مقدّمات نشرات الأخبار المسائية

مقدّمات نشرات الأخبار المسائية

«تلفزيون لبنان»

قرار تاريخي ومفصلي في الحياة السياسية اتّخذه الدكتور سمير جعجع الذي رشح فيه العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

الترشيح تمّ… لكن ماذا عن الانتخاب؟

الانتخاب يتطلّب بالتأكيد تعيين موعد لجلسة برلمانية لكن ماذا عن النّصاب؟

هذا الأمر رهن التوافق الوطني العام على الترشيح لتأمين نصاب الجلسة الانتخابية، إلّا إذا جرى الانتخاب على أساس المرشّحين عون وفرنجيه.

وهكذا أصبح هناك جبهتان انتخابيتان:

– الأولى: للمرشّح عون، والتي يتقدّمها حزب الله واليوم أمس حزب القوات اللبنانية.

– والثانية: للمرشّح فرنجيه، والتي يتقدّمها تيار المستقبل واللقاء الديمقراطي.

وبين الجبهتين كتلة التنمية والتحرير التي سيترك الرئيس برّي لأعضائها حرية الانتخاب.

والسؤال: إذا لم يتوافر النّصاب لانتخاب عون أو فرنجية ما هي النتيجة؟

برأي سياسيين مخضرمين أنّ النتيجة ستكون لا انتخاب لرئيس لمدة طويلة، أو البحث عن رئيس من خارج الأقطاب المسيحيين مع احتمال تحرّك كتائبي لطرح الرئيس الجميّل مرشّح خلاص.

وقد تردّد في أوساط حزب «القوات» أنّ جعجع اشترط لترشيح عون مجيء الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، غير أنّ النائب عمار حوري أكّد أنّ الرئيس الحريري سعى إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يسعَ إلى رئاسة الحكومة الخاضعة للعبة الديمقراطية.

وقبل تفصيل المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه جعجع ترشيح عون، نُشير إلى أنّ وزير العدل أشرف ريفي وقّع مشروع مرسوم إحالة ملف ميشال سماحة على المجلس العدلي باعتبار أنّ الجرائم التي ارتكبها تشكّل اعتداء على أمن الدولة. وأحال المشروع إلى رئاسة مجلس الوزراء لإقراره والسير به.

«أن بي أن»

خطوة متوقّعة تأتي من معراب بتبنّي رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

التيار الوطني الحر و«القوات» وضعا الخطوة في الخانة التاريخية لترسيخ التقارب الحاصل بين الفريقين، وترجمة النوايا ترشيحاً مشتركاً إلى حدّ وصف فيه عون التبنّي القواتي بالخبر السار.

لكن ماذا عن نتائج الترشيح؟ الخطوة اليوم أعطت دفعاً للملف الرئاسي فأبقت الاستحقاق حيّاً، فيما سيكون المشوار بين ساحة النجمة وبعبدا خاضعاً لقرارات الكتل الناخبة، فماذا سيفعل تيار المستقبل الذي رشّح عملياً النائب سليمان فرنجية؟ هل يقتنع بخطوة الحكيم؟ ماذا عن الموقف الكتائبي ومسيحيي 14 آذار؟ والأهم ماذا عن تيار المردة؟ هل يمضي زعيمه بالترشّح؟

لا تبدو المؤشرات المستقبلية راضية بدليل وصف خطوة معراب بالعادية، ونفي النائب عمار حوري ما أُشيع عن اشتراط جعجع على عون وصول الحريري لرئاسة الحكومة.

جعجع أدّى ما عليه بترشيح عون، فماذا عن دور الجنرال تجاه الحكيم؟ هل صحيح أنّ كل فريق يريد شيئاً مختلفاً من الآخر؟

خطوة معراب اليوم فرضت مزيداً من الأسئلة بانتظار الأجوبة التي ستحدّدها خيارات الكتل النيابية، هل نشهد تحالفات جديدة تُظهرها جلسة الانتخاب لاختيار الرئيس من بين مرشّحَين فرنجية وعون لا غير؟ من يفوز بأكثرية الأصوات ومتى وكيف؟ وهل يلقّب جعجع بصانع الرؤساء بعد اليوم؟

طبيعة خطوة معراب والحسابات السياسية والتموضعات اللبنانية تُبقي الإجابات مرهونة بما هو آتٍ.

«المنار»

نتمنّى أن نكون في بداية حل، أمنية أطلقها العماد ميشال عون من بكركي ومشى إلى معراب ليسمع من هناك كلاماً لم يكن اعتيادياً قبل أيام.

رئيس حزب «القوات» سمير جعجع يعلن ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، فنحن قاب قوسين أو أدنى من الهاوية قال جعجع، ونحن أمام عملية إنقاذ غير اعتيادية ومهما كان الثمن.

