناس القلائل الذين يحبّون بهذا الشكل. وتتجسد فيها قوة المرأة التي يمنحها إياها الحبّ دفاعاً عن عائلتها ووجودها وشريكها. فهي تدفع ثمن حادثة جرت معها خلال مراهقتها، تعيش عقدة الذنب، وتحاول تبرير سلوك زوجها تجاهها، وتهبه حياتها كلّها.
«لست جارية»، من إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني»، بالشراكة مع «مؤسسة الفارس للإنتاج السينمائي والتلفزيوني» التي يملكها ويديرها ناجي طعمي ، لموسم دراما 2016، أما الإشراف العام فتولّته ديانا جبور.
يضمّ العمل على قائمة أبطاله كل من: عبد الهادي الصبّاغ، زهير رمضان، ضحى الدبس، إمارات رزق، سوسن ميخائل، مديحة كنيفاتي، تولين البكري، هناء نصور، رنا شميس، علي كريم، محمد خير الجرّاح، يزن خليل، رشا بلال، أحمد رافع، مجد حنّا، وممثلين كثر، وهو ثاني إنتاجات المؤسسة للموسم الرمضاني المقبل، بعد إنجازها مؤخراً العمليات الفنية على مسلسل «نبتدي منين الحكاية» نص فادي قوشقجي، وإخراج سيف الدين سبيعي .