«تالاسا» تنحسر غداً… والصقيع سيّد المناطق!

توقّعت مصلحة الأرصاد الجوّية في المديرية العامة للطيران المدني، أن يكون طقس لبنان اليوم غائماً جزئياً مع انخفاض إضافيّ في درجات الحرارة، كما تتكوّن طبقات من الجليد على الطرقات الجبلية والداخلية، مع احتمال تساقط بعض الثلوج الصباحية المتفرّقة خصوصاً على المرتفعات الجنوبية التي ترتفع 600 متر عن سطح البحر. وإذ ينحسر تأثير المنخفض الجوّي «تالاسا» المصحوب بكتل هوائية شديدة البرودة عن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء. فإن طقس الغد يشهد بداية ارتفاع في درجات الحرارة وبقاء خطر تكوّن الجليد على الطرقات الجبلية والداخلية.

الحرارة المتوقعة على السواحل اليوم من 7 إلى 13 درجة، فوق الجبال من 3 درجات تحت الصفر إلى درجتين، الأرز من ثماني درجات تحت الصفر إلى ثلاث درجات تحت الصفر، في الداخل من 0 إلى 4 درجات. الرياح السطحية شمالية ـ غربية إلى جنوبية ـ غربية، سرعتها بين 20 و35 كيلومتراً في الساعة، تشتدّ أحياناً لتقارب 45 كيلومتراً في الساعة في المناطق الجنوبية. الانقشاع متوسّط. الرطوبة النسبية على السواحل بين 40 و65 في المئة. البحر مائج وحرارة سطح الماء 17 درجة. الضغط الجوّي 767 ميلليمتراً زئبقاً.

إنقاذ مواطنين

عملت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني التابعة لمركز زحلة، منذ صباح أمس على سحب مواطنين كانوا قد احتجزوا بسبب كثافة الثلوج على طريق ترشيش ـ زحلة، كما عملت على فتح طريق ترشيش ـ كفرسلوان وترشيش ـ زحلة من جرّاء تراكم الثلوج.

وأيضاً، توجّهت فِرق الإنقاذ في الدفاع المدني التابعة لمركز زحلة إلى بلدة بوارج، بعد جسر النملية على طريق ضهر البيدر الدولية، لمساعدة حوالى 15 سيارة كانت محاصرة من جرّاء الجليد وتراكم الثلوج. واستغرق سحب السيارتين الأخيرتين مدة ساعتين، نظراً إلى تراكم الثلوج وتكوّن طبقات الجليد، وتمت مرافقتهما نزولاً وصولاً إلى شتورة.

البقاع

أحكمت العاصفة «تالاسا» سيطرتها على مختلف البلدات البقاعية ابتداء من 750 متر وما فوق، ما أدّى الى قطع الطرق في بلدات ترتفع 950 متراً عن سطح البحر بسبب تراكم الثلوج وتكوّن طبقات من الجليد، وفرضت العاصفة على الأهالي ملازمة منازلهم.

الثوب الأبيض غطّى القرى البقاعية كافة، ولازم الأهالي منازلهم، وتفاوتت سماكة الثلوج بين منطقة وأخرى، وعملت البلديات وجرافات وزارة الأشغال العامة على فتح الطرقات. ورغم أن العاصفة لم تأتِ بجديد على الأهالي، فإن المزروعات أصابها الضرر من جرّاء الرياح العاتية والصقيع، إذ تدنّت نسبة الحرارة عن المعتاد ولامست ستّ درجات تحت الصفر.

وناشد رؤساء البلديات البقاعية والاتحادت البلدية وزارة الأشغال إرسال المزيد من الآليات للمساهمة في فتح الطرق، إضافة إلى ضرورة تأمين الملح لرشّه على الطرق لمنع تشكّل طبقات الجليد.

وتواصَل تساقط الثلوج طوال ساعات الليل في سائر قرى منطقة الهرمل مع انخفاض ملحوظة في درجات الحرارة ، ما أدّى إلى عزل بعض القرى الجردية.

وعملت جرافات تابعة لوزارة الأشغال على فتح الطرق، فيما وُضعت فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر في حالة جهوزية تامة.

وقام عمّال النظافة في بلدية بعلبك بتوجيهٍ من رئيس البلدية حمد حسن، بإزالة الثلوج عن الأرصفة في شوارع المدينة بإشراف ناظر العمال حسين وهبة، إضافة إلى جرف الثلوج عن طرقات تلال رأس العين، ورشّ كميات كبيرة من الملح على الطرقات العامة تجنباً لتشكّل طبقات الجليد، خصوصاً أنه يتوقع تدنّي درجات الحرارة ليلاً إلى ما دون خمس درجات تحت الصفر.

