واشنطن تحرّض أوروبا على روسيا مجدّداً!
هي واشنطن، التي لا تأبى أن تعترف بهزيمتها حتّى لو كانت هذه الهزيمة جليّة جلاء الشمس ذات حزيران. هي واشنطن التي تحاول دائماً أن تظهر بمظهر اللامهزومة أمام مثيلاتها من عواصم الدول الكبرى، فتجدها ـ ما أن تخرج من ورطة ـ تضع العراقيل أمام أي تقارب أو استحقاق، علّها تنجح في التفريق فتسود.
مجدّداً، واشنطن تحرّض أوروبا ضدّ روسيا. لا لشيء، إلّا لأنّ روسيا فرضت نفسها لاعباً دولياً أساسياً إزاء ما يجري في الشرق الأوسط، لا سيما سورية.
وفي هذا الصدد، تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى الاستراتيجية الجديدة في الدفاع عن أوروبا التي وضعها البنتاغون، مشيرة إلى أنها وضعت روسيا في صفّ واحد مع خطر الإرهاب. وقالت الصحيفة إنّ المؤسسة العسكرية الأميركية قدّمت نسخة مستحدثة من استراتيجية الدفاع عن أوروبا، تتضمن اعتبار روسيا الخطر الرئيس إلى جانب الإرهاب. وتشكل هذه الاستراتيجية إشارة إلى الشركاء في أوروبا بضرورة تحمّل جزء من النفقات العسكرية. خصوصاً أن ميزانية البنتاغون قلّصت بمقدار 15 مليار دولار. وتتضمن الاستراتيجية الجديدة ست أولويات للسنوات الثلاث أو الخمس المقبلة. منها التحذير من الخطر الروسي، والتعاون مع أعضاء الناتو، والحفاظ على الشراكة الاستراتيجية الأميركية، ومكافحة التهديدات الخارجية، وضمان الجاهزية القتالية للقوات المسلحة، والتركيز على الأهداف الرئيسة.
وفي تقريرنا التالي مرورٌ على عددٍ من المواضيع والمقالات التي نشرت في صحف غربية عدّة. منها «إندبندنت» البريطانية التي طالبت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بوقف مبيعات السلاح للسعودية بسبب مخاوف من استخدامه في قتل مدنيين في اليمن. و«ديلي تلغراف» البريطانية التي توقّعت الأسوأ الذي سيشهده العالم بعد نهاية تنظيم «داعش» الإرهابي. إلى صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية التي اعتبرت أنّ جمع «الفصائل المعارِضة السورية» معاً، تحدٍّ هائل أمام الأمم المتحدة والداعين إلى محادثات «جنيف 3».
«نيزافيسيمايا غازيتا»: الولايات المتحدة تبتزّ أوروبا بالخطر الروسي
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى الاستراتيجية الجديدة في الدفاع عن أوروبا التي وضعها البنتاغون، مشيرة إلى أنها وضعت روسيا في صفّ واحد مع خطر الإرهاب.
وجاء في المقال: قدّمت المؤسسة العسكرية الأميركية نسخة مستحدثة من استراتيجية الدفاع عن أوروبا، تتضمن اعتبار روسيا الخطر الرئيس إلى جانب الإرهاب. وتشكل هذه اشارة إلى شركائهم في أوروبا بضرورة تحمّل جزء من النفقات العسكرية. خصوصاً أن ميزانية البنتاغون قلصت بمقدار 15 مليار دولار.
وتشير قيادة القوات الأميركية في أوروبا إلى ان عام 2015 كان الأكثر توتراً منذ انتهاء الحرب الباردة. ولكن رغم هذا استمرت الولايات المتحدة في تنفيذ التزاماتها أمام حلفائها في الناتو.
وتتضمن الاستراتيجية الجديدة ست أولويات للسنوات الثلاث أو الخمس المقبلة. منها التحذير من الخطر الروسي، والتعاون مع أعضاء الناتو، والحفاظ على الشراكة الاستراتيجية الأميركية، ومكافحة التهديدات الخارجية، وضمان الجاهزية القتالية للقوات المسلحة، والتركيز على الأهداف الرئيسة.
