المرصد

هنادي عيسى

استطاعت النجمة نادين نسيب نجيم أن تثبت أنها ممثلة محترفة خلال فترة زمنية قصيرة، إذ إنّ الأعمال التي شاركت فيها ليست كثيرة، لكنها وضعتها على السكة الصحيحة. وكان لمسلسلَي «لو» و«تشيللو» اللذين أنتجتهما شركة «صبّاح للإعلام» دور لافت لفتح باب النجومية العربية أمام نجيم.

اليوم، يتابع المشاهد العربي مسلسل «سمرا» الذي يُعرَض على شاشة «المستقبل» الأرضية وشاشة «osn يا هلا» المشفّرة حصراً. وبعد عرض عشر حلقات، حقّق هذا المسلسل الجديد في طرحه وفكرته نسبة مشاهدة عالية في كلا المحطتين.

تقدّم نادين نجيم شخصية فتاة غجرية تدعى «سمرا»، مستوحاة من حياة البدو الذين يعيشون في المخيمات المنتشرة في البقاع اللبناني. «سمرا» ترقص في الشوارع وتجني الأموال من المارّة الذين يستمتعون بهذا الفنّ العفوي. وإضافة إلى هذا الجانب، تقدّم نجيم شخصية إنسانية مليئة بالمشاعر المتناقضة، فهي صاحبة شخصية قوية تعاند ابن عمها «سيف» طوني عيسى ، الذي يلعب دوره بإتقان شديد، وهو مغرم بـ«سمرا» ويريد أن يتزوّجها عنوة بحسب «تقاليد العشيرة» التي ينتمون إليها. ومع ذلك، تستطيع «سمرا» أن تتهرّب منه بذكاء.

وفي المقابل، تعاني «سمرا» من علاقتها السيئة بوالدها الذي قتل والدتها بدم بارد بسبب «خيانتها». وما أروعها وهي تجسّد بأحاسيسها لحظات رؤيتها جثمان والدتها يُغسل بالماء قبل الدفن، وهي تستحم بـ«الكيلة»، ما يعكس ألماً واضحاً لاستعمالها المياه التي تذكّرها بمشاهد قاسية لوالدتها المقتولة.

أما المشاهد الأكثر إتقاناً، والتي تحمل تفاوتاً في المشاعر، تلك التي اضطرت «سمرا» لأن ترقص تكريماً للأطباء الذي حاولوا إنقاذ عدد كبير من الأطفال بعد انتشار وباء أدّى إلى وفاة مجموعة من الأطفال ومنهم شقيقتها الصغرى «آية». وفي هذا المشهد بالذات، أبدعت نجيم عندما رقصت بجسدها، والدموع تملأ عينيها وقلبها، فكان أداءً محترفاً بدرجة امتياز.

لا يمكن إغفال باقي الممثلين الذين يؤدّون أدوارهم بتميّز شديد تحت إدارة المخرجة رشا شربتجي. وعلى رأسهم القديرة منى واصف التي تؤدّي شخصية «البصّارة راوية»، وهي لا تحتاج إلى شهادة من أحد في احترافها. وأيضاً سمر سامي التي ستبيّن الحلقات المقبلة عمق شخصيتها المتخلفة ذهنياً، جنيد زين الدين يخوض تحدّياً في شخصية «ليث» المتورّط في أنواع الجرائم كافة، وهو الذي اعتاد عليه الجمهور في أدواره الكوميدية والتقليد. والأمر سيّان لباميلا كيك التي أخرجتها شخصية «ريم» من نمطية أداروها التي تصبّ في خانة الفتاة الفرنكوفونية. ووسام حنا يقدّم شخصية بعيدة عمّا ألفه المشاهدون. فيما آلِكو داود دمه خفيف في شخصية «نجم الطبّال»، أما نهلا داود فهي تؤدّي دور خالة «سمرا» العطوف، التي تحتضن ابنة أختها بعد وفاة شقيقتها… أما النجم أحمد فهمي، فهو يقدّم دور الطبيب «تامر»، الرومنسي الذي يعشق «سمرا» رغم أنه متزوج ومن بيئة اجتماعية مختلفة عن بيئة الغجر، وهناك أيضا نجوم تميّزوا مثل محمد حداقي، ومي القاضي، ورجوى حامد، وناصر سيف، وحنان سليمان. وهؤلاء جميعاً أدارتهم رشا شربتجي باحترافية مميزة… الأبطال جميعاً في مسلسل «سمرا» اختيروا بعناية شديدة، ما ساعد في انتشار العمل بدءاً من حلقاته الأولى.

«سمرا»، من تأليف كلوديا مرشيليان التي ابتدعت شخصياتها بعيداً عن أيّ استنساخ لأيّ عمل دراميّ بدويّ قديم أو مكسيكيّ، لأن الغجر أو البدو يعيشون بيننا وليسوا من كوكب آخر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى