العاصفة «تالاسا» لم تأتِ بجديد… ثلوج وأمطار ورياح وبرد!
توقّعت مصلحة الأرصاد الجوّية في إدارة الطيران المدني أن يكون طقس لبنان اليوم الاثنين غائماً جزئياً مع أمطار وثلوج متفّرقة وخفيفة أحياناً على ارتفاع 600 متر، ودرجات حرارة متدنية ينخفض معها مستوى تساقط الثلوج الخفيفة لتلامس 400 متر في شمال البلاد، وتكوّن الجليد على الطرقات فوق 600 متر. وذلك بسبب المنخفض الجوّي «تالاسا» المصحوب بكتل هوائية شديدة البرودة والذي يسيطر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط حتى الأربعاء المقبل. أما غداً الثلاثاء، فيكون الطقس غائماً جزئياً مع درجات حرارة متدنّية وطبقات من الجليد على الطرقات الجبلية والداخلية.
درجات الحرارة المتوقعة اليوم على السواحل من 7 إلى 10 درجات، فوق الجبال من درجتين إلى ثلاث درجات، في الداخل من ثلاث درجات إلى درجتين. الرياح السطحية جنوبية ـ غربية، سرعتها بين 30 و60 كيلومتراً في الساعة، تشتدّ أحياناً لتقارب 85 كيلومتراً في الساعة. الانقشاع متوسط، يسوء خلال فترة الأمطار والثلوج. الرطوبة النسبية على السواحل بين 55 و90 في المئة. البحر هائج. وحرارة سطح الماء 17 درجة. أما الضغط الجوّي فيبلغ 761 ميلليمتراً زئبقاً.
وشهدت منطقة عكار اشتداداً في سرعة الرياح وتدنياً في درجات الحرارة في المناطق الساحلية، فيما تساقطت حبّات البَرد في ببنين ووادي الجاموس والقرقف والمحمرة وصولاً إلى العبدة. وأفيد عن سقوط شجرة شربين على طريق عام البيرة وألحقت أضراراً بشاحنة نقل صغيرة بيك آب كانت مركونة إلى جانب الطريق.
وتساقطت الثلوج على المرتفعات الجبلية اعتباراً من 1100 متر ارتفاعاً وما فوق.
وشهدت محطات الوقود والسوبرماركات والافران حركة ناشطة، إذ أقبل المواطنون لشراء الوقود والتزود بالخبز والمواد الغذائية مخافة اشتداد العاصفة خصوصاً في القرى والبلدات الجبلية.
وأشار رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الإله زكريا إلى أن جرافة تابعة للاتحاد تمكنت عصر أمس من إجلاء عدد من السيارات التي عزلتها الثلوج عند محلة بوابة القموعة، وكان في داخلها ستى أشخاص يتنزهون في العاصفة. وأوضح أنّ معظم طرقات قرى جرد القيطع مفتوحة وعملت جرافات تابعة لوزارة الاشغال العامة والاتحاد ولبلدية فنيدق على إعادة فتح كل طرقات بلدة فنيدق وصولاً إلى حاجز الجيش في القموعة. ولفت إلى أن بلديات المنطقة في جهوزية تامة وفق الإمكانيات المتاحة لمواجهة العاصفة.
إلى ذلك، تساقطت الثلوج بكثافة خلال الساعات الماضية في الضنية وغطت المرتفعات الجبلية، خصوصاً التي ترتفع 1000 متر فوق سطح البحر، وأدت إلى قطع الطريق الرئيسة التي تربط الضنية بالهرمل بشكل تام، في حين بقيت الطرقات في المنطقة الجردية سالكة بصعوبة أمام السيارات، بعدما تشكلت فوقها طبقة من الثلج تراوحت سماكتها بين 5 إلى 10 سنتيمترات تقريباً.
وترافق تساقط الثلوج مع هطول غزير للأمطار في المناطق الوسطى والساحلية التي شهدت أيضاً تساقطاً كثيفا لحبات البَرد، وتدنياَ في درجات الحرارة وصلت في المناطق الوسطى إلى 5 درجات فوق الصفر كحد أقصى، وأقل من الصفر في المناطق الجبلية المرتفعة. ودفع ذلك بالمواطنين للاقبال على محطات الوقود والأفران والصيدليات ومحال السوبرماركت، من أجل التزود بحاجياتهم قبل اشتداد العاصفة في الساعات المقبلة.
وفي بشري، اشتدت العاصفة بثلوجها، إلا أنّ الطريق من بشري حتى المصعد الكهربائي في الأرز ظلت سالكة بالاتجاهين للسيارات الرباعية الدفع والمجهزة بسلاسل معدنية، وعملت فِرق جرف الثلوج في وزارة الاشغال وبلديات المنطقة على فتح الطرقات. وقد أدّى تراكم الثلوج إلى انزلاق سيارة رباعية الدفع قبالة غابة أرز الربّ، عملت قوى الأمن الداخلي على رفعها من المكان.
وفي زغرتا، وصلت الثلوج وصلت إلى بلدة زغرتغرين من قرى قضاء الضنية وتابعة جغرافيا لقضاء زغرتا ، وقد غطى الابيض بلدات كهف الملول، عيمار وكرم المهر، والطرقات مفتوحة في الاتجاهين، غير أن طبقة كثيفة من الضباب لفت المنطقة، ما جعل سلوك هذه الطرقات متعذراً إلا امام السيارات المجهزة بأضواء كاشفة.
وفي البترون، هطلت الأمطار بغزارة وترافق ذلك مع تساقط البَرد واشتداد الرياح. وارتفعت الأمواج وبلغ ارتفاعها أكثر من سبعة أمتار. وغمرت مياه الأمطار الطرق التي تحوّلت إلى بركٍ ومستنقعات وبحيرات. وتساقطت الثلوج في أعالي منطقة البترون وبلغت سماكتها حوالى 15 سنتيمتراً في تنورين الفوقا، فيما بقيت طريق تنورين ـ حدث الجبة مقطوعة بسبب تراكم الثلوج.
وفي الكورة، اقتصرت العاصفة فقط على تساقط حبات البَرد الكبيرة، والتي شكلت طبقة خفيفة على سواحل الكورة مثل كوسبا، كفرعقا وكفرصارون، وكذلك في البلدات متوسطة الارتفاع على علو 600 متر مثل رشدبين وعين عكرين مع رياح شديدة، ما دفع المواطنين إلى التزام المنازل واتخاذ الحيطة والحذر في حال اشتدت العاصفة أكثر.
وفي الشوف، اشتدّت العاصفة وتساقطت الثلوج بدءاً من 800 متر، وظلّت الطرقات سالكة للسيارات المجهّزة فقط، فيما عملت وزارة الأشغال العامة، ومعها الدفاع المدني والبلديات على فتح الطرقات، في حين أن طريق الشوف ـ الأرز ـ كفريا مقطوعة منذ العاصفة الماضية، وقد قطع التيار الكهربائي وخطوط الاتصالات في عدد من بلدات الشوف الأعلى.
أما في جبيل، فتساقطت الثلوج بدءاً من 900 متر، حيث وصلت سماكة الثلج في بلدة إهمج الى عشرة سنتيمترات، وفي اللقلوق 50 سنتيمتراً، وفي بلدة قرطبا 15 سنتيمتراً، مع تدنّ في درجات الحرارة، والطرقات سالكة للسيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية، ورباعية الدفع، وعملت الجرافات التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل على فتح معظم الطرقات. وأعلن رئيس مركز جرف الثلوج في بلدة إهمج منير ضاهر أن العاصفة الثلجية لم تتسبب بأضرار بالممتلكات والمزروعات، واقتصرت على أضرار في بعض السيارات بسبب الانزلاقات.
وإذا كانت الثلوج قد غطّت بلدة شبعا وأقفلت طرقاتها قبل الظهر رغم محاولات «يونيفيل» لفتحها، خصوصا طريق كفرشوبا ـ شبعا، وطريق شبعا ـ جنعم. علماً أنّ الجرافات تمكّنت من فتح هذه الطرقات، وباتت كل الطرق التي تربط شبعا بمحيطها مفتوحة أمام حركة السير. فإنّ العاصفة أدّت إلى توقّف حركة الملاحة البحرية في مرفأ صيدا بسبب ارتفاع الأنواء البحرية واشتداد سرعة الرياح، إذ اجتاحت مياه البحر رصيف الميناء وغمرت الباحة الداخلية للقلعة البحرية، فيما امتنع الصيادون عن الصيد وانصرفوا إلى تثبيت مراكبهم وتوضيب شِباكهم، متوقعين أن تمدّد العاصفة عطلتهم ليومين إضافيين، وأن يصل ارتفاع الموج إلى أربعة أمتار مع اشتداد سرعة الرياح.
وفي صور أيضاً، أدّت الأمواج العاتية لليوم الثاني على التوالي، إلى إغلاق مرفأَي صور التجاري والصيادين، وتوقفت الملاحة في المرفأ التجاري، فيما احتجزت العاصفة والأمواج مراكب الصيادين في حرم الميناء، ومنعتهم من مزاولة أعمالهم. ورفع بعض الصيادين مراكبهم إلى رصيف الميناء، خوفاً من تحطمها، وقد وصل ارتفاع الموج إلى خمسة أمتار وسط رياح شديدة، كما تسببت الرياح والأمطار الغزيرة بأضرار في الحمضيات والمزروعات.