العبادي أمام خيارين… «فيضان كارثي» أو «عطش قاتل»
عادت قصة انهيار سد الموصل، وما يسببه من كوارث، لتعود إلى الواجهة مجدداً، بعدما نشر نشطاء تسريبات وتحذيرات تؤكد خطورة الوضع في السد، ووصول تشققاته السفلية إلى مراحل متقدمة.
وفيما جدد وزير الموارد المائية نفيه لهذه الأنباء، معتبراً أنها تهويل لحقيقة الأوضاع، تقول مصادر سياسية مطلعة إن رئيس الوزراء يشرف شخصياً على هذا الملف، ووجه باتخاذ جملة من الإجراءات لتلافي وقوع الكارثة.
وبحسب مقربين منه، فإن رئيس الوزراء عليه الاختيار بين أمرين، الإبقاء على مناسيب المياه مرتفعة في بحيرة السد، ما يفتح الباب على إمكانية وقوع فيضان كارثي، أو خفض مناسيب المياه والتسبب في حرمان مناطق واسعة من المياه، ما يعرضها لخطر العطش القاتل.
وفي السياق، صرح مسؤولون عسكريون أميركيون بالعراق، أمس، بأن لدى الجيش الأميركي خطة طارئة لمواجهة احتمال انهيار سد الموصل في شمال العراق، إذا وقعت هذه الكارثة.
وقال الجنرال شون ماكفرلاند قائد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم «داعش» في العراق إن السلطات العراقية أدركت احتمال انهيار السد الذي تحتاج أساساته إلى حقن بانتظام للحفاظ على سلامة هيكله.
وأضاف للصحافيين: «احتمال انهيار السد شيء نحاول حسمه الآن… كل ما نعرفه أنه إذا انهار فسينهار بسرعة وهذا أمر سيئ».
وسيطر تنظيم «داعش» على السد لمدة أسبوعين في أواسط عام 2014 ، ما أثار مخاوف من احتمال تفجيره ليطلق شلالاً من المياه على الموصل وبغداد ويمكن أن يقتل آلاف المدنيين.
ويعاني سد الموصل الذي شيد في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من مشكلة بنيوية دفعت المهندسين في الجيش الأميركي إلى وصفه بأنه «أخطر سد في العالم» في تقرير نشر في عام 2007.
وحذر مسؤولون أميركيون كبار من خطر حدوث كارثة كبرى في حال انهيار السد الذي قد يسبب موجة ارتفاعها 20 متراً قد تغمر الموصل.