كل ما قاله جعجع في كتابنا قال العماد عون الذي لم يغيّر صفحاته ولا كتبه، إلّا أنّ ما كتبته معراب جديد، لا شكّ أنّه سيخلط الأوراق في صفوف الرابع عشر من آذار.

لا أثمان يدفعها الجنرال، بل زاد من ترتيب الأوراق في صفوف الحلفاء، وأضاف من نقاطه على طريق بعبدا، فما جرى اليوم خطوة يؤمل أن تجد ترجمتها بإنجاز الملف الرئاسي بعد طول انتظار.

أو تي في»

هو الجرح الذي عمره ربع قرن ونيّف، هو الجرح الذي أبكانا وأدمانا حتى كاد وجودنا والوطن أن يصيرا في خبر كان. هو الجرح الذي نزف في جسدنا والوجدان دمعاً ودماً، هزيمة وهجرة، هو الجرح الذي صلّينا كل الصلوات، ونذرنا كل النذورات، ورجونا ربّ السماوات، أن يبرأ ويبلسم، لنعود ونبقى وننتصر وينتصر كل لبنان.

ميشال عون في معراب، سمير جعجع يؤيّد الجنرال رئيساً للجمهورية، اليوم يمكن لأرواح كثيرة أن ترتاح، اليوم يمكن لكل الراحلين أن يطمئنّوا ويسكنوا، اليوم يمكن للأحياء أن يأملوا ويحلموا، وللآتين أن يتفاءلوا ويفرحوا بأنّ الدم لا يصير ماء، وأنّه لا يصح إلّا الصحيح.

ليس الكلام اليوم للسياسة ولا للرئاسة، ليس الكلام عن الماضي، ولا عن الآن. خطوة اليوم، هي للغد، هي لمستقبل كل إنسان على أرضنا، هي لمصالحة كل خصمين في وطننا. هي لأخوة ومحبة وتضامن ووحدة كل اللبنانيين.

لن نحكي في السياسة اليوم. يكفينا كلام اللقاء وصورته، يكفينا قول صاحب المزامير: «ما أحسن أن يسكن الأخوة معاً» مباشرة من معراب، لكن بعد هذه التحية الخاصة من «الأو تي في».

«ال بي سي»

المشهد يكاد لا يصدّق والحدث يكاد يكون خيالياً، سمير جعجع يرشّح ميشال عون لرئاسة الجمهورية. إنّه الزلزال اللبناني الأقوى منذ 22 أيلول 1988، تاريخ الشغور الرئاسي الذي أدّى إلى الطائف، وبعده كرّت سبّحة الفراغات.

بإمكان المرء أن يعود بالذاكرة إلى التاريخ الذي يريد: إنه تاريخ مليء بالطموحات والصراعات والدماء والدموع والمنافي والسجون، إنّه تاريخ مليء بالرهانات والتحديات، منها ما أصاب الهدف ومنها ما أخطأ، إلى أن وصلنا إلى 18 كانون الثاني 2016، الذي يرتقب أن يضع حداً لهذا التاريخ ويفتح صفحة جديدة بين الزعيمين الأقويين عند المسيحيين.

ما جرى اليوم أمس أثبت بما لا يقبل الشك أنّ السياسة اللبنانية فيها كل شيء: فيها أن يرشّح الحريري فرنجيه، وفيها أن يرشّح جعجع عون. ونحن اليوم أمام المشهد التالي: مرشّحان من الأقطاب الأربعة هما ميشال عون وسليمان فرنجيه.

هذا الزلزال من شأنه أن يُحدث الارتدادات والتساؤلات التالية: ما هو مصير 14 آذار التي كان سعد الحريري وسمير جعجع ركنيها، فرشّح الأول سليمان فرنجيه ورشّح الثاني العماد عون؟

ماذا سيكون عليه موقف حزب الله بعدما تبنّى خصمه اللدود سمير جعجع مرشّحه الاول؟

كيف سيوفّق العماد عون بين ورقة التفاهم مع حزب الله وورقة النيّات مع القوات اللبنانية؟

ومن الغد كيف سيكون المشهد…؟

في الميدان مرشّحان جدّيان لا يتراجعان: ميشال عون وسليمان فرنجيه، فهل نحن أمام نسخة ثانية من سليمان فرنجيه الجد والياس سركيس؟

بالتأكيد الدني تغيّرت منذ قرابة النصف قرن، فالظروف التي كانت سائدة عام 1970 غيرها عام 2016.

ما جرى هذا المساء من شأنه أن يقرّب ميشال عون من بعبدا، وهو الذي يرى أنّ له الحق في أن يكون في القصر الجمهوري منذ ثمانية وعشرين عاماً حين وصل إليه كرئيس للحكومة العسكرية.

