باسيل: لا حلّ للصراع الطائفي في المنطقة إلا بالحوار
شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الاجتماع التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، الذي عقد أمس في أبو ظبي. كما حضر عن الجانب اللبناني وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب وسفير لبنان في دولة الإمارات حسن سعد.
ورأى باسيل «أنّ الفرصة مُتاحة اليوم أمام لبنان ليتحمل المسؤولية، ونكون مقدامين في العمل العربي وليس فقط متلقين ونقوم بردود الفعل، إنما على العكس علينا القيام بعمل إيجابي من خلال دورنا في محاربة الإرهاب، ومواجهة إسرائيل».
أضاف: «إنّ التراجع عن هاتين القضيتين يسير في المنطقة والعالم نحو الانقسامات المذهبية والطائفية، وسنكون نحن حينها ضحيتها، وما ينسحب على العالم العربي ينسحب على لبنان، لذلك من المهم أن يكون دوره قوياً ومحمياً ويكون لديه هذا الهامش، الذي يسمح له بلعب الدور الإيجابي».
ولفت إلى أننا «كعرب ابتعدنا اليوم عن قضيتنا المركزية الأساسية ألا وهي القضية الفلسطينية، وتركنا لغيرنا حمل هذه الراية، وتركنا فلسطين لمصيرها، وتخلينا عن العمل الفعلي لإعلاء شأن هذه القضية»، مشيراً إلى «وجود تحدٍّ آخر يفككنا ويقسم دول منطقتنا وهو عامل مرتبط بإسرائيل وعامل انفراج لها أيضاً، ألا وهو موضوع الإرهاب الذي لدينا مسؤولية كبيرة أن نكون في الصفوف الأمامية لمحاربته».
واعتبر «أنّ القضايا العربية ومنها القضية السعودية ـ الإيرانية، ترخي بثقلها على الحياة السياسية العربية كلها. ونحن نعتقد أنّ لبنان بموقفه المحايد، الذي من جهة أولى يحفظ له وحدته الوطنية، ومن جهة ثانية يظهره كنموذج فعّال يستطيع أن يلعب دوراً إيجابياً وفعّالاً، أقله بعدم زيادته الانقسام إنما على العكس بمحاولته التقريب بين الدول وبقوله أنه لا حلّ للصراع الطائفي إلا بالتفاهم والحوار. وهذه هي تجربتنا اللبنانية، ونريدها أن تنسحب على كلّ العالم العربي. ونحن نرى تفهماً لموقف لبنان المحايد، ولكن أحياناً يترك هذا الأمر جروحاً وآثاراً عند البعض، لأنّ كلّ جهة تريدنا بإتجاه معين. ولكن في النهاية موقفنا هذا يحفظ لبنان، ولاحقاً ستفهم أهمية اتخاذه».
وعن التفهم العربي لموقف لبنان النأي بنفسه قال باسيل: «كان هناك تفهم كبير جداً، إنما التحريض الحاصل والذي له منشأ لبناني من أجل أخذ إجراءات ضد اللبنانيين، يخلق جواً إعلامياً ورأياً عاماً يغير الموقف اللبناني عن حقيقته. إنّ لبنان لم يعترض إنما نأى بنفسه، إنه لم يوافق ولم يعترض ولم يأخذ جهة من الاثنتين، إنما التزم بالسياسة الرسمية الحكومية وحاول حماية لبنان وجمع العرب، لا أن يزيد من انقسامهم. إنّ هذا التفهم الذي كان واضحاً، يبدو لنا اليوم وبوضوح أنّ هناك عملاً تخريبياً من أجل إزالته وترك آثار إنتقامية أو افعال على موقف فسر بطريقة خاطئة».
ولفت وزير الخارجية إلى أنّ موقف لبنان في منظمة التعاون الاسلامي «اتخذ حسب الأصول، وأتى كامتداد طبيعي ومتناسق مع ما حصل في الجامعة العربية، وبالتالي لا يختلف الموقف عما حصل في الجامعة العربية، وهو التزام سياسة الحكومة اللبنانية بالسياق نفسه والفعل نفسه تجاه القضية ذاتها أي الاعتداء على السفارة السعودية في ايران، ما استوجب الموقف ذاته أي النأي بالنفس».
وعن الاجتماع العربي ـ الهندي أوضح «أنّ موقف لبنان أتى مختلفاً ولكن أيضاً في السياق التنسيقي الداخلي ذاته الذي يقول بالرفض المبدئي لأي اعتداء على أي بعثة ديبلوماسية ورفض التدخل بشؤون الدول العربية، وبالتالي اقتصر الموضوع على هاتين النقطتين في البيان العربي ـ الهندي. وأتت موافقة لبنان طبيعية وزادت من مصداقية الموقف اللبناني وإستقلاليته. فالحيادية يجب أن تكون مترابطة مع الاستقلالية كي نعرف متى نؤيد ومتى نعترض ومتى نُحايد».