رئاسة «إقليم كردستان»: المالكي فقد توازنه وعليه أن يتنحى
اشتعلت حرب كلامية من العيار الثقيل، أمس، بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس «إقليم كردستان» مسعود بارزاني، حيث اتهم الأول الثاني باستخدام «لغة التقسيم بشكل يومي من دون حياء« وبأن أربيل باتت «مقراً لداعش والبعث»، فيما كان بارزاني أكد أن التقسيم «تتحمله القوى والحكام الذين يكرسون نهج تمزيق المجتمع على أساس طائفي ومذهبي، ويقتلون المواطن أو يقصونه على الهوية».
وأمس رأى متحدث باسم رئيس «إقليم كردستان» العراق أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «أصيب بالهستريا وفقد توازنه، وعليه أن يتنحى»، وذلك بعد اتهام المالكي الاقليم بإيواء «جهاديين». وقال المتحدث أميد صباح في بيان نُشر على موقع رئاسة كردستان على الانترنت «سمعنا المالكي يكيل الاتهامات الباطلة لمدينة أربيل عاصمة «إقليم كردستان»، وعندما ندقق في أقواله نستنتج أن الرجل قد أصيب بالهستيريا فعلاً وفقد توازنه». وأضاف صباح أن المالكي «يحاول بكل ما أمكن تبرير أخطائه وفشله وإلقاء مسؤولية الفشل على الآخرين»، متابعاً «هنا لا بد لنا أن نذكر له أنه لشرف كبير للشعب الكردستاني أن تكون أربيل ملاذ كل المظلومين، بمن فيهم هو بالذات عندما هرب من الدكتاتورية، وهي ملاذ جميع الذين يهربون الآن من دكتاتوريته».
وشدد بيان رئاسة كردستان على أن «أربيل ليست مكاناً لداعش وأمثال داعش، وأن مكان الداعشيين عندك أنت حينما سلمت أرض العراق ومعدات ستة فرق عسكرية إلى داعش». وأضاف البيان متهماً المالكي «أنت الذي لملمت جنرالات البعث حولك ولم يصمدوا ساعة واحدة، ولا ندري كيف وبأي وجه تأتي وتتهم الآن وتتحدث من على شاشات التلفزيون».
تجديد الثقة بالمالكي
ودعا البيان المالكي الى «الاعتذار للشعب العراقي وترك الكرسي، لأنك دمرت البلاد ومن يدمر البلاد لا يمكنه إنقاذها من الأزمات».
وكان ائتلاف دولة القانون قد جدد أول من أمس، تمسكه بترشيح نوري المالكي «كمرشح وحيد» لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة، مؤكداً عدم وجود أي مرشح آخر بدلا عنه.
وقال النائب عن الائتلاف خالد الأسدي في حديث لـ»السومرية نيوز»، إن «الحوارات بين أطراف التحالف الوطني لا تزال مستمرة لاختيار أحد مرشحي رئاسة الوزراء»، مشيراً الى أن «اجتماع قيادات التحالف تعقد برئاسة ابراهيم الجعفري».
وأضاف الأسدي: «أن دولة القانون لا زال متمسكا برئيس الوزراء نوري المالكي كمرشح لرئاسة الحكومة المقبلة وليس لديه مرشح بديلاًعنه»، مؤكداً أن «المالكي مرشحنا الوحيد لرئاسة الوزراء».
وكان المالكي، أعلن في الرابع من تموز الجاري، أنه لن يتنازل أبداً عن منصب رئيس الوزراء اخلاصاً لأصوات الناخبين، فيما أكد أن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه هو الكتلة الأكبر.
عمليات الجزيرة والبادية
أكد المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا، أمس، مقتل نحو 157 مسلحاً في مختلف قواطع العمليات خلال 28 ساعة الماضية.
وقال عطا خلال مؤتمر صحافي عقده، في بغداد: «إن القطعات العسكرية بمساندة طيران الجيش وأبناء العشائر تمكنوا من قتل 47 مسلحا وحرق 14 عجلة تابعة لهم في محافظة صلاح الدين»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية مسيطرة حالياً على مداخل ومخارج مدينة تكريت وتقوم بهجمات داخل المدينة».
وأضاف: «أن العمليات الأمنية أسفرت أيضاً عن مقتل 39 مسلحاً وحرق سبع عجلات تابعة لهم فضلاً عن تفكيك 11 عبوة بمنطقة الصدور في محافظة ديالى»، مبيناً أن «محافظة بابل شهدت هي الأخرى عمليات نوعية أدت إلى مقتل 25 مسلحاً وتدمير 10 عجلات في ناحية جرف الصخر شمالي المحافظة».
وتابع عطا أن «القوات الأمنية قتلت 46 مسلحاً وحرقت عشرات العربات المحملة بالمسلحين في قاطع عمليات الأنبار»، لافتاً إلى أن «عمليات الجزيرة والبادية تمكنت من حرق عجلة في تقاطع الصكرة شرق قضاء عنة».
كما أعلن عطا، عن إحباط محاولة للهجوم على قاعدة سبايكر في محافظة صلاح الدين خلال 48 ساعة الماضية وقتل جميع المهاجمين وحرق عرباتهم، فيما أشار إلى أن من بينهم «عرب الجنسية».
وأضاف :»أن قيادة عمليات صلاح الدين وبالتنسيق مع قوات النخبة وطيران الجيش تمكنوا من صد هجوم لعصابات «داعش» على قاعدة سبايكر في صلاح الدين وتم قتل جميع المسلحين وحرق عجلاتهم»، مشيراً إلى أن «جميع المهاجمين هم عرب الجنسة واجانب».
وأضاف عطا أن «طيران الجيش مستمر بدعم القطعات العسكرية لرصد أماكن وجود العناصر المسلحة»، معرباً عن شكره لـ»الجهود المبذولة من قبل أبناء العشائر وتقديمهم الدعم للقوات الأمنية من أجل تطهير البلاد من الجماعات المسلحة».
وكان مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أفاد في 6 تموز 2014 بأن قوات الجيش صدّت هجوماً على قاعدة سبايكر في مدينة تكريت، فيما أشار إلى أن الطيران كبّد تنظيم «داعش» خسائر جسيمة خلال الهجوم.
ويشهد العراق وضعاً أمنياً استثنائياً منذ إعلان حالة الطوارئ في 10 حزيران 2014 ، حيث تتواصل العمليات العسكرية الأمنية لطرد تنظيم «داعش» من المناطق التي ينتشر فيها في محافظتي نينوى وصلاح الدين، بينما تستمر العمليات العسكرية في الانبار لمواجهة التنظيم.