قضية تقليص تقديمات «أونروا» تتفاعل فلسطينياً وإقفال مكتبي مسؤوليها في الكولا وصيدا
لا تزال قضية تقليص تقديمات وكالة أونروا تتفاعل في الأوساط الفلسطينية. وفي هذا الإطار أغلق وفد من فصائل الثورة والقوى الإسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية في بيروت أمس، مكتب مدير منطقة لبنان الوسطى»أونروا» في منطقة الكولا حتى إشعار آخر، تنفيذاً لقرار القيادة السياسية.
وأوضح ممثّل حركة «الجهاد الإسلامي» أبو وسام أنّ «الإغلاق يشمل مكتب مدير المنطقة محمد خالد فقط، أمّا باقي الأقسام المتعلقة بالتحويلات الاستشفائية والأمراض والشؤون الاجتماعية فتستمر بعملها لتسهيل أمور اللّاجئين الفلسطينيين».
من جهته، تجاوب خالد مع قرار الإغلاق، وأبدى ارتياحه «لاستمرار العمل في بقية مكاتب المنطقة».
كذلك واصلت اللجان الشعبية الفلسطينية والحراك المدني تحرّكاتها للضغط على وكالة «أونروا» للتراجع عن قراراتها الأخيرة في ما يتعلّق بالملف الصحي.
وفي هذا الإطار، تمّ إقفال مكتب مدير الوكالة في منطقة صيدا.
إلى ذلك، أعلنت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان شاهد في بيان، أنّ وفداً من المؤسسة ضمّ: مدير المؤسسة محمود الحنفي، مسؤول العلاقات العامة محمد الشولي، زار السفارة الأميركية حيث كان في استقبالهم الملحق السياسي ألكس فاسيلوف والمسؤولة الإعلامية آن جربي، ومستشار برنامج اللاجئين في الخارجية الأميركية جورج بطرس.
ولفتَ الوفد إلى «أنّ ثمّة مسؤولية قانونية وأخلاقية مُلقاة على عاتق المجتمع الدولي بشكل عام، وعلى الولايات المتحدة الأميركية خصوصاً تجاه اللّاجئين الفلسطينيين وأزمتهم الممتدة منذ العام 1948 وحتى هذا التاريخ. وهذه المسؤولية السياسية والإنسانية لا تزول إلّا بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم طبقاً للقرارات الدولية ذات الصلة. وأنّ أونروا تمثّل بالنسبة للّاجئين الفلسطينيين الرئة التي يتنفسون منها».
وقدّم الوفد «عرضاً تفصيلياً عن معاناة اللّاجئين الفلسطينيين المرتبطة بتقليص خدمات أونروا، خصوصاً في ما يتعلّق بسياسة الاستشفاء الجديدة والتعليم، والتي بدأت في شهر أيلول 2015». وشرح الوفد «الآثار الإنسانية السيئة التي سوف تترتّب على هذه القرارات، وذلك بمعطيات وحقائق وأرقام».
كما تطرّق الوفد إلى «التوقّف عن دفع بدلات الإيجار للّاجئين الفلسطينيين من سورية، وتقليص قيمة المعونة الغذائية بنسبة النصف تقريباً». وأبلغ الوفد أنّ «أوضاع اللّاجئين الفلسطينيين تتطلّب تدخّلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لثني أونروا عن المضيّ قُدُماً بهذه السياسة، وزيادة الدّعم المقدّم لموازنتها».
كما تحدّث الوفد عن «العقبات التي تواجه إعادة الإعمار في مخيم نهر البارد، والذي لم يكتمل منه سوى 40 ، ومخاوف أهالي المخيم من أنّ الإعمار سوف يتوقّف». ولفتَ إلى «المخاطر المترتبة عن نزع صفة مخيم نهر البارد كمنطقة طوارئ».
وحول هواجس اللّاجئين الفلسطينيين فيما إذا كان ثمّة أي قرار سياسي لتصفية الأونروا، أشار البيان إلى «نفي الملحق السياسي ذلك». وقال إنّه «يتفهّم غضب اللّاجئين الفلسطينيين وقلقهم، لكن الأزمة مالية بسبب أعداد اللّاجئين الهائل في منطقة الشرق الأوسط، وأنّه سوف ينقل هذه الهواجس إلى المسؤوليين الأميركيين».
وفي ختام اللقاء، سلّم الوفد فاسيلوف مذكرة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما حول «أوضاع اللاجئين الفلسطينيين ومخاطر سياسة أونروا».
وللغاية نفسها زار الوفد السفارة اليابانية، حيث استقبلهم مستشار السفير الياباني كايسوكي ياماناكا الذي «وعد ببذل قصارى جهده لدى حكومته والبحث عن آليات للاستمرار بدعم اللاجئين الفلسطينيين»، بحسب بيان لـ«شاهد».