«القومي»: فلسطين تنادينا… فلتُعلَن الحرب القومية الشاملة لإزالة العدو الصهيوني

بدعوة من الحزب السوري القومي الاجتماعي، أقيم اعتصام حاشد أمس أمام مقرّ «الإسكوا» ـ بيروت، تنديداً بجرائم العدو الصهيوني وعدوانه المتواصل على قطاع غزة… ونصرةً لشعبنا في كلّ فلسطين.

شارك في الاعتصام عدد من العمُد والمسؤولين المركزيين في «القومي»، وممثلو الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية، والعشرات من القوميين والمواطنين. ورفع المشاركون أعلام الزوبعة وأعلام فلسطين، كما رفعت ثلة من المشاركين مجسّمات صواريخ، والتحف أشبال وزهرات العلم الفلسطيني على وقع الأناشيد والأغنيات الوطنية والقومية.

حمية: ما سمي ربيعاً عربياً «إسرائيلي» المنشأ وترعاه أميركا والدول الغربية

بدأ الاعتصام بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ثم ألقى مدير الدائرة الاعلامية في «القومي» معن حمية استهلها بالقول: من أمام هذا الهيكل التابع للأمم المتحدة، نرفع الصوت، أن أوقفوا العدوان الصهيوني على قطاع غزة وفلسطين، أوقفوا المجرم اليهودي عن قتل الأطفال والنساء، أوقفوا هذا المحتلّ عن تهويد الأرض وبناء المستعمرات واقتلاع من تبقى من الفلسطينيين في أرضهم… أوقفوا آلة حربه عن تدمير البيوت وجرف الحقول.

وحمّل حمية الأمم المتحدة مسؤولية سفك الدماء وضرب القيم الإنسانية وتقويض السلام العالمي.

وأشار إلى انه بات واضحاً أن ما سمي بالربيع العربي «إسرائيلي» المنشأ، ترعاه أميركا والدول الغربية والمنظمات الدولية التابعة، تنفذه تركيا وعربان النفط وقوى التطرف والارهاب، والهدف هو تصفية المسألة الفلسطينية.

وقال: أصبح جلياً أن إشعال النار في الشام والعراق ولبنان وعدد من الدول العربية، وإغراق هذه الدول بالارهاب والتطرّف وإدخالها في أتون الفوضى، إنما يستهدف إشغال هذه الدول، وتقويض أدوارها وتحطيم قواها، خصوصاً سورية التي تشكل حاضنة المقاومة. بات معروفاً أن المستهدف رأس المقاومة، لأن المقاومة هي التي هزمت العدو الصهيوني في مثل هذه الايام من العام 2006».

ورأى انه آن الاوان للشعوب العربية أن تعود وتملأ الساحات نصرة لفلسطين، وأن توحّد طاقاتها وتنخرط في المقاومة وفي جبهة شعبية لمكافحة الاحتلال والارهاب والتطرف.

العيني: لن نرضى بأنصاف الحلول… وإلى متى الصمت أيها العربان؟

وألقى المسؤول السياسي للبنان في حركة الجهاد الإسلامي شكيب العيني كلمة قال فيها: أطلقت حركة الجهاد الإسلامي معركتها ضدّ العدو الصهيوني الغاشم، باسم معركة البنيان المرصوص للدلالة على الوحدة وصلابة الموقف، ووحدة النيران المقاومة في مواجهة العدوان، حتى هزيمة هذا العدو ومنعه من تحقيق أهدافه في كسر إرادة شعبنا وفرض الهزيمة عليه، وبالتالي تصفية مقاومته التي أزعجته وأزعجت حلفاءه في المنطقة، ظناً منه أنه يستفيد من المناخ الحاصل حول فلسطين لجهة انشغال الشعوب العربية والإسلامية بأزماتها الداخلية، والانشغال عن فلسطين، وعن الجرائم التي ترتكب بحق أهلنا وشعبنا ومجاهدنا، لكن شعبنا الفلسطيني ومقاومته كانت في المرصاد وقالت كلمتها.

لقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أنّ هذا العدوان يستهدف ضرب الوحدة الفلسطينية، والاستفراد بهذا الشعب ومقاومته… فكانت وحدة الموقف الفلسطيني، ووحدة قوى المقاومة في الميدان الردّ الطبيعي على هذا العدوان وغطرسته، ولن نرضى بأنصاف الحلول.

