دي ميستورا يوجِّه الدعوات وجماعة الرياض تعلن «اللّعم» بضغط أميركي جنيف الجمعة بوفدَيْن للمعارضة وبلا شروط مسبقة ولحكومة تحت ظلّ الأسد
كتب المحرّر السياسي
أعلن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أنّ لقاء جنيف الخاص بسورية سيُعقد يوم الجمعة، وأنه سيقوم بتوجيه الدعوات اليوم وغداً، بعدما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه اتفق مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري على مطالبة دي ميستورا بالإعلان عن موعد جنيف، والواضح من كلام دي ميستورا، أنه ينتظر ومعه كيري ولافروف ما سيخرج به جماعة الرياض من موقف بعدما تبلغوا الشروط المطلوبة لتلقي دعوات الحضور إلى جنيف، والتي تتضمّن مشاركة بلا شروط مسبقة، وقبول مشاركة وفد ثانٍ من المعارضة يضمّ الذين لم يشملهم مؤتمر الرياض، على أن يكون الهدف المحدّد للحوار والتفاوض هو تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظلّ رئاسة الرئيس بشار الأسد، تحت شعار الحرب على الإرهاب، من دون أن يتضح مصير التحفظات على مشاركة ممثل «جيش الإسلام» بصفة كبير المفاوضين في ظلّ الرفض الروسي والسوري، وما إذا كان تحويله إلى مستشار للوفد المعارض سيكون مخرجاً تلجأ إليه جماعة الرياض، التي قالت أوساط على صلة بالتفاوض إنها تتجه للقبول والذهاب إلى جنيف بـ«لعم» تتضمّن كلاماً كبيراً يتوّج بمعادلة «ببكي وبروح».
لبنانياً بقيت الرئاسة في المراوحة، وسجلت تبادلاً للرسائل الطريفة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، انتهت بتأكيد الرئيس بري على جدّية ترشيح العماد ميشال عون، وانتظار إجماع الأركان المسيحيّين الأربعة الذين اجتمعوا في بكركي على هذا الترشيح.
في ظلّ المراوحة تبدو جلسة الثامن من شباط نحو تأجيل حتمي، في إعادة لمشهد غياب النصاب، بعدما قالت مصادر التيار الوطني الحر إنّ العماد عون لن يذهب لجلسة مقامرة رئاسية، بل إلى جلسة معلوم سلفاً أنها ستنتج رئيساً بالتأكيد، ويكون الرئيس معلوماً بمقدار وضوح مصير الجلسة ذاته.
الحكومة التي تنتظر جلسة الخميس لحسم التعيينات العسكرية كاختبار نيات لاستعادة وحدتها وتماسكها، لا تزال تنتظر ربع الساعة الأخير قبيل موعد الجلسة لاتضاح مصير المبادرات المطروحة للتفاهم على تعيين أعضاء المجلس العسكري.
تبادل ردود بين عين التينة ومعراب
استقر المشهد الرئاسي أمس، على حملة ردود بين عين التينة ومعراب على خلفية كلام نقله زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه جاء فيه: «هل يريدون حزب الله أن يضع مسدساً أو بندقية أو صاروخاً في رأس سليمان فرنجية ونبيه بري لينتخبوا مرشحاً بعينه؟»، وعلّق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر «تويتر»: «إذاً على أي أساس ميشال عون هو مرشح 8 آذار؟». ليردّ بري قائلاً: «على ذات أسس ترشيحك من 14 آذار»، ليغرّد جعجع مجدداً: «يا دولة الرئيس بري، ولكن أنا انسحبت لمصلحة العماد ميشال عون».
ماذا يقصد بري؟
ونفت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ«البناء» أن يكون الرئيس بري قد قصد في تصريحه أن ترشيح 8 آذار لعون مناورة كترشيح 14 آذار لجعجع، وأضافت: «أولاً يجب السؤال، هل جعجع جدّي في المشروع الذي طرحه في معراب؟ ثانياً فاقد الشيء لا يعطيه، أي هل جعجع يملك الأوراق كلها التي توصل العماد عون إلى بعبدا؟ ثالثاً ما هو موقف عون ممّا يسمّى الوصايا العشر التي طرحها جعجع في معراب؟».
وأكدت المصادر أن «الرئيس بري لا يزال على موقفه السابق بأن إذا اتفق الأقطاب المسيحيون الأربعة الأقوياء الذين اجتمعوا في بكركي على مرشح واحد، عندها نسير به، لكن الواقع اليوم أن هناك طرفين مسيحيين هما حزب الكتائب وتيار المردة غير موافقين على ترشيح عون».
وأبدت المصادر استغرابها من رمي جعجع الكرة على حزب الله ودعوته للضغط على حلفائه و«هو يعرف جيداً أن حزب الله لا يستطيع إلزام حلفائه بالسير بأي مرشح، وأن العلاقة بين الحزب وحلفائه ليست كما يريد جعجع تصويرها».
ورجّحت المصادر أن يكون مصير جلسة 8 شباط المقبل كسابقاتها بحسب المعطيات حتى الآن، «حيث لم تحسم كل الكتل بعد موقفها، لكن كتلة المستقبل أعلنت أنّها لن تقاطع الجلسة، ما يعني أن النصاب السياسي والوطني لن يتأمّن في حال مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله، وبالتالي فإن الرئيس بري قد يعمد إلى تأجيلها».
