عبده لـ«سبوتينيك»: السعودية تضغط على روسيا اقتصادياً لخلق توازنات جديدة
قال رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية الخبير الاقتصادي الدولي رشاد عبده، إنّ «انخفاض أسعار النفط مثله مثل أيّة سلعة أخرى يتأثّر بنظرية العرض والطلب»، مشيراً إلى أنّ «المعروض أصبح أكبر من الطلب، وأنّ الولايات المتحدة أصبحت من أكبر الدول المنتجة للغاز والنفط، فأحدثت خللاًُ كبيراً في المعروض، إلى جانب ما يواجه دول الاقتصاديات الناشئة من ركود، وتوقّعات صندوق النقد الدولي بانخفاض معدّلات النمو».
وأضاف «أنّه من المتوقّع أن تقوم إيران بتغذية الأسواق العالمية بما يقارب من نصف مليون برميل يومياً، وسط توقّعات بأن يصل نصيب إيران خلال الستة شهور المقبلة إلى مليون ونصف مليون برميل يومياً، وبالتالي ترتفع نسبة المعروض»، مشيراً إلى أنّ هناك دولاً تسعى لخلق أسواق جديدة على حساب التوازنات في الأسواق.
ولفتَ إلى أنّ الجوانب السياسية لها تأثير واضح على الجوانب الاقتصادية، قائلاً «السعودية تسعى إلى منافسة روسيا في الأسواق العالمية، من خلال غزو الأسواق التقليدية لروسيا وبناء خزانات جديدة في بولندا وغيرها من الدول، فضلاً عن الموقف من الأزمة السورية، وهو ما يدفع السعودية إلى الضغط على روسيا اقتصادياً بهدف خلق توازنات جديدة على الساحة».
وأشاد الخبير في الاقتصاد الدولي، بسياسة روسيا في مواجهة انخفاض أسعار النفط، وتفادي جزء كبير من الآثار السلبية للأزمة، وعدم الاستجابة للضغوط التي تمارس على القيادة الروسية من أجل تغيير مواقف سياسية تتعلّق بقضايا منطقة الشرق الأوسط، استراتيجية تطوير وتحديث القوات المسلحة الروسية والحفاظ على دور موسكو في إدارة شؤون المجتمع الدولي إلى جانب الدول الكبرى الأخرى.
وأوضح أنّ «أسواق النفط أمام سيناريو متفائل، حيث يرى البعض ارتفاع أسعار النفط إلى 60 دولار خلال الربع الأخير من العام الحالي نتيجة توقّف الولايات المتحدة عن إنتاج النفط»، مشيراً إلى أنّ السيناريو الآخر يرى أنصاره استمرار انخفاض أسعار النفط إلى ما دون العشرين دولار للبرميل.
وأشار رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، الخبير الاقتصادي الدولي، إلى ضرورة أن تبحث الدول المنتجة للنفط عن أفكار جديدة لمواجهة التراجع في الأسعار، مشيراً إلى أنّ هناك دول تعمل على طرح سندات داخلية وأجزاء من أسهم الشركات العاملة في قطّاع النفط على البورصات العالمية.