ذكّر إن تنفع الذكرى
من أوراقي القديمة أعيد نشر مقالي عن مهمة كوفي عنان وتغيّرها بتغيّر الظروف. في مثل هذا اليوم قبل سنتين في جريدة تشرين تحت عنوان «مختصر مفيد» ذاته الذي أكتب تحته اليوم، و أعيد النشر من موقع ذكّر إن تنفع الذكرى.
عنان الثالث
في 9/7/2012
منذ تكليفه مهمة الحلّ السياسي للأزمة السورية، وكوفي عنان يلبس أدواراً تعكس التوازنات الإقليمية والدولية والميدانية المحيطة بمهمته.
كان عنان الأول مع مهمة عنوانها التسليم بالاستعصاء الناجم عن عدم تحقيق الحرب على سورية أهدافها، والرهان على الانخراط التسووي لحماية الوجود المسلّح، والوصول إلى تنظيم وقف إطلاق نار ومناطق عازلة وخطط دولية للفصل بين الدولة والمسلحين.
شهد عنان الأول حسم بابا عمرو ووصول بوتين إلى الكرملين، وبدأت مهمة المراقبين. ففشل الرهان على شكل المهمة الأولى، وولد عنان الثاني لفرض التوازن الدولي في معادلة سياسية أمنية ضمن مشروع تصعيد المسلّحين في ظلال المراقبين.
شهد عنان الثاني مؤتمر جنيف والتسليم بالحوار كإطار للحلّ السياسي ووقف العنف وتسارع الحسم العسكري الميداني للقوات المسلحة السورية، وسقوط الطائرة التركية كمفصل اختباري حاسم في فرص التدخل العسكري. فولد عنان الثالث.
عنان الثالث وقته ينفد، وهو مطالَب بتهيئة طاولة الحوار ومدخلها وقف التمويل والتسليح والإعلام الحربي ضد سورية. وفي المقابل يحصل على ترجمة سورية للالتزامات التي طلبها، وإلا فعليه أن يعلن تحميل مسؤولية إفشاله لمن قال إنهم يعطّلون قرارت مجلس الأمن.