ونطالب الدول العربية والإسلامية، في حال لم يكن هناك موقف داعم للشعب الفلسطيني ومقاومته، أن لا نُطعن في الظهر، لا نريد وسطاء بل نريد شركاء لردّ العدوان وهزيمته، كفى مهزلة، إلى متى هذا الصمت أيها العربان الذي يلامس التآمر على شعبنا الأعزل، ومعه الشرفاء من أبناء شعوبنا.

ونقول لهذا العدو المتغطرس، حتى لو دمّرتم غزة عن بكرة أبيها فلن تجدوا في شعبنا من يرفع الراية البيضاء، بل سننهض من بين الركام ونتابع المسيرة حتى يكتب لهذا الشعب النصر والعودة إلى فلسطين.

مزرعاني: مطالبون بإعادة بناء المشروع النهضوي بناء حضارياً

وألقى القيادي المقاوم المناضل سعدالله مزرعاني كلمة قال فيها: كانت سنواتنا وأيامنا للنكسة أو الهزيمة أو النكبة، ولقد تغيّر هذا الأمر حين امتشق أبناء شعبنا سلاحهم، حين بدأت المقاومة مع رصاصات فتح الأولى ومع معارك المقاومة، ومع مواجهة العدوان الصهيوني على لبنان، ومع قتال الجيشين السوري والمصري ضدّ الغزاة الصهاينة، بدأ تاريخ جديد، وهذا التاريخ قد وجد محطات ساطعة له في لبنان، الذي امتزج فيه النضال الوطني اللبناني بالنضال الفلسطيني، وتأسّست ملحمة كبيرة، ما زالت تترك آثارها على مجمل الوضع العربي والدولي.

وأشار إلى أنّ شعبنا في فلسطين يتعرّض لعملية إبادة. ونحن نحيّي صموده وبطولاته وشهداءه، الشعب الذي لم يشهد العالم معاناة مثل معاناته، ومع ذلك فهو متمسك بأرضه وحقوقه وقضيته، وهو يدافع عن كلّ الأمة، وعن قضايا العدالة في كلّ هذا العالم، وهذا الشعب يستحق كلّ الدعم والتضامن من كلّ المقاومين.

أضاف مزرعاني: إننا مطالبون بأنّ نعيد بناء قوانا وتجربتنا بناء حضارياً يقوم على المساواة بين الأكثرية والأقلية، وبين الاثنيات من دون تمييز، وهذا هو المشروع المقاوم الأم، الذي تنبثق عنه هنا وهنالك مقاومات بالسلاح أو بالعمليات الاستشهادية أو بالصاروخ أو بالتحالفات، هذا هو المشروع النهضوي الذي حمل رايته رواد كبار من أمثال أنطون سعاده وكلّ أولئك الذين سطروا في تاريخ النضال العربي صفحات ينبغي أن تبقى مضيئة كجمال عبد الناصر، وككلّ الذين قدموا فكرهم وحياتهم وجهدهم من أجل أن تنهض الأمة، وتتحرّر فلسطين.

حمدان: وقائع الميدان تسقط أحلام الصهاينة بإقامة «الدولة اليهودية»

وألقى أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون العميد مصطفى حمدان كلمة وجه في بدايتها تحية إلى شهداء الجيش السوري وإلى حماة الديار الذين يدافعون اليوم عن فكرنا القومي، وإلى روح شهيد تموز أنطون سعاده، وحيا الرئيس جمال عبد الناصر وشهداء المقاومة والقائد السيد حسن نصر الله.

وقال: نتوجه إلى أهلنا في لبنان، خصوصاً الشباب، أن انزلوا إلى الساحات إنها فلسطين، وتوجه إلى أهل طرابلس بالقول: خروجكم الحقيقي اليوم للدفاع عن كرامتكم، وعليكم أن ترفضوا كلّ النداءات السابقة من القابعين في الدواوين والمحميات والمشيخات الخليجية، أو القابعين في عواصم الغرب.

واليوم… غزة الشامخة والضفة الغربية وحيفا ويافا وجبال الكرمل يصنعون البنيان المرصوص، فالرصاصة والصاروخ والحجر، هي الثورة الحقيقية والربيع الحقيقي، ولا بدّ أن ينتصر نور أمتنا على ظلام حقدهم.

وتابع حمدان: نعيش اليوم خيارات الجنون الأميركي و»الإسرائيلي»، الجنون الأميركي بسبب اقتراب موعد انتخاباتهم، وأما الجنون «الإسرائيلي» فهو جنون التناقض بين فكرهم اليهودي التلمودي، وقد ظنوا أنّ مشروع التفتيت ومرحلة إقامة إمارات المدن والخلافة وغيرها، ظنوا أنها الفرصة المناسبة لإقامة دولتهم من النيل إلى الفرات، لكن الوقائع الميدانية تتناقض مع هذا التفكير الإرهابي الإجرامي الذي تديره «إسرائيل» اليوم، فالوقائع الميدانية في غزة الشامخة وفي الضفة ومناطق 48 أسقطت أحلامهم في إقامة هذه الدولة.

صالح: للحفاظ على الوحدة الفلسطينية المبنية على خيار المقاومة

بدوره، نبّه الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح من أنّ العدوان الصهيوني مرشح للتوسّع والاستمرار كما يصرّح قادة الكيان الغاصب، وأنّ حكومة العدو الصهيوني تحاول استغلال الأوضاع الإقليمية والدولية المعقدة، والظروف العربية المأزومة والمضطربة، لتوجيه ضربات متتالية لقوى المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية.

ولفت إلى أنّ هذا العدوان يشكل جرس إنذار، داعياً الى الانتفاض على مشروع الفوضى الهدامة الذي يسعى أعداؤنا إلى تعميمه على أمتنا وبلادنا.

وأشار إلى أنّ العدوان الصهيوني يستظلّ صمتاً عربياً مخزياً وانحيازاً دولياً سافراً… مؤكداً أنّ شعبنا في فلسطين يواجه هذا العدوان بما امتلك من طاقات وعبر إطلاق الصواريخ التي وفرتها سوريا وإيران للمقاومة، ومشيراً إلى أنّ العدو بات مربكاً وأنّ المبادرة في أيدي فصائل المقاومة.

وشدّد صالح على ضرورة الحفاظ على الوحدة الفلسطينية التي تجسّدت في الميدان، وأن تتحوّل الى وحدة سياسية تبنى على خيار المقاومة.

ودعا الأحزاب والقوى والنقابات وهيئات المجتمع المدني في العالم العربي للتضامن مع شعبنا في فلسطين من خلال المسيرات والفعاليات التضامنية، والقيام بأوسع حملة دعم وتضامن.

ودعا أيضاً الى فتح معبر رفح بصورة كاملة وادخال المساعدات لتحصن صمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.

وإذ أدان صالح العدوان الصهيوني الوحشي، دعا المؤسسات الحقوقية إلى العمل الجاد من أجل إحالة مجرمي الحرب الصهاينة على المحاكم الدولية ومحاسبتهم لارتكابهم جرائم حرب.

حمود: عدوّنا واحد ومعركتنا المصيرية واحدة

والقى عضو المجلس السياسي في حزب الله الشيخ عطالله حمود كلمة أكد فيها أنّ ما يخطط له العدو الصهيوني من خلال عدوانه على غزة لن يتحقق وسينكسر على ضفة الصمود التي يبديها المجاهدون من فصائل المقاومة الفلسطينية.

وقال: إنّ مطالب العدو المعلنة بمعادلة وقف الصواريخ مقابل وقف العدوان الهمجي ما هو الا مجرّد كذبة اسرائيلية مدعومة بصمت الخيانة العربية… لأنّ العدو هو الذي اعتدى.

وأشار إلى أنّ الانظمة المتخمة بالذلّ تجاوزت بصمتها الخطوط الحمر… مشدداً على أنّ المقاومة الفلسطينية والفلسطينيين لن يسمحوا بتغيير المعادلة التي رسمتها دماء الشهداء وجراحات المقاومين.

وقال: إنّ العدو الاسرائيلي أراد بعدوانه تحقيق ثلاثة أمور… فرض الحصار على غزة بالإرهاب والدم والحديد والنار بهدف تركيع أبنائها… وضرب المصالحة بين حماس وفتح وفصائل المقاومة، وإضعاف المقاومة وحصارها وتشتيت صفوفها في ظلّ التناتش والانقسام العربي الحاصل.

وسأل حمود: ماذا قدمت القوى التكفيرية من داعش وأخواتها لفلسطين وشعب فلسطين، وكيف يثبتون أنهم ليسوا صنيعة أميركا واسرائيل.

وختم مخاطباً فصائل المقاومة الفلسطينية بالقول: عدونا واحد ومعركتنا المصيرية واحدة… أنتم اليوم تخوضون أشرف المعارك مع اعتى خلق الله.. فاصمدوا واصبروا وصابروا ولا توقفوا صلياتكم…

أبو العردات: سنبقى موحّدين بفضل المقاومة ودماء الشهداء

من جهته دعا أمين سرّ حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات إلى أن تتوجه البنادق كلّ البنادق نحو المحتلّ الصهيوني، وكنا نقول إنّ اللقاء الحقيقي هو اللقاء فوق أرض المعركة، واليوم توحد الشعب الفلسطيني بكلّ فصائله في مواجهة الاحتلال، ولا صوت اليوم يعلو فوق صوت هذه المعركة، في مواجهة العدوان على غزة البطلة، وعلى الضفة وعلى الأرض الفلسطينية

أضاف: المطلوب اليوم أن تسكت كلّ الجبهات المفتوحة خارج إطار الصراع مع العدو الصهيوني، والمعيار الحقيقي لإسلامية ووطنية وقومية أي جهة هو الاتجاه نحو فلسطين، والقتال على أرض فلسطين.

وتابع قائلاً: نطالب المجتمع الدولي وكلّ الأحرار في العالم، أن يقفوا إلى جانب فلسطين، وأن يعملوا على وقف هذا العدوان، ونقول لأشقائنا العرب بأنّ هذا الموقف ليس الموقف الذي تفرضه عليكم روابط الأخوة ووحدة الدم ووحدة المصير في مواجهة الخطر الصهيوني، بل يجب أن ترسلوا إلى الشعب الفلسطيني رسالة واضحة من أجل الذين يستشهدون تحت ركام منازلهم، والمناضلين الذين يستشهدون وراء صواريخهم، ومعيار الوطنية والقومية والالتزام هو أن تقفوا مع فلسطين ومع غزة من أجل أن تنتصر إرادة الشعب الفلسطيني.

وشدّد على أنّ الوحدة الوطنية المستهدفة من خلال مشروع نتنياهو وعدوانه لن تهتز لأنها قائمة على أسس راسخة، هي وحدة الشعب في مقاومة الاحتلال، وسنبقى موحدين بفضل دماء الشهداء، وبفضل هذه المقاومة البطلة، وبفضل دعمكم في الأحزاب اللبنانية وأنتم الأوفياء لشعب فلسطين.

الحسنية: أين أصحاب أكذوبة الربيع العربي من جرائم العدوّ؟

وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، واستهلها بالقول: من بيروت سيدة عواصم المقاومة إلى فلسطين التي علّمتنا كيف تنطلق المقاومة، من منبر المقاومة منبر الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي استشهد زعيمه من أجل فلسطين، وقد تآمرت عليه كلّ القوى العربية والداخلية المحلية لأنه حمل قضية فلسطين والأمة، واليوم يشهد هذا الصراع كم كنت يا زعيمي على حق، وكم كانوا جبناء وأنذال عندما تآمروا عليك واغتالوك.

وأكد الحسنية أننا نحن مع فلسطين، مع كلّ شبر فيها، نحن نتضامن مع شعبنا هناك، مع جرحانا، مع أسرانا، مع مقاومتنا في كلّ فلسطين.

وقال أين اصحاب أكذوبة الربيع العربي من جرائم العدو؟ إن الربيع الذي لا تكون بوصلته فلسطين ووجهته قتال «إسرائيل» هو خريف مذهبي طائفي إرهابي تكفيري تفتيتي، ومصيره مزابل التاريخ.

أضاف: أين هو هذا المجتمع الدولي الذي يتشدّق به البعض، هذا المجتمع الذي يرى فيه أوباما أنّ إطلاق صاروخ باتجاه العدو جريمة نكراء، أما حرق الطفل وهو حيّ، وتدمير كلّ المقدسات واحتلال فلسطين كلّ فلسطين، لا يعني شيئاً لهذا المجتمع الدولي.

وأين الحكام العرب الذين تآمروا على سورية، أين هي رصاصاتهم وأموالهم وغدرهم، لا تتوجه إلى ذلك العدو اليهودي.

وشدّد الحسنية على أنّ الصراع في فلسطين صراع وطني وقومي بامتياز، لا صراعاً طائفياً أو مذهبياً لا إسلامياً ولا مسيحياً، وإننا نسأل بعض اللبنانيين الذين توجهوا باتجاه شمال لبنان ليقاتلوا النظام في سورية بحجة أنّه نظام يفتك بشعبه، ألا تستحق فلسطين أن نتجه إليها؟ وأن نزحف من أجل تحريرها وإعادة الكرامة إليها؟

وختم الحسنية كلمته مشدّداً على أنّ فلسطين تنادينا فلتعلن الحرب القومية الشاملة، فلسطين تنادينا، فلسطين تستصرخنا… ونقول لشهدائنا وجرحانا في فلطسين وإلى أسرانا في سجون العدو إننا سنبقى إلى جانبهم حتى النصر أو الشهادة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى