تونس: استحداث لجنة للتحقيق في الفساد
أعلنت الداخلية التونسية حظر التجوال من الثامنة مساء ولغاية الخامسة فجراً في المدن كافة. وكان وزير الداخلية الهادي المجدوب أكد أن لدى الوزارة معلومات عن خطط بعض الأطراف لاستغلال تحركات الاحتجاج، للقيام بتجاوزات واعتداءات على المحتجين بهدف توريط المؤسسة الأمنية.
بدوره تحدث الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري عن معطيات تؤكد دخول عناصر يشتبه بانتمائهم إلى مجموعات إرهابية، على خط الاحتجاجات المطلبية السلمية.
وأشار الطاهري إلى أن أحداث النهب والسرقة والفوضى في حي التضامن بالعاصمة تؤكد ذلك، كما تحدث عن معطيات من القصرين وتالة وحيدرة بوجود أموال توزع على عدد من الشباب من أجل التصعيد والحرق.
وكان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل عبر أمس في بيان له، عن مساندته لمطالب المهمشين والعاطلين من الشباب، داعياً الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة وعملية.
وذكر المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل في بيانه «أن المكتب يتابع بعناية ما يجري من احتجاجات في منطقة القصرين،
ويذكر بما كان قد نبه إليه سابقاً جميع الأطراف من توقع حدوث احتجاجات وهزات اجتماعية قوية نتيجة تواصل التهميش والإقصاء للجهات الداخلية، وبسبب الفشل في تحقيق آمال الشباب وخاصة منه العاطل عن العمل، بعد خمس سنوات من الثورة».
ودعا المكتب العام للشغل الحكومة إلى الإسراع باتخاذ إجراءات عاجلة وعملية، وكذلك وضع حلول سريعة لأهم المشاكل المطروحة، وفتح حوارات بناءة وجادة مع المواطنين.
وتضمن البيان أيضاً دعوة المكتب العام للشغل الشباب المحتج للتظاهر السلمي والحضاري والابتعاد عن أشكال العنف كافة والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
وحذر المكتب من تربص الإرهابيين والمخربين لهذه الفرص وسعيهم إلى انتهازها للاندساس بين المتظاهرين وتحويل وجهة الاحتجاجات إلى التخريب والقتل
وتجددت المواجهات بين المحتجين وعناصر من الحرس الوطني في منطقة النقرة بالتضامن وحي الانطلاقة في العاصمة تونس. وكان التضامن والمنيهلة قد شهدا اشتباكات ليلاً حيث تصدت القوى الأمنية لأعمال تخريب وسرقة. فيما أحرق مقر للشرطة في الحامة قابس كما اقتحم محتجون مقر ولاية المهدية. وفي ولاية سليانة عطلت الدروس في المؤسسات التربوية بعد تنفيذ الطلاب تحركات احتجاج ومسيرات في شوارع المدينة. أما في مدينة باجة فقد عاد الهدوء بعد سلسلة احتجاجات.
وفي مدينة جندوبة في تونس اقتحم شبان أسوار المحافظة لكن قوات الأمن منعتهم من الدخول إلى مبنى الولاية وعملت على احتواء الموقف بالطرق السلمية.
وفي مدينة سيدي بوزيد تمكنت قوات الأمن من التصدي لمحاولة عدد من المحتجين اقتحام مقر الولاية بعد خلع عدد منهم الباب الرئيسي لمدخله ورشقهم الأمنيين بالحجارة، ما اضطر عناصر الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وإبعادهم.
أما في القصرين فسجلت احتجاجات ليلاً حيث أحرق عدد من المحتجين الإطارات فيما نظم آخرون وقفات للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية، هذا وشكل عدد من شبان القصرين لجاناً مدنية لحماية المنشآت الخاصة والعامة من النهب والسرقة.
وفي فرنسا أعلن قصر الاليزيه عن خطة دعم لتونس بقيمة مليار يورو على خمس سنوات. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لرئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد.
وكان وزير الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد في تونس كمال العيادي أعلن عن استحداث لجنــة وطنية للتقصي في شبهات الفساد في مناظرات الانتداب للعمل.
وأكد العيادي في أول ظهور إعلامي له منذ توليه الوزارة قبل أسبوع أن اللجنة تمّ احداثها أول من أمس الخميس، وهي تتكون من ممثلين عن الجهات، وتعمل على مستوى وطني. وأضاف أن اللجنة ستنطلق في عملها الفعلي الاثنين المقبل، مؤكداً أن الانطلاقة ستكون من محافظة القصرين لتشمل كل المحافظات الأخرى.
وأشار الوزير إلى أنه لن يتم التساهل مع أي مسؤولٍ يثبت تورطه في ملفات فساد .
وفي تعقيبه على الحديث عن تورط معتمدين في ملفات فساد، حذّر العيادي المسؤولين الإداريين والجهويين وداخل الوزارات من أن وزارته لن تتساهل في هذا الموضوع، مشيراً الى أنهم جميعهم معرضون للمساءلة.
وأكد أن الحكومة ماضية بصفة جدية في مكافحة الفساد، مشدداً على أن الوزارة ستتفاعل مع شهادات المواطنين.