السيسي عشية ذكرى «الثورة»: مصر إلى وطن للجميع
القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي
وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالةً للشعب المصري عشية ذكرى ثورة 25 كانون الثاني حيا خلالها أرواح شهداء الثورة الذين ضحوا بحياتهم من أجل مصر جديدة يعيش فيها المصريون متمتعين بالكرامة الإنسانية في ظل عدالة اجتماعية على حد تعبيره، واعتبر السيسي أن أي عمل إنساني يجب أن يخضع للتقييم، وأن الانحراف الذي اعترى مسار الثورة لم يكن من فعل أبنائها بل المتسلقين عليها في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين، وقال السيسي إن ثورة 30 حزيران جاءت لتستعيد إرادة الشعب الحرة وتواصل تحقيق آماله المشروعة وطموحاته المستحقة.
ورأى السيسي أن تقييماً منصفاً وموضوعياً لما حققته مصر خلال أقل من عامين من تخلصها من حكم الإخوان المسلمين وعلى الأصعدة الداخلية والخارجية كافة. يوضح أن مصر تحولت من «وطن لجماعة» إلى «وطن للجميع».. ومن حكم يعادى الشعب و قطاعات الدولةكافة. إلى حكم يحترم خيارات الشعب ويسعى جاهداً لتحقيق آماله. ويضمن مناخاً إيجابياً لعمـل قطاعات ومؤسسات الدولة. وأضاف السيسي: «إننا نتحرك في الاتجاهات الداخلية والخارجية كافة. ندشن وننفذ مشروعات تنموية وإنتاجية ومشروعات صغيرة ومتوسطة تراعى احتياجات الشباب، وتدرك متطلباتهم وحقهم في العيش الكريم، نعمل على تطوير العديد من المرافق الخدمية ونتصدى بفاعلية للعديد من المشكلات وفي مقدمها توفير الطاقة والكهرباء .. ونتفانى فى مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن والنظام. لدينا إعلام حر وقضاء مستقل وسياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على العالم».
وفي سياق آخر، أبدت النخب السياسية والأكاديمية المصرية تفاؤلاً بالزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الصيني للقاهرة الأسبوع الماضي والتي أعلن فيها توقيع مشروعات استثمارية صينية في مصر، حيث اعتبرها البعض اعترافاً بالاستقرار السياسي للبلاد بعد حالة السيولة التي شهدتها إثر ثورتين، فيما وضع البعض الآخر الزيارة في إطار جهود القيادة المصرية لتصحيح الخلل الذي أصاب الدبلوماسية المصرية خلال العقود الثلاثة الأخيرة منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد وقرار الرئيس السابق السادات التوجه غرباً وإهمال العلاقات مع الشرق وبالأخص الدول النامية التي كانت شريكة لمصر في مرحلة صعود حركات التحرر الوطنية في الخمسينات والستينات، ومن ها الصين التي أقدمت مصر على إقامة علاقات دبلوماسية معها في مثل هذا الوقت قبل ستين عاماً على الضد من الجهود الاميركية و الأوروبية التي كانت ترمي لعزلها.