وإذا كان هذا الإعلان قد قرب عون، فما هو تأثيره على المرشّح فرنجيه؟ هل يقلّل حظوظه أم أنّ السباق قد بدأ والمعركة معركة أصوات؟

18 كانون الثاني 2016 ختم جرحاً كبيراً عمره ربع قرن، إنّه يوم تاريخي بامتياز، ولكن أين موقعه على الجغرافيا الإقليمية والدولية؟

روسيا في سورية، الاتفاق النووي الإيراني دخل حيّز التنفيذ… إنّه زمن الأسئلة الكبيرة، فماذا عن الأجوبة؟

«الجديد»

ميشال عون مرشّحاً من معراب، فهل من مستقبل؟

من حرب الإلغاء قبل أكثر من ربع قرن إلى تحالف رئاسي اليوم أنتج تبنّي الحكيم ترشيح الجنرال ودعوة قوى الرابع عشر من آذار إلى تبنّي هذا الخيار الذي اتّخذ شعار عملية إنقاذ حيث لا يجرؤ الآخرون، وبلحظة ترشيح ظهر قائد القوات كما لم تعرفه من قبل، معلناً في أكثر المواقف تطوّراً أنّ «إسرائيل» هي عدوّ، مغيّباً سلاح حزب الله من خطابه وهو السلاح الذي لم يغادر تصريحاته يوماً، بل اكتفى بالاحتكام إلى القانون وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف عموماً من دون تسمية وتوافق جعجع وعون على إقرار قانون جديد للانتخاب يراعي المناصفة وصحة التمثيل، فيما دعا الجنرال إلى الخروج من الماضي لبناء المستقبل، معلناً أنّ الورقة السوداء انتهى دورها ويجب حرقها، وأنّه لن يتعامل كيدياً مع أحد. شرب العونيون والقواتيون نخب الترشيح. تبادلوا القبلات بعد الاستحصال على بركة بكركي، لكن ماذا بعد؟ وهل يفتح مجلس النوّاب أبوابه أمام هذا الترشيح؟ أي دور لكتلة المستقبل؟ وهل يستمر سليمان فرنجيه في ترشيحه؟ وأين تقع جمهورية الرئيس نبيه برّي هنا؟

الأسئلة تطوّق ساحة النجمة، حيث يُنتظر أن يتحدّد أولاً موقف زعيم المردة وما إذا كان سيقف خلف الجنرال أم سيمضي في خياره المدعوم من المستقبل، هي لحظات الصمت ما بعد الترشيح التي تخلد فيها الكتل للتشاور من حزب الكتائب المتريّث إلى التقدمي الاشتراكي، حيث أعلن النائب وليد جنبلاط أنّ قيادة الحزب سوف تجتمع باللقاء الديمقراطي لاتخاذ الموقف المناسب.

اليوم اختلطت الأوراق، فالمرجعيات المسيحية الأقوى توحّدت، لكنها فرضت واقعاً أعاد حسابات الجميع لتبدأ «حسبة» النّصاب وما إذا كان المستقبل سيقلب المعادلة الآن ويسلك طريق تعطيل الجلسة بمؤازرة ميثاقية من المطرقة الرئاسية.

«أم تي في»

سمير جعجع يرشّح ميشال عون لرئاسة الجمهورية. الخطوة يجب أن لا تُحتسب بالآني، بل يجب أن توضع في إطارها التاريخي قبل الانتقال إلى استشراف المستقبل المسيحي العام عبرها ومن ثمّ المستقبل الوطني العام، فبين الرجلين وما يمثّلان أنهار من الاختلافات تلوّنت بالأحمر حيناً وبالأسود والرمادي أحياناً، وانتقالهما الجريء إلى المساحات البيض يجب حمايته، فلبنان لمن نسي لم يعد يشبه نفسه عندما اختلفا، وبتلاقيهما لا بدّ للبنان أن يستعيد جزءاً كبيراً من صورته وهويّته، وفي ذلك مصلحة أكيدة لكل الإجماع اللبناني.

أمّا في الآتي، فالمشهد السياسي لن يكون نفسه بعد لقاء معراب، ولكن المؤمل أن ينتج من هذا التبدّل ما يعيد للبنان الدولة مناعته ودوره بدءاً بوقف مقاطعة الانتخابات الرئاسية ومن ثمّ انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. تكتسب هذه الدعوى مشروعيّتها من منطلق ورقة التفاهم القوّاتي العوني التي لم تستفزّ أحداً، فهي استعارت من الدستور وما يُمليه لحماية الحياة الديمقراطية، ومن الدستور ما يقول به لتحقيق السيادة الوطنية وحماية لبنان من النيران المشتعلة في الجوار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى