بغداد: إلى ماذا يسعى مختطفو القطريين والأميركيين؟
لا تزال الحكومة العراقية تواجه «جرائم منظمة» باختطاف العاملين الأجانب والسياح، تنفذها جهات يرتدي مسلحوها الزي العسكري، ويتنقلون بسيارات دفع رباعي «مظللة»، فيما تقف الجهات الامنية «عاجزة» عن ايجاد حل لتلك العمليات، التي كان آخرها خطف «مدربين أميركيين من أصول عراقية» من منطقة الدورة، جنوب العاصمة بغداد، الامر الذي أجبر قيادة عمليات بغداد، والقوات الأمنية على تدشين عمليات «دهم وتمشيط استخباري وتفتيش في منطقة العملية، بحثاً عن المختطفين».
وبحسب مراقبين للشأن الامني، فإن الجهات التي تقف وراء تلك العمليات تريد ان توصل رسالة الى الرأي الإقليمي والدولي بأن الحكومة لا تستطيع السيطرة على الملف الأمني.
وفي هذا السياق، كشف مصدر عراقي مطلع أمس، عن مَوقعين في جنوب ووسط العراق، يرجح وجود الصيادين القطريين المختطفين فيهما.
وبحسب «رأي اليوم»، أوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية: أن «الصيادين القطريين، وهم قرابة 26 شخصاً، اختطفوا في بادية العراق، في 16 كانون أول الماضي، ويُعتقد وجودهم في مكانين في العراق».
وقال: «إما في بادية السماوة، التابعة لمحافظة المثنى حيث تم اختطافهم، أو في ناحية جرف الصخر، التابعة لبابل في وسط البلاد»، بحسب «سبوتنيك».
وكانت وزارة الداخلية العراقية، أكدت في وقت سابق، نبأ اختطاف مواطنين قطريين، مشيرة إلى أنهم كانوا في رحلة صيد على الحدود مع السعودية.
وجاء في بيان الداخلية «إن حادثة خطف وقعت لعدد من الصيادين من حملة الجنسية القطرية بمنطقة ليا، التي تبعد نحو 30 كم جنوب شرق ناحية بصية في بادية محافظة المثنى، المحاذية للمملكة السعودية، إذ أقدمت عناصر مجهولة تستقل عدداً من المركبات باختطاف هذه المجموعة، وترك آخرين داخل المخيم، ونقلتهم إلى جهة غير معلومة».
وفي السياق ذاته، قال مسؤولون عراقيون وأميركيون، إن عمليات البحث جارية حاليا في ضواحي العاصمة بغداد للعثور على ثلاثة أميركيين اختطفوا قبل أيام عدة.
وبحسب «سي إن إن»، أفادت التحقيقات بأن الأميركيين الثلاثة اختطفوا من شقة في بغداد تعرف بأنها «بيت دعارة»، ويحاول المحققون معرفة ما إذا كان الثلاثة قد استدرجوا إلى الشقة، أو أن عملية الاختطاف تمت صدفة.
وكان المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن، أعلن في بيان أمس الثنين، أن الأشخاص الثلاثة الذين يحملون الجنسية الأميركية اختطفوا خلال تواجدهم داخل «شقة مشبوهة» في منطقة الدورة جنوب العاصمة بغداد.
يذكر أن المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية في بغداد سكوت بولز، أعلن يوم الأحد الماضي، عن فقدان ثلاثة اميركيين في العاصمة بغداد.
وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا أن الثلاثة، يعملون في شركة ساليبورت، وهي شركة للخدمات الأمنية.
إلى ذلك، كشف تقرير للأمم المتحدة نشر أمس، أن تنظيم داعش يستعبد 3500 شخص معظمهم من النساء والأطفال في العراق فقط.
كما جاء في التقرير أن معظم أولئك المحتجزين نساء وأطفال غالبيتهم من الطائفة الإيزيدية لكن هناك أيضاً عدد من أقليات عرقية ودينية.
وأضافت المنظمة الدولية في تقريرها أن التنظيم المتشدد يرتكب جرائم ممنهجة على نطاق واسع قد «تصل في بعض الحالات إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وربما إبادة جماعية.»
وتقدر بعثة الأمم المتحدة في العراق ومكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية أن 3500 شخص «مستعبدون حالياً» لدى داعش.
ميدانياً، تواصل القطعات العسكرية والقوة الساندة لها تقدمها في مناطق شرق الرمادي، وصولاً الى جزيرة الخالدة، التي تشهد قصفاً مستمراً لأوكار «داعش» في تلك المناطق الى جانب أقضية الفلوجة وهيت، التي صارت ملجأ عناصر التنظيم الفارين من مواجهات الرمادي.
فيما أعلنت قيادات الحشد الشعبي أنها تستعد لخوض مواجهات جديدة في محاور أخرى، تمهيداً لاقتحام الفلوجة بعد إعلان «ساعة الصفر» من جانب القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي.
وتؤكد قيادة العمليات المشتركة أن لديها «خطة جاهزة» لتحرير المناطق «المغتصبة»، بما فيها الفلوجة.
وفي عملية نوعية، تمكنت كتيبة الصواريخ التابعة لفرقة الرد السريع من دكّ عدد من الأوكار لمسلحي داعش، شرق الرمادي.
وقال قائد فرقة الرد السريع اللواء ثامر محمد إسماعيل إن «كتيبة الصواريخ تمكنت من قتل أحد عشر عنصراً من تنظيم داعش بعد قصف أوكارهم بالصواريخ في منطقة حصيبة الشرقية شرق الرمادي». وأضاف إسماعيل أن «العمليات العسكرية ما زالت مستمرة طبقاً للخطة المرسومة لها».
فيما أفاد مصدر أمني في قوة الرد السريع إن «اللواء الثاني ـ فرقة الرد السريع/ شرطة اتحادية، تمكن خلال عملية له من قتل قناص من داعش».
ونقل المصدر عن آمر اللواء الثاني العميد مهدي الحيالي، قوله إن قواته وضمن عمل فرق الجهد الهندسي العسكري التابعة لقيادة الشرطة الاتحادية «تمكنت من تفجير خمس عبوات ناسفة تحت السيطرة في منطقة المضيق، فضلاً عن تفكيك عبوات ناسفة أخرى تحتوي على مواد شديدة الانفجار».
يذكر أن قاطع المحور الشرقي لمدينة الرمادي يشهد ومنذ ستة أشهر عمليات عسكرية تخوضها قوات فرقة الرد السريع التابعة لقيادة الشرطة الاتحادية.