«الخارجية»: موقف لبنان في المؤتمر الإسلامي يحفظ الوحدة ولم يخلّ بالإجماع العربي
جدّدت وزارة الخارجية والمغتربين تأكيدها موقف لبنان الثابت في إدانة الاعتداءات على البعثات الديبلوماسية السعودية في إيران، «وفي رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية احتراماً لميثاق جامعة الدول العربية».
وجاء في بيان أصدرته الوزارة أمس: «إزاء ما يتم التداول به حول موقف لبنان من مقررات منظمة التعاون الإسلامي، يهمّ وزارة الخارجية والمغتربين أن توضح أنها كانت قد أعطت التعليمات لسفير لبنان في المنظمة قبل انعقاد الاجتماع بوجوب اتخاذ الموقف نفسه المشابه للموقف السابق في الجامعة العربية في حال تضمّن القرار المضامين نفسها الواردة سابقاً، وذلك التزاماً بسياسة الحكومة القاضية بالنأي بلبنان عن هذه المواضيع المشابهة والمرتبطة بالأزمة السورية، وعملاً كذلك بالتوافق على هذا الموقف الذي ظهر جلياً على طاولة الحوار الوطني حول هذا الموقف في جلسته الأخيرة إبان عرض وزير الخارجية لمعطيات وموجبات الموقف اللبناني آنذاك، والتي تكررت نفسها الآن في منظمة العمل الإسلامي، وهو الموقف الذي يحفظ الوحدة الوطنية من خلال الالتزام بالبيان الوزاري وبسياسة حكومة الوحدة الوطنية».
وأضاف البيان: «تكرِّر وزارة الخارجية في هذا المجال تأكيدها على موقف لبنان الثابت في إدانة الاعتداءات على البعثات الديبلوماسية للمملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بموجب الإتفاقيات والمعاهدات الديبلوماسية والقنصلية عام 1961 وعام 1963 ، وفي رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية احتراماً لميثاق جامعة الدول العربية، كما تؤكد على أهمية الإجماع العربي عندما لا يمسّ بالوحدة الداخلية، مع الإشارة إلى أنّ موقف لبنان بالإمتناع عن التصويت النأي بلبنان لم يخلّ بأيّ إجماع، إذ أنّ الموقف اللبناني الذي حصل في الاجتماع، لم يأت معترضاً بل ممتنعاً، بالإضافة إلى الموقف المتحفّظ والآخر المعترض اللذين صدرا عن الدول المشاركة».
وفي السياق عينه، أكد الرئيس سعد الحريري في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي «أنّ انفراد وزارة الخارجية بما زعمت أنه نأي بالنفس عن موقف عربي جامع في المؤتمر الطارئ لوزراء خارجية المؤتمر الإسلامي للتضامن مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الدبلوماسية في إيران ولرفض التدخل الإيراني في الشؤون العربية، هو موقف لا يعبّر عن غالبية الشعب اللبناني وخروج مرفوض للمرة الثانية عن سياسة الوقوف مع الإجماع العربي التي شكلت قاعدة ذهبية للدبلوماسية اللبنانية منذ الاستقلال».
وقال: «إنّ النأي بالنفس يتحوّل اصطفافاً حين تجد الخارجية اللبنانية نفسها للمرة الثانية وحيدة خارج موقف جميع الدول العربية بلا استثناء وتنأى بنفسها وحيدة عن قرار تؤيده جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي باستثناء إيران المعتدية على البعثات الدبلوماسية والسيادة العربية».
وسأل: «عن ماذا نأت الخارجية اللبنانية بنفسها هذه المرة، خصوصاً أنّ البيان لم يتضمّن أيّ ذكر للبنان أو أيّ تنظيم سياسي لبناني، أم أننا بصدد محاولة للنأي بالدبلوماسية بعيداً عن لبنان وعروبته نحو إيران وعدوانيتها ومصالحها التوسعية»؟
وقال الحريري: «هذا التغريب المتكرّر للبنان عن عروبته وعن قواعد دبلوماسيته التاريخية إنما هو نذير شؤم عن محاولة الهيمنة على القرار الوطني ضدّ إرادة غالبية اللبنانيين وعلى حساب مصالحهم ومصلحة لبنان العليا».
وختم: «إنني على ثقة تامة بأنّ إخواننا العرب يعرفون أنّ مواقف الخارجية اللبنانية هي رهينة ذرائع يتبرأ منها اللبنانيون المخلصون لوطنهم وعروبتهم وقيمهم الذين لن يسمحوا لهذا الوضع الشاذ أن يطول ويتجذر».