وجزمت مصادر عين التينة لـ«البناء» بأن «الرئيس بري لم ولن يعلن موقفاً إلا بعد جلاء موقف الكتل كلها»، وأشارت إلى أنه «لا يزال هناك متّسع من الوقت لتظهر مؤشرات جدية لانتخاب الرئيس».
كلام بري ليس موجّهاً ضد عون
ولفتت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«البناء» إلى أن «كلام بري رداً على جعجع ليس موجهاً ضد العماد عون»، لافتة إلى أن «ما قاله بري للوزيرين جبران باسيل والياس بو صعب خلال لقائهما منذ أيام مغاير تماماً عما نُقل عنه».
لن نذهب إلى جلسة «تهريب»…
وقالت مصادر مقربة من الرابية لـ«البناء» إن لا جديد على صعيد الملف الرئاسي، وجزمت أن عون لن يذهب إلى أي جلسة انتخاب يتمّ من خلالها تهريب اسم غيره وانتخابه رئيساً، مرجّحة أن يقاطع وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله الجلسة، موضحة أن ظروف المقاطعة الموجبة في الجلسات السابقة لا تزال قائمة في هذه الجلسة.
وألمحت المصادر إلى أن المساعي لتقريب وجهات النظر بين الرابية وبنشعي قائمة ومستمرّة، وأن هناك مسعىً ما يتمّ بعيداً عن الأضواء»، رافضة التكهّن بما ستؤول إليه هذه المساعي.
فتفت: تسوية فرنجية قائمة
وأكد عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أنه «إذا كان هناك فعلاً انتخابات، فسنشارك في الجلسة ونصرّ على أن يكون هناك انتخابات، لكن إذا كان هناك تعيين رئيس للجمهورية، فنحن لسنا مع فرض رئيس».
وأضاف فتفت بعد لقائه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق: «أن الرئيس سعد الحريري يسعى من أجل تسوية وطنية، فكرة التسوية الوطنية تستند إلى إمكان دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية، والرئيس الحريري لا يزال على موقفه من هذا الموضوع بشكلٍ واضح. هذا مشروع تسوية وطنية، وإذا تلاقت الأطراف على هذه التسوية فمن المؤكد أننا سائرون به».
هل يعلن الحريري ترشيح فرنجية؟
وذكرت مصادر تيار المستقبل لـ«البناء» أن «الحريري سيعلن ترشيح فرنجية في الاحتفال بذكرى 14 شباط بعد أن كان ينوي إعلان ترشيحه من الفاتيكان خلال زيارة البطريرك الراعي إلى روما، لكن لقاء معراب جعله يتريّث وبعدها تم إلغاء الزيارة بشكلٍ مفاجئ من قبل الحريري وفرنجية».
إلى ذلك يغادر وفد من تيار المستقبل برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة إلى السعودية للتشاور مع الرئيس الحريري في الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً بعد لقاء معراب وترشيح جعجع لعون.
مساعٍ فاتيكانية رئاسية
على صعيد آخر، وبعد زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى روما، من المتوقع أن تبدأ الفاتيكان مساعيها للدفع باتجاه انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن، وتؤكد مصادر بكركي لـ«البناء» أن «الراعي التقى مع البابا على موضوع الرئاسة بأن تتفق المرجعيات المسيحية واللبنانية حول مرشح يمثل اللبنانيين والاستعجال في انتخاب الرئيس، لأن الوقت داهم لا سيما مع تردي الأوضاع على المستويين الاقتصادي والأمني».
وتنقل المصادر أن «أجواء الفاتيكان إيجابية بتأكيدها أنها ستبدأ بلعب دور مع كل الأطراف الدولية المؤثرة وستقود حملة اتصالات واسعة مع الدول لإحداث اندفاعة لانتخاب رئيس لكنها لن تقف مع أحد من المرشحين».
تسوية التعيينات لم تُحسم
حكومياً، فإن أي صيغة للتسوية على صعيد ملف التعيينات في المجلس العسكري لن ترشح حتى الآن في ظل معلومات متضاربة، بانتظار إنضاج المساعي حتى جلسة الخميس، فقد أكدت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام لـ«البناء» أن «الاتصالات مستمرّة حول موضوع التعيينات وأن لا شيء محسوم حتى الساعة، وإن كان سلام يأمل التوصل إلى نتائج إيجابية».
ورداً على سؤال حول مصير جلسة الخميس وحضور وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله، في حال لم يتم التوصل إلى صيغة توافقية للتعيينات، أجابت المصادر أن «الأمور في إطار الاتصالات والتنسيق بين رئيس الحكومة ووزراء التيار وحزب الله بالنسبة لجلسة الخميس».
جلسة الحوار الثنائي في عين التينة
انعقدت جلسة الحوار الـ 23 بين حزب الله وتيار المستقبل مساء أمس، في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وأوضح البيان الصادر عن الجلسة أنه «جرى بحث النقاط الخلافية بين الأطراف وسبل معالجتها في إطار النقاش السياسي الهادئ والمسؤول، بما يحفظ ويعزّز السلم الأهلي. كما جرى التفاهم على تفعيل عمل الحكومة وإعطاء الفرصة لمعالجة قضايا الناس».