لا رئاسة في جلسة الثامن من شباط… والسبب؟
بتول عبدالله
أيٌّ من السيناريوات المطروحة على الطاولة اليوم لا توحي بانعقاد جلسة لملء الفراغ الرئاسي في الثامن من شهر شباط المقبل، ذلك أنّ المشهد اللبناني يتلخص على الشكل التالي:
– سليمان فرنجية، المرشح لرئاسة الجمهورية، يملك الأكثرية المؤيّدة له داخل أروقة المجلس النيابي، نسبةً لدعم «بري جنبلاط الحريري»، وإنْ كان الأخير لم يدل بتصريحات رسمية تتبنّى هذا القرار حتى الساعة، غير أنّها مسـألة وقت ليس إلا.
– ميشال عون، المرشح للرئاسة أيضاً، لديه فرصته بالوصول إلى سدّة الرئاسة وإن تبدو أضعف من حليفه فرنجية في لغة الأرقام.
وبالرغم من ترشيح جعجع للعماد عون، إلا أن ذلك لن يغيّر في المعادلة الرقمية التي ترجّح كفة فرنجية، والأخير لا يزال مستمراً بترشيحه «ولا عودة عن الترشيح إلا في حالة واحدة ودائماً في الإطار الموضوعي»، يقول المسؤول الإعلامي في تيار المردة المحامي سليمان فرنجية في حديث تلفزيوني، مضيفاً أنّ «ذلك يتمّ من خلال التفاهم مع العماد عون بأن يتعهّد بدعم ترشيح النائب فرنجية فيما لم يحالفه الحظ، أما في ما خصّ المدّة الزمنية فتقرّرها قيادتا التيار الوطني الحر والمردة».
إضافةُ إلى ذلك، يرى مراقبون أنّ دعم جعجع لعون لا يعني أنّ على المسيحيين كافة دعمه، وأنه لا منطق لـ«الثنائية المسيحية» في الحياة السياسية.
لا شك في أنّ التوافق المسيحي المسيحي بين الثنائي العوني والقواتي بعد خصام طال أمده، خلط الأوراق الداخلية وفرض على الجميع إعادة ترتيب مواقعهم وحساباتهم، ما قد ينتج عنه تحالفات جديدة أو عراقيل جديدة لم تكن في حسبان أيّ من الأطراف السياسية. مع الإشارة إلى أنّ ذلك لا يكفي لتأمين تكامل مجموعة من الظروف، الخارجية خاصة، لمزاوجتها مع الظروف الداخلية. فلن نتلمّس نصاباً في جلسة الثامن من شباط ما دام التفاهم الإقليمي حول ملفات المنطقة لم يحدث بعد، ولبنان جزء منها.
كما أنه لا يمكن للبنانيين الاختباء خلف إصبعهم ونفي التأثيرات الخارجية والضغوط والتطورات التي قد تطرأ بين الفينة والأخرى. فتركيبة السلطة اللبنانية مبنية على انقسامات داخلية – سياسية طائفية – محكومة بتبعيات خارجية لا تبرح تشلّ القرار اللبناني اللبناني الذي يصبّ في مصلحة أبناء بلاد الأرز بدلاً من أن يظلوا «مكسر عصا» لدول الخارج.
ولأنّ موقف المكوّن السني هامّ جداً ولا معزل عنه في تحديد هوية الرئيس المرتقب، فإنّ على الجميع التريث إلى أن يفك التيار الأزرق صمته ويعلن اسم مرشحه بشكل رسمي كما جرى في معراب. وحزب الله بدوره، حليف الرجلين معاً فرنجية وعون، سبق وأعلن ترشيحه الأخير، من دون أن يتخلى يوماً عن زعيم زغرتا الذي يصفه جمهور الحزب بـ«ابن المقاومة» الوفي لهذا الخط.
فرص فرنجية أكبر من فرص عون، كما يقول محبّوه. لكن الملف الرئاسي لا ينفك في مهبّ الغيب، وعلى عون «العنيد والصلب» أن يصمد إلى أن يحين الأوان محافظاً على قوة الدفع معوّلاُ على دعم «السيد» وتطوّرات المنطقة التي لن تكون إلا لمصلحته في الآتي من الأيام.