ماذا تغيّر في ريال مدريد مع زيدان؟
أعاد زيدان ريال مدريد إلى الانتصارات الجذابة بفلسفة تكتيكية مختلفة تماماً عن رافاييل بينيتيز. وخاض ريال مدريد مواجهتين تحت إمرة مدربه الجديد الفرنسي زين الدين زيدان، وقدم النادي الملكي عرضين رائعين استمتع بهما عشاق الفريق في «سانتياغو برنابيو» وخلف الشاشات عبر العالم.
من الصعب أن نحكم على ريال مدريد «زيزو» بعد مباراتين فقط، لكن باستطاعتنا رؤية بعض الملامح وقراءة بعض أفكار الرجل الذي كان أسطورة عندما كان لاعباً ويطمح لوضع اسمه في سجل أعظم المدربين.
«أنا مدرّب يحب كرة القدم الهجومية، ما تعلمته وما أريد تطبيقه هو كرة قدم جميلة تعتمد على الاستحواذ والضغط على حامل الكرة، والهجمة المرتدة السريعة».
إعادة التوهّج للـ BBC
منذ مجيء زيزو إلى البيت الملكي واستلامه المقاليد الفنية لزملاء القائد سيرجيو راموس، تغيّرت ملامح الثلاثي الذي تباهى به عشاق ريال مدريد في عام 2014، فقد عادوا إلى التناغم وعادت معهم الانتصارات الجذابة إلى البيت الأبيض.
خلال 18 مباراة بالدوري الإسباني تحت إمرة المدرب السابق رافاييل بينيتيز سجل ثلاثي ريال مدريد 35 هدفاً بمعدل هدفين تقريباً في كل مباراة، وهو رقم جيّد لكن الجميع كان يؤمن بأن هذا المثلث المرعب قادر على تقديم مستويات أفضل، وأرجع الملاحظون هذا المستوى إلى العلاقة المتوترة التي كانت تربطهم بالمدرب، خاصة الفرنسي كريم بنزيمة الذي كان يعاني من كثرة تبديله خلال مباريات.
يذهب العديد من الملاحظين إلى اعتبار أن الطريقة التي كان ينتهجها رافاييل بينيتيز تعيق تقدم الثلاثي الهجومي نحو مرمى الخصوم، كما تجعلهم يبذلون مجهودات مضاعفة لافتكاك الكرة والقيام بالواجبات الدفاعية.
بعد إقالة بينيتيز لم ينتظر زيدان المباراة الأولى ليؤكد أنه يرغب في تقديم كرة قدم هجومية في ريال مدريد، قائلاً فلسفتي هي الهجوم وامتلاك الكرة والضغط على خصم لاسترداد الكرة سريعاً، وبالفعل برهن زيدان على هذا فكر الهجومي خلال المواجهة الأولى على ملعب «سانتياغو برنابيو» أمام ديبورتيفو لاكورونيا حين فاز بخماسية نظيفة أمام فريق عنيد حقّق نتائج إيجابية خارج أرضه أبرزها تعادله مع برشلونة 2-2.
ما فعله الملكي في المباراة الأولى بقي يُعامل بحذر، فمن الصعب بناء فكرة واضحة على ريال مدريد «زيزو» من خلال مباراة وحيدة كانت ردّة فعل اللاعبين منتظرة خلالها.
الجميع انتظر المباراة الثانية التي جاءت أمام سبورتينغ خيخون الذي تعادل معه ريال مدريد ذهاباً من دون أهداف، فمع إطلاق الحكم صافرة البداية انطلق معه نجوم الملكي إلى الهجوم محاولين تكرار سيناريو المباراة الأولى، لكن الأمور بدت أكثر تنظيماً وتناغماً، إذ كان الشوط الأول كافياً ليسجل خلاله ريال مدريد 5 أهداف كلّها بتوقيع الثلاثي BBC.
خلال مواجهتين تحت إمرة «زيزو» سجلّ ريال مدريد 10 أهداف حملت توقيع مثلث الرعب بنزيمة 4 وبايل 4 ورونالدو 2 ما يعني أن أسطورة كرة القدم الفرنسية والمدرب الحالي للنادي الملكي يعتمد اعتماداً كاملاً على هذا الثلاثي.
وتظهر ثقة زيدان في مثلثه الهجومي من خلال تصريحاته المحفّزة التي قالها خلال المؤتمرات الصحافية التي تلت تعيينه، حيث تحدّث في أول مؤتمر صحافي عن إشاعات احتمال رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن الفريق: «لا يمكنني التفريط في لاعب مثل رونالدو، بالنسبة لي لن أسمح برحيله، هو سعيد في ريال مدريد وسنعمل معاً من أجل تحقيق النجاح للفريق».
أما بخصوص الأخبار التي تتحدّث عن عدم رضا النجم الويلزي غاريث بايل عن إقالة رافاييل بينيتيز قال زيدان: «إذا كان بايل سعيداً مع بينيتيز فأعده أنه سيكون مرتاحاً أكثر معي، هو أحد أهم اللاعبين في هذا النادي الكبير».
ولم ينسَ زيدان الحديث عن مواطنه كريم بنزيمة قائلاً: «من الجيّد أن يكون لديك مهاجم مثل كريم بنزيمة، أرقامه تحدّثنا عن قيمته في الفريق، أنا سعيد بوجوده معنا وأتمنى أن يعود إلى المنتخب الفرنسي».
ثبات التشكيل
تميّزت فترة رافاييل بينيتيز بكثرة التغييرات في تشكيلة الفريق الملكي، فالثابتون في تشكيلة رافا هم الحارس كيلور نافاس والمدافع سيرجيو راموس والظهير الأيسر مارسيلو والمهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن الأمور تغيّرت نحو الثبات مع زيدان الذي اختار الاعتماد على التشكيلة المثالية للفريق في كل مباراة مع إجراء تغيير وحيد يتمثل في إقحام الظهير الأيمن دانيال كارفاخال مكان البرازيلي دانيلو.
أما في وسط الميدان فقد أنهى زيدان الجدل القائم بخصوص ثلاثي منطقة المناورات، إذ ثبت كل من توني كروس ولوكا مودريتش مع جعل إيسكو أو خاميس رودريغيز يتناوبان على مركز صانع الألعاب.