حركة النضال الوطني: على شباب تونس أن يحذر الأجندات المشبوهة
لا يتجاوز ما تشهده تونس القوانين الطبيعية للاحتجاجات، وبروز تحديات اقتصادية واجتماعية في الفترات الانتقالية، يعقدها ازدياد مخاطر انتشار الإرهاب. في ضوء هذا الواقع توجه الأمين العام لحركة النضال الوطني سليم عشيش في بيانه للمجتمع التونسي وللشباب منه خاصة ليؤكد التالي:
في البداية أسفت حركة النضال لما شهدته البلاد وخاصّة القصرين أحداثاً متصاعدة امتزج فيها تحرّك الشّباب العاطل عن العمل المطالب بالتشغيل والتنمية للجهات الداخلية، بأعمال أخرى مشينة استهدفت المرافق العمومية كالمستشفيات والمبيتات والمراكز الإدارية والأمنية والجمركية يرتكبها ثلّة من المرتزقة مدفوعي الأجر العاملين تحت لواء عصابات الإرهاب وبارونات التهريب وبعض القوى السياسية المروّجة لأجندات الفوضى وبقدر أحقّية النضالات الجماهيرية ومشروعية مطالبها بعد 5 سنوات من الشعارات البرّاقة والوعود الرنّانة التي لم يتحقّق منها شيء ماعدا إثقال البلاد بمزيد من الديون مقابل تفاقم البطالة وغياب إنجازات تنموية حقيقية بقدر خطورة المجموعات التخريبية التي تسعى إلى إحداث فراغ أمني وسياسي باستهدافها لرجال الأمن والجيش والديوانة وإحراق مقرّاتهم بما يوفّر أرضية لتسلّل الإرهابيين وتنشيط خلاياهم النائمة في مطمع للاستيلاء على تونس.
وعبرت حركة النضال الوطني عن:
– وقوفها إلى جانب تحرّكات الجماهير السلمية المشروعة وتبنّيها لمطالبهم في الشغل والكرامة الوطنية.
– تهيب بالشباب أن يبتعد عن أساليب التخريب والفوضى التي ترتكبها عصابات مدفوعة الأجر ومحاولات إدخال البلاد في فراغ لن يستفيد منه إلا الإرهاب ومن يقف وراءه من اللوبيات الأجنبية.
– تدعو لعدم التصادم مع قوات الأمن والجيش والديوانة والعمل على مساعدتهم لعزل المجموعات المخربة والحيلولة دون إلهائهم عن تركيز جهودهم في مواجهة الإرهاب.
وعلى هذا الأساس فإنّ حركة النضال الوطني ترى أنّ الحلول الجزئية الترقيعية المسكنة كآليات التشغيل الهشة وشركات البيئة هي مظاهر لبطالة مقنَّعة جرّبت طوال السنوات الخمس الماضية ولم تفعل سوى مفاقمة تدهور الوضع الاجتماعي نتيجة غياب منوال تنموي وطني بعيد عن التماهي مع الهيمنة الأجنبية وتلبية شروطها وإملاءاتها.
ودعت إلى:
1ـ مبادرة الدولة التونسية بإحداث مشاريع استثمارية كبرى ذات طاقة تشغيلية كبرى في مجالات البنية التحتية والفلاحة والصناعة والمناجم والطاقة تولّد الثروة وتضمن تنمية حقيقية وتؤمّن استيعاب طاقات الشباب العاطل.
2ـ التعاون مع الجزائر لإحداث مشاريع حدودية كبرى في نف المجالات ومناطق تجارة حرّة ضمن سياسة التكامل الاقتصادي بين أقطار المغرب العربي.
3ـ قطع الدولة مع الاتفاقيات اللامتكافئة مع الاتحاد الأوروبي وخصخصة القطاع العام خاصّة الطاقة والمناجم أو إقرار التبادل الحرّ في المواد الفلاحية والخدمات واعتماد سياسة حمائية للمنتجات الصناعية الوطنية لترميم هذا القطاع «المحرَّر» ومساعدته على استرجاع عافيته.
4ـ تنويع العلاقات الاقتصادية الدولية بما يتيح مجالاً أنجع وأكثر مناورة عند عقد الاتفاقيات ذات الطابع المالي والاقتصادي بما يساعد في صون سيادتنا الوطنية والحفاظ على استقلالنا من الأحلاف المشبوهة المتربّصة بأمّتنا.
وتوجهت للشباب المناضل لتقول:
فيا شباب نظموا صفوفكم ولا تعتمدوا إلا على أنفسكم وخذوا العبرة ولا تغترُّوا ولا تكونوا مرّة أخرى لقمة سائغة لأية أجندة سياسية مشبوهة لا تسعى إلا للمكاسب والمناصب على حساب الوطن.