يقول قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال فيليب بريدلاف، إن أوروبا مهددة من الشمال والشرق والجنوب، فروسيا تزيد من سلوكها العدواني في شرق أوروبا وبدأت بعسكرة القطب الشمالي. ومن الجنوب أوروبا مهددة من «داعش». وقال: «لقد أنجزت قيادتنا عملاً مهماً، بتركيز الانتباه بالمستوى نفسه على النزعة الانتقامية لدى روسيا والهجرة الجماعية والإرهاب».
ليس في هذه الاستراتيجية المحدَّثة ما يثير العجب. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين صادق يوم 31 كانون الأول 2015 على استراتيجية الأمن القومي الروسي المحدَّثة، المتضمنة اعتبار الناتو مثابة الخطر الرئيسي الذي يهدد روسيا. إضافة إلى هذا جاء فيها ان روسيا استعرضت قدرتها على ضمان سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، وحماية مصالح مواطنيها في الخارج، ما أقلق الدول الأوروبية التي تقطنها نسبة كبيرة من الناطقين باللغة الروسية. وقد فند الناتو في بداية كانون الثاني الجاري هذه الادعاءات مشيراً إلى أن لا أساس لها من الصحة.
من جانبه قال رئيس قسم الأمن الأوروبي في معهد الدراسات الأوروبية دميتري دانيلوف: «لقد جرت في الولايات المتحدة إعادة نظر في التقييم السياسي للتهديدات والمخاطر التي تهدد الغرب. لذلك فإن استراتيجية الناتو تبنى وفق الرؤيا الأميركية، ولم يُتوقع جديد بعد اقرار معاهدة ويلز واعادة هيكلة القوات المسلحة على الطريقة الأميركية. وإن كل ما نشر في الوثائق العسكرية ما هو إلا انعكاس للواقع. أضف إلى هذا رد الولايات المتحدة على تحديث القوات المسلحة الروسية».
قريباً، سيقدم وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ميزانية وزارته لعام 2017، ويفترض أن يشير فيها إلى المواد الأساسية والأولويات التي تتطلب تمويلاً حكومياً.
ويواجه كارتر بحسب معطيات مجلة «Politico» معارضة من جانب قيادة القوات البحرية التي ليست راضية عن نيته شراء مقاتلات وغواصات ومعدّات للحرب الإلكترونية وعدم تخصيص مبالغ لشراء السفن الحربية.
كما اقترحت الادارة الأميركية تخفيض عدد أفراد القوات المسلحة الأميركية إلى 450 ألف فرد، وقد ردّ عضو لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ إيريك فانينغ بالقول: «قبل سنتين عندما حدّدنا العدد بـ 450 ألفاً لم يكن هناك داعش ولم تكن روسيا».
من جانبه، أشار وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس إلى ان عزلة البنتاغون تضعف القدرة الدفاعية للبلاد، «وأعتقد ان جزءاً من المشاكل سببه عدم وجود تنبؤ مسبق وتخطيط للموارد التي ستخصص للعسكريين». والمسألة الأخرى أنه يجب على العسكر الاقتصاد في شراء المعدّات بمقابل تحسين جودتها.
ويضيف دانيلوف أن مواجهة الخطر الروسي إشارة للأوروبيين بأن عليهم تحمّل جزء من هذه الأعباء إلى جانب الولايات المتحدة، وهذا ما نلاحظه خلال السنوات الأخيرة، إذ يسعى البنتاغون إلى إجبار الدول الأوروبية على زيادة مخصّصاتها الدفاعية. ويتساءل هل ستتمكن الولايات المتحدة من اقناع أوروبا بإعادة تسليح قواتها لمواجهة الخطر الروسي.
«إندبندنت»: كاميرون مطالَب بوقف مبيعات السلاح للسعودية
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية موضوعاً بعنوان «ديفيد كاميرون مطالب بوقف مبيعات السلاح للسعودية بسبب مخاوف من استخدامه في قتل مدنيين في اليمن». وتقول الجريدة إن لجنة مشتركة من أعضاء مجلس العموم البريطاني تجهّز للتحقيق في الاتهامات التي أثيرت مؤخراً بأن الأسلحة البريطانية التي يتم بيعها للسعودية تستخدم في شنّ غارات على مواقع للمدنيين في اليمن ما أدّى إلى قتل مئات منهم.
وتضيف الصحيفة أن اللجنة طالبت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالوقف الفوري لمبيعات الأسلحة للسعودية بسبب هذه الاتهامات التي تشير إلى غارات استهدفت مدارس ومستشفيات وأسواق في اليمن بحسب تقرير لمنظمة الامم المتحدة.
وتشير إلى أن التقرير أكد أن استهداف المدنيين في اليمن يعتبر أمراً واسعاً وممنهجاً وبشكل ينتهك قوانين وحقوق الإنسان الدولية.
وتقول الصحيفة إن بريطانيا لديها مستشارين عسكريين يعملون مع القوات السعودية على الأرض رغم ان حكومة كاميرون تصر على أن مستشاريها ينسقون فقط مع القوات السعودية ولا علاقة لهم باختيار الاهداف التي يتم قصفها.
وتضيف الصحيفة أن زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين كتب لكاميرون يسأله إذا ما كان المستشارون البريطانيون قد شاهدوا أيّ أدلّة على قيام القوات السعودية بانتهاك قوانين دولية أو حقوق الإنسان في اليمن.
وتؤكد الجريدة أن كوربين طالب في الخطاب بمراجعة فورية لرخصة تصدير الأسلحة البريطانية للسعودية محذّراً من أن الحكومة قد تقوم بخرق القانون الدولي بهذا النوع من الصادرات بعد تقرير الأمم المتحدة.
«ديلي تلغراف»: الأسوأ سيأتي بعد نهاية «داعش»!
أورد مقال نشرته «ديلي تلغراف» البريطانية أن الخطوة التالية لتنظيم «داعش» بعد هزيمته في العراق وسورية هي أن يعود إلى تكتيك الهجمات الإرهابية الذي كان يعمل به تنظيم «القاعدة»، وأن أهدافه ستكون الدول الغربية والأنظمة الهشة في الشرق الأوسط.
وأوضح الكاتب الدكتور عظيم إبراهيم المحاضر في جامعة أوكسفورد البريطانية، أن تنظيم «داعش» ربما يكون في طريقه إلى الزوال، لكن «الجهاد العالمي» قد بدأ للتوّ. وتوقع ازدياداً كبيراً في الهجمات الإرهابية على غرار ما حدث في فرنسا والولايات المتحدة وإندونيسيا.
وأشار إلى أن دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم «داعش» تتعرض لانهيار بطيء بالاستنزاف العسكري المستمر، لكن من المرجح أن يتسبب انهيارها في ظهور مرحلة جديدة من حرب العصابات.
وتوقع المقال أن يتم ضرب أوروبا بشدة نظراً إلى أن كثيرين من مقاتلي التنظيم ربما يكونون قد وصلوا إلى هناك مع اللاجئين. وأضاف الكاتب أن «الجهاد العالمي» كان موجوداً بشكله الراهن منذ التسعينات مع تنظيم «القاعدة»، وأن قليلين جداً كانوا يتوقعون أن يصبح من الملامح الرئيسة لـ«نظامنا العالمي الجديد»، وأن الخطر الأكبر الذي يمثله هذا الجهاد ليس على الغرب بحدّ ذاته بل على النظام العالمي ـ نظام الدولة الوطنية ـ الذي يهيمن عليه الغرب.
وقال إن تكتيك تنظيم «القاعدة» كان أن يُجرّ الغرب إلى حروب في الشرق الأوسط لا يمكن انتصاره