الجنوب

وحاصرت الثلوج التي تساقطت فجر أمس قرى شبعا وكفرشوبا وكفرحمام. وكانت سماكة الثلوج قد تجاوزت حدود المترين في المرتفعات الغربية لجبل الشيخ، و45 سنتمتراً في شبعا، و22 سنتمتراً في كفرشوبا، و55 سنتمتراً في جنعم. وباتت الطرقات التي تربط حاصبيا بشبعا وكفرشوبا وعين عطا وشويا مقطوعة. فيما غطت الثلوج مواقع للقوّة الهندية العاملة ضمن «يونيفيل» في مرتفعات شبعا وكفرشوبا.

وتساقطت الثلوج على وادي الحاصباني الذي يرتفع 500 متر عن سطح البحر، كما أدّت الأمطار إلى ارتفاع منسوب نهرَي الحاصباني والوزاني. وعملت الجرّافات التابعة لوزارة الأشغال على فتح الطرقات داخل شبعا وكفرشوبا، كما عملت أيضاً على إعادة فتح الطرقات بين شبعا وحاصبيا وشبعا والهبارية.

وفي صيدا، بقيت حركتا الملاحة والصيد البحري متوقفتين بسبب ارتفاع الموج والرياح.

الشوف

وبقيت العاصفة الثلجية في منطقة الشوف محور اهتمام القرى والبلدات الشوفية العليا التي لا تقل عن 900 متر، ووصلها الثلج بشكل خفيف، إلا أنها شكّلت عرقلة لحركة عبور المواطنين غير المجهزة سياراتهم بسلاسل، وذلك مع شلّ الحركة. أما البلدات دون 900 متر فلم تكن معنية بأجواء العاصفة، إلا لناحية موجة الصقيع التي ضربت كامل المنطقة مع التدني في درجات الحرارة.

جبيل

غطّت الثلوج غطت قرى أعالي قضاء جبيل، وقطعت معظم الطرق الجبلية ابتداءً من 800 متر، مع تدنّ شديد في درجات الحرارة، ووصلت سماكة الثلج في بلدة قرطبا إلى 40 سنتمتراً، وفي اللقلوق إلى 70 سنتمتراً، وفي بلدات عنايا ولحفد وجاج وترتج وميفوق إلى 30 سنتمتراً، وعملت الجرافات التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل ومراكز الدفاع المدني على فتح الطرق الرئيسة، لتسهيل المرور أمام السيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية ورباعية الدفع، كما عملت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني على إنقاذ مواطنين احتجزوا داخل سيارتهم في بلدة عنايا بسبب الثلوج المتراكمة، ولم تخلّف العاصفة «تالاسا» أيّ أضرار في الممتلكات والمزروعات في قرى القضاء.

الشمال

وأحكم الغطاء الأبيض سيطرته على المرتفعات الجبلية في عكار من 900 ارتفاعاً عن سطح البحر، وباتت كلّ الطرقات الجبلية مقطوعة. وباشرت جرّافات الاتحادات البلدية والبلديات في القرى والبلدات الجبلية عملها منذ صباح أمس بالتعاون مع جرافات وزارة الأشغال، والدفاع المدني لإعادة فتح الطرقات الموصلة بين القرى والبلدات، وإلى فتح الطرقات الداخلية فيها، وسط تدنّ ملحوظ في درجات الحرارة التي بلغت ليلاً في فنيدق حدود 4 درجات تحت الصفر وصباحاً في حلبا مركز المحافظة حدود 5 درجات فوق الصفر.

أما الرياح العاتية التي ضربت المناطق الساحلية والوسطية من عكار لا سيما منطقتَي السهل والدريب، فقد أدّت إلى تضرّر في البيوت الزراعية، وإلى إتلاف المحاصيل الزراعية فيها، والامر ليس بأفضل في موسم الحمضيات إذ إنّ العواصف المتلاحقة تسببت بخسائر كبيرة، ويقول المزارعون وضامنو مشاريع الحمضيات في سهل عكار إن اكثر من 30 في المئة من إنتاجهم أتلفته العواصف، لا سيما أن لا حركة تصدير للحمضيات اللبنانية إلى الخارج في حين أن إدخال الحمضيات من سورية إلى لبنان قائم ولا حسيب ولا رقيب، الأمر الذي ألحق نكبات متلاحقة بهم ولا من يعوّض.

وأشار نائب رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع حاتم عثمان إلى أن الامور تسير بانتظام، والجرّافات تعمل على فتح الطرقات على أكثر من محور. آملاً من الأهالي التعاون وعدم السير إلا للضرورة على هذه الطرقات تسهيلاً لعمل الجرافات.

وفي منطقة جبل أكروم، أفيد بأن الثلوج عزلت المنطقة ابتداءً من بلدة السهلة وصولاً إلى كفرتون الرويمة وقامت جرافتان إحداها للدفاع المدني وأخرى لوزارة الأشغال، إضافة إلى جرافات صغيرة خاصة على فتح طريق عندقت ـ أكروم وطريق أكروم ـ بيت جعفر، وتعتبر طريق القبيات الهرمل بحكم المقطوعة اعتباراً من محلة المرغان.

أما صيادو الاسماك فقد آثروا عدم إخراج مراكب الصيد خاصتهم إلى البحر لليوم الثاني للعاصفة وأبقوها في حرم مرفأ العبدة.

وواصلت وُرَش الصيانة التابعة لشركة «BUS» منذ صباح أمس الباكر وبالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان، إصلاح ما تضرّر من جرّاء العاصفة وسرعة الرياح التي ضربت عكار، وعملت على تأمين التيار الكهربائي لمعظم القرى والبلدات العكارية، باستثناء منطقة جبل أكروم حيث الثلوج أعاقت عمل ورش الصيانة.

وذكّر مدير مكتب الشركة في عكار سامي قدسي المواطنين بضرورة الابلاغ عن أيّ عطل على الرقم 642742/06 لكي تقوم الشركة بمعالجته من دون أيّ مقابل، طالباً من كل البلديات لفت نظر السكان، خصوصاً اللاجئين السوريين، إلى عدم استعمال أدوات التدفئة الكهربائية بطريقة غير شرعية على الشبكة العامة لكي يستطيع الجميع الاستفادة من هذه الطاقة وتفادياً للحمولة الزائدة.

وفي الضنية، أدّت الثلوج الكثيفة التي تساقطت ليل الأحد/الإثنين وصباح أمس، إلى قطع الطريق الرئيسة المؤدية إلى المستشفى الحكومي الكائن في بلدة عاصون نحو 1000 متر فوق سطح البحر ، وعملت الورش التابعة لاتحاد بلديات الضنية وبلدية عاصون والدفاع المدني بهدف إعادة فتح الطريق أمام المواطنين والموظفين والأطباء.

وأدّت الثلوج المتساقطة إلى تعذّر سلوك الطريق الرئيسة التي تربط الضنية بمدينة طرابلس، فقطعت ابتداءً من مفرق بلدة عاصون إلا أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية وسيارات الدفع الرباعي، بعدما وصلت سماكة الثلوج فيها إلى قرابة 20 سنتمتراً، وسط ضباب كثيف غطى المنطقة، وتدنٍّ في درجات الحرارة وصل إلى 5 درجات تحت الصفر ليلاً في المناطق الوسطى.

وعزلت الثلوج غالبية بلدات المنطقة التي ترتفع 800 متر فوق سطح البحر، وتشكّل الجليد صباحاً على طرقاتها.

ولاحقاً، أعادت الورش والآليات التابعة لوزارة الأشغال العامة واتحاد بلديات الضنية والبلديات والدفاع المدني فتح طرق جرد الضنية، خصوصاً الطريق المؤدية إلى مستشفى الضنية الحكومي في بلدة عاصون وطرق بلدات سير وبقرصونا وبقاعصفرين والسفيرة وكفربنين، ما سمح للأهالي بالخروج من منازلهم والتزوّد بالمؤن والحاجات الضرورية.

وفي قضاء بشري، اعتبرت الطرق سالكة للسيارات رباعية الدفع والمجهّزة بسلاسل معدنية، وسط استنفار كامل لغرفة الطوارئ المشكلة من بلدية بشري، بلديات المنطقة، مركز جرف الثلوج في الأرز، قوى الامن الداخلي، الدفاع المدني والصليب الأحمر.

تجدر الاشارة إلى ان بلدات قضاء بشري غمرتها الثلوج حتى بلدة مغر الأحوال، الأدنى في القضاء. وقد وصلت سماكة الثلوج في الأرز إلى متر وعشرين سنتمتراً أما في بشري فوصلت إلى 60 سنتمتراً.

وفي البترون، أقفلت الثلوج في المناطق الجبلية معظم الطرق التي عملت جرافات وزارة الأشغال على فتحها، خصوصاً الرئيسة منها في دوما وبشعلة وتنورين وكفور العربي. وبدأت جرافات وزارة الأشغال العامة وآليات الدفاع المدني في مركز تنورين، منذ صباح أمس جرف الثلوج وفتح الطرق حيث بلغت سماكة الثلوج 50 سنتمتراً على ارتفاع 1400 متراً. كما بلغت سماكة الثلوج 15 سنتمتراً في تنورين التحتا، و25 سنتمتراً في دوما وكفور العربي، وتجاوزت 40 سنتمتراً في بشعلة، و70 سنتمتراً على طريق اللقلوق الذي أقفلته الثلوج. فيما لا تزال طريق تنورين ـ حدث الجبة مقفلة.

أما في الكورة، فقد تسبّبت الأمطار الغزيرة وحبّات البَرد بازدياد الحفر في الطرق العامة وتزايدها، وهذه الحفر ظهرت نتيجة أعمال الحفر على الطريق الرئيسة ما بين بلدتَي بطرام وعابا لمدّ القساطل فيها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى