فادي زغيب لـ«البناء»: الثلاثية تطرح نموذجاً حيّاً من قلب البطولة
دمشق ـ آمنة ملحم
لأنّ صمودهم لا يكفيه أن يُحكى عنه أو أن يمرّ كشريط عابر في نشرة إخبارية تلفزيونية. ولأن الروايات عمّا مروا به تستحقّ أكثر من مجرّد تدوينها في دفاتر المذكّرات، كان إيمان المخرج التلفزيوني فادي زغيب وإصراره على صنع ثلاثية درامية وثائقية تحمل عنوان «حكاية الصمود» لتروي ـ في حديثه إلى «البناء» ـ قصصاً وشهادات من قلب مطار كويريس، ومن خلال شخصيات محدّدة عاشت هذه الملحمة البطولية .
ومع الثلاثية، يؤكد زغيب أن المُشاهد سيتعرف إلى صمود السوريين عبر نموذج حيّ عاش في كويريس نحو أربع سنوات. إذ تم تسجيل شهاداتهم وتمثيل المشاهد الخاصة بتلك الشهادات عبر التصوّر الذي تكوّن بعد الاستقصاء مع الشخصيات المعنيّة .
الثلاثية فكرة وإشراف تميم ضويحي، واستغرق تصويرها 12 يوماً في مطار كويريس في حلب، وفي منطقة وادي قنديل في اللاذقية وفي دمشق وريفها. وحملت أجواء تصويرها ذكريات ربما لن ينساها كلّ من شارك بها، إذ يروي زغيب حادثة حصلت معهم أثناء التصوير في مطار كويريس في حلب فيقول: «عندما كنّا نصوّر، كان يرافقنا ضابط وهو أحد الذين كانوا محاصرين، وعندما أراد المصوّر أن يتقدّم أكثر ويسبقنا بمسافة لا بأس بها، صرخ به الضابط المرافق وقال له: قف مكانك ولا تتحرّك. عندئذٍ ذُهل زميلنا المصوّر ووقف جامداً في مكانه من دون أن يأتي بأيّ حركة. فاقترب الضابط من مكان وقوف المصوّر وسبقه بخطوة لا أكثر، ووقف فاتحاً قدميه فوق لغم أرضيّ لم ينفجر بعد، وقال للمصوّر: الآن بإمكانك أن تمرّ، والحمد لله مرّ المصوّر بخير وسلام ولولا شجاعة هذا الضابط وبسالته لما كنّا على قيد الحياة الآن».
الثلاثية اليوم في مرحلة المونتاج مع زغيب الذي يأمل إيصال رسالة الأبطال، بأن يرى العالم مدى صمود الشعب السوري وشجاعته، وتلاحمه مع الجيش العربي السوري حامي الحمى، والوقوف صفاً واحداً في وجه هذه المؤامرة والحرب الكونية التي تشنُ عليه. والدليل على ذلك صمود هذا الشعب العظيم لخمس سنوات ظالمة، والدليل الآخر من خلال بسالة أبطال مطار كويريس العسكري .
«حكاية صمود»، تأليف وحوار وإعداد عماد النداف، بطولة: أمانة والي، أسيمة يوسف، ورغداء جديد، بالاشتراك مع الفنان القدير وديع ضاهر والفنانة ناديا بدران، والوجوه الجديدة: بترا شاهين وجوليا سعيد، والطفلين ميرا أطلق وأنس النبكي.