صباحات
مَن صبر ظفر، ومَن قاوم انتصر، ومن ثابر أنطق الحجر… مبروك لإيران وعقبى لسورية.
يحمل الرجال للنساء الهدايا، فترقص قلوب الصبايا. ومتى كانت يد الرجل بلا هدية، كان بلا ذاكرة وبلا قضية. ومن حمل لحبيته وردة برّية خير ممّن حمل ألقابه بعنجهية. خير الرجال الكريم واحذروا من الرجال المتعلّم اللئيم. ووديعة المرأة التواضع والسكون وبلاؤها غرور العيون أو غيرة بجنون. فأتعس النساء يشغلها تشاوف بجمالها والمعجبون، ومشغولة بما يقولون. واحذروا من الرجال صفر الوجوه ومن ألقابهم وجيوبهم، ألعابهم وسيوفهم. وامنحووا الثقة لمن للنظرة الأولى تحبّوه. ازرعوا في بناتكم حبّ خفيف الظل المتواضع الطيّب المحبّ الكريم، ولا تفتحوا عيونهن على المناصب والمكاسب وتسمّونها الصراط المستقيم. تلك عادة جاهلية كانت المصاهرة فيها تجارة والزواج نصف دعارة.
اللوم والعتب والتأفف طباع الفوضوي استباقاً لما سيلقاه، لأننا لا نملك أثمن من الوقت نوزّعه على ما يجب ومن نحبّ. وعندما نضعهما خارج معادلة الوقت ونعتبرهما ملكاً للفوضى ونعطيهما ما فاض منها بتعالٍ، نتقن فنّ اللوم والعتب والتأفف وادّعاء صعوبة التوليف، ونسارع عند السؤال عن الوقت لنحتمي وراء جدار الحرية والحق بالخصوصية. وتلاقي الأحبة وإنجاز الواجبات وقت فقط. وقت نرتضي سلفاً أن نتنازل فيه عن الحرّية والخصوصية.
أخيراً، ربح صانع السجاد على لاعب البوكر. صانع السجاد يمتاز بالاتقان والسير على خط الرسوم بدقّة القطبة المخفية التي تجمع خيطين: واحد ينتهي وآخر يبدأ، وتناغم الألوان وطول الأناة والصبر من موسم يمتدّ من سنة إلى ثلاثين. بينما لاعب البوكر متلهف لربح سريع يبنيه على شجاعة المغامرة وروح المقامرة، ومعادلته ما نخسره اليوم سنربح أضعافه غداً، لأنّ الخصم لا يملك قدرة الصمود في الخسائر. فالرهان على من ينسحب أولاً سرّ البوكر، والرهان على من ينجز الأفضل ويصبر الزمن الأطول سرّ السجاد. موسم البوكر سهرة حتى الفجر، وموسم السجاد حتى يتزوّج الابن البكر. غداً يحين نصر زارع القطن والحرف على الصيرفي تاجر البندقية وحارس الكاز والغاز الجاهلي بامتياز. انتظروا نصر الشام.
لعيونكم الباحثة عن ضوء الشمس السابح تحت الغيم وقلوبكم الهانئة برضا الضمائر المسترسلة في التنقيب عن الحقيقة والانحياز للحق، ورغم الحزن المقيم على أغشية القلب وبحر التضحيات وجسر الآلام تعبرون. ترتسم ابتساماتكم كنهاية النفق المظلم وإشراقة شمس لن يطول غيابها فهو زمن الانتصارات. ونصركم مكتوب على جبين كلّ شهيد من شهدائكم. وقد اقترب استحقاق سداد سندات دمائهم نصراً مذهّباً وقناطير من الفرح فاعقدوا حلقات العرس الكبير واشبكوا خناصركم لوحدة المسار والمصير. الغد آت وما تبقى إلا بعض الوقت والصبر نصراً يصير… صباحكم خير.
بعد أربع سنوات، اليوم ستفتقدون لشراكة الصباح مع فيروز عبر «توب نيوز». لأن المشروع الذي قام على معادلة الناس تكتب أخبارها والناس تموّل خيارها، فقد قدرة التمويل بعدما استنزفت الحرب قدرات الناس فصار عائد اشتراكات الموبايل الذي يشكل المموّل الوحيد للقناة، مليون ليرة سورية تعادل 2500 دولار شهرياً، بينما كلفة البثّ على الساتلايت وحدها مع روابط النت والصوت عشرة آلاف. منذ سنتين وأنا اقوم بالتسديد من أتعابي وأعمالي وعائدات لهاثي حتى استنفدت وسدّت السبل فاضطررت لأنتقل معكم من الستلايت إلى قناة «يوتيوب»، وقريباً «ويب تي في» وتطبيق على الهاتف للراغبين بالمتابعة أملاً بعودة قريبة عندما تسمح الإمكانيات. لسنا نادمين على شيء فعلناه أو لم نفعله ولا عاتبين على أحد. فقط نقول ما كلف الله نفساً إلا وسعها. فنحن عملنا المستحيل ليكون صوتكم هدفنا والتواصل معكم منبرنا وبذلنا كلّ جهد ممكن. وكان الأسهل لناصر قنديل أن يبقى مثل رفاقه يطلّ عبر الشاشات معزّزاً مكرّماً بلا همّ إطلاق قناة تستهلك ماله ووقته وجهد رفاقه وزملائه. عسى أن نكون في هذه السنوات قد ساهمنا كما تطلّعنا في حرب الشرف والعزّة والكرامة. وما قدّمناه يبقى متواضعاً أمام تضحيات الشهداء. والعهد هو العهد… مستمرّون… تابعونا.
عندما يصير تبييض الإرهاب والميليشيات لصناعة السياسة لسورية والرئاسة للبنان تؤول الأمم للأفول وتطحنها الفوضى، ويصير إلغاء السياسة وتجاهل الرئاسة لحساب الحرب والفراغ صوناً لشرف السياسة ومكانة الرئاسة وكرامة الدم في ساحات الحرب وكرامة الكلمة في ساحات المواقف. هذه ضوابط جنيف في سورية وضوابط الرئاسة في لبنان.