اعتصامات ووقفات تضامنية

وتواصلت أمس الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية في عدد من المناطق والمخيّمات الفلسطينية في لبنان، والتي طالبت بإنهاء العدوان فوراً، وندّدت به وبالصمت العالمي والتخاذل العربي إزاءه.

البقاع الأوسط

أفادنا مندوبنا في البقاعين الأوسط والغربي أحمد موسى أنّ الفصائل والقوى الفلسطينية والأحزاب الوطنية اللبنانية والقومية نفّذت اعتصاماً تضامنياً مع غزّة في سعنايل في البقاع الأوسط، حضره حشد من الفلسطينيين المقيمين في منطقة البقاع، وممثلي الفصائل والأحزاب اللبنانية والقومية والفلسطينية، ومنفذ عام زحلة والبقاع الأوسط في الحزب السوري القومي الاجتماعي أحمد سيف الدين على رأس وفد من المنفذية والقوميين، النائب السابق محمود أبو حمدان وحشد فلسطيني في المنطقة.

بدايةً، تحدث بِاسم التحالف الفلسطيني المسؤول السياسي في حركة حماس بسام خلف، وأوضح مدى همجية العدوّ وارتكابه الجرائم بحق الانسانية، عبر قتله الأطفال والشيوخ والنساء، والنيل من المدنيين الآمنين العزّل، في محاولة منه للنيل من صمود شعب فلسطين، ظنّاً منه أنه سيكسر إرادتهم وسيحطم كبرياءهم، إلا أنّه سرعان ما يكتوي بضربات المقاومة، كما يحصل اليوم، فـ«إسرائيل» تستصرخ مصر والولايات المتحدة الأمريكية والعالم ليدخلوا على خط الوساطة لدى المقاومة لإيقاف إطلاق الصواريخ والقبول بهدنة جديدة وبشروط أخرى، لتزفّ إلى شعبها تباشير الهدنة ليتمكنوا من الخروج من ملاجئهم.

ثم تحدّث بِاسم منظمة التحرير نضال عزام، الذي لفت إلى أنّ العار حين ارتضى العربي ان يموّلوا تكاليف الحرب على قطاع غزّة والضفة والقدس، وأن يعوض خسائر المحتل حتى القضاء على المقاومة، لكنه لا يعرف أنّ المقاومة مستمرة صامدة مع كل قطرة دم شهيد تسقط. وقال: «جئنا لنوجّه رسالة إلى أخوتنا في فلسطين، ونقول لهم نحن هنا في لبنان في المخيمات وفي كل مدينة وقرية لبنانية معكم، فلستم وحدكم في هذه المعركة، كل أحرار العالم معكم. فإن انتصرت فلسطين انتصرت القضية القومية، وإن هزمت هزمنا جميعاً. اليوم، وحده الدم الذي يراق هو الذي يكتب تاريخ فلسطين».

عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عبد الله كامل، وجّه ثلاث رسائل، الاولى إلى الشعب الفلسطيني وتتمثل في الصمود بوحدته ضد الاحتلال وآلة القتل، عبر وضع آلية استرتيجية فلسطينية موحدة تضع في مقدمتها تحويل الهيئات الشعبية في الضفة إلى مقاومة شعبية وشاملة، وبناء جبهة مقاومة موحدة بغرف عمليات مشتركة في غزّة ونقل المعركة إلى الامم المتحدة ومؤسساتها لحماية الشعب الفلسطيني من إرهاب الصهاينة عبر تفعيل اتفاقيات جنيف وإلزام «إسرائيل» باحترامها.

أما الرسالة الثانية، فإلى الدول التي هللت لـ«الربيع العربي»، داعياً إلى تجديد دعوتها إلى التحرك لدعم مقاومة الشعب الفلسطيني وإطلاق العنان لشعوبها لتتحرّك دعماً للقضية الفلسطينية. فيما وجه رسالته الثالثة إلى أمين عام الامم المتحدة والمجتمع الدولي للتحرّك العاجل لوقف العدوان «الإسرائيلي» ومحاسبة «إسرائيل» على جرائمها.

البداوي

انطلقت أمس في مخيم البداوي، دعما لقطاع غزّة والضفة الغربية والقدس وأراضي 1948، وتأييداً لصمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان «الإسرائيلي» عليه، واستنكاراً لصمت المجتمع الدولي على المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني.

وانطلقت المسيرة التي دعا إليها شباب مخيم البداوي، من أمام مسجد الخليفة عمر بن الخطاب في المخيم، وصولاً إلى مقبرة الشهداء، بعدما جابت الشوارع والأزقة وهي ترفع الأعلام الفلسطينية.

وفي ختام المسيرة ألقيت كلمات ورفعت أدعية وابتهالات تدعو بالصمود والنصر لمقاومي العدوان.

برج الشمالي

نظّمت جبهة التحرير الفلسطينية وقفة تضامنية في مخيم البرج الشمالي أمام قاعة الشهيد عمر عبد الكريم، تضامناً مع الشعب الفلسطيني المنتفض في الضفة ودعماً للمقاومة في غزّة، واستنكاراً للهجمة الصهيونية الهمجية على الضفة وغزّة.

تقدّم المشاركين ممثلو الفصائل الفلسطينية والقوى والاحزاب الوطنية والاسلامية اللبنانية، وممثلو اللجان الشعبية والجمعيات والمؤسسات الاهلية وفاعليات لبنانية وفلسطينية.

وألقى عضو قيادة إقليم جبل عامل في حركة أمل صدر الدين داود كلمة القوى والاحزاب اللبنانية، فقال: «ها نحن ندفع الدم سوياً من مواجهة هذا الاحتلال الذي يشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني. ها هم أطفال فلسطين يدفعون اليوم ضريبة الدم عن كل العالم العربي. هذا العدو لا يفهم إلا لغة المقاومة والمواجهة والحرب ضده. نراهم كيف يرتعدون عندما يسمعون صوت الصواريخ وأزيز الرصاص. بِاسم حركة امل وكل الاحزاب المقاومة في لبنان سنبقى إلى جانبكم في مواجهة هذا الاحتلال بدمنا وأجسادنا».

وألقى كلمة منظمة التحرير عضو قيادة حركة فتح في لبنان يوسف زمزم، اعتبر فيها أنّ الشعب الفلسطيني يتعرّض لهجمة شرسة همجية من العدو «الإسرائيلي»، هذا العدو الذي ساءه إنجاز اتفاق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية، لأنه كان يستخدم ورقة الانقسام ضد القيادة الفلسطينية». وطالب الامم المتحدة بالعمل على وقف هذه الهجمة التي تتعارض مع كافة المواثيق الدولية. ودعا إلى تحرك واسع في العواصم العربية لدعم صمود شعب فلسطين ومقاومته في وجه الاحتلال.

صيدا

نظّم اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني اعتصاماً في ساحة الشهداء في صيدا، تضامناً مع الشعب الفلسطيني واستنكاراً للحرب العدوانية على غزة، بحضور أمين عام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، والأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وحشد من المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين، واختتم الاعتصام بحرق علمَيْ «إسرائيل» وأميركا.

ورأى سعد أنّ الشعوب العربية، ومنها شعب فلسطين، تريد أن تتحرر من الاستعمار والصهيونية، ومن القوى الرجعية الظلامية، هذه الشعوب التي لا يسمح لها بالتحرك نصرة لشعب فلسطين في مواجهة هذا العدوان الصهيوني الغاشم.

وأضاف: «نحن لا نراهن لا على جامعة عربية، ولا على حكومات عربية، بل نراهن على بطولات الشعب الفلسطيني، وعلى إخلاص شعوبنا العربية وتضامنها ودعمها وانخراطها في النضال من أجل إلحاق الهزيمة بالاستعمار والصهيونية والرجعية فوق أرضنا العربية. هؤلاء الذين يعيثون الخراب والدمار والقتل والمجازر في البلدان العربية، ويتعرضون لشعبنا العربي في كل مكان بالقتل والقهر والاستبداد والظلم، هؤلاء أكانوا أنظمة، أم قوى رجعية ظلامية، لا يطلقون طلقة واحدة باتجاه العدو الصهيوني».

وشدّد سعد على التصدي للطائفية والمذهبية والعشائرية والقبلية والفئوية. كما دعا إلى التصدي للتطرّف والعنف، إلا في مواجهة العدو الصهيوني، لافتا إلى أهمية احترام التنوع، مؤكداً أنّ أحد أهداف هذا العدوان اليوم هو ضرب وحدة الشعب الفلسطيني، إلا أن الشعب الفسطيني أقوى من أن تضرب وحدته، إن كان من قبل العدو الصهيوني، أو من قبل أدواته الرجعية العربية، كما أن الشعب العربي قادر على التمسك بالوحدة الوطنية في أقطاره كافة، داعياً إلى التمسك بالوطنية الجامعة، والعروبة الجامعة وهذا خيارنا في مواجهة كل التحديات.

برج البراجنة

وانطلقت في مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية أمس، مسيرة حاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ورفضاً للاعتداءات والمجازر الصهيونية في غزّة. وألقيت كلمات لحركة الجهاد الإسلامي وأهالي المخيم ومسيرة العودة.

وألقى كلمة فلسطين مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيروت فؤاد ظاهر، دعا فيها إلى إدانة الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزّة على مسمع وأبصار العالم أجمع بالحرب العدوانية الشاملة التي تجاوزت كل حدود المنطق والإنسانية، كما دعا إلى صرخة بوجه الجريمة والعدوان الذي يسعى إلى تصعيد عملياته في القطاع، وقصفه بالصواريخ بيوت الآمنين، واستهدافه الأطفال والنساء والشيوخ، والصحافيين والتي كان آخرها جريمة اغتيال الصحافي حمدي شهاب أمس، واستهدافه الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية والمستشفيات، كل ذلك يعبّر عن مدى حالة الإفلاس والتخبّط الذي وصل إليها هذا العدو المجرم، وعجزه عن التصدي للمقاومة ولضرباتها النوعية المفاجئة له.

واستنكر ظاهر الصمت العربي المدقع، وعدم الاكتراث الدولي بما يحدث من تدمير شامل للقطاع، معتبراً أنّ ما دار في مجلس الأمن الدولي يغطي العدوان، ويساوي بين الجلاد والضحية.

وطالب القيادة الفلسطينية أن تنضم فوراً إلى محكمة الجنايات الدولية، لإخضاع هذا العدو المجرم للمحاكمة على جرائمه التي ارتكبها بحق شعبنا الفلسطيني، فلا يوجد أي تبرير يمنع هذا التوجه، وفاء لدماء الشهداء.

صور

نظّم مسرح اسطنبولي في مدينة صور، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومعاناة أهل غزّة من العدوان والاحتلال والحرب. وشارك في الاعتصام عدد من أبناء المخيمات الفلسطينية وشباب مدينة صور ونادي «الوحدة»، وتخلل الاعتصام مسيرة جالت شوارع المدينة. واختتمت الوقفة بإضاءة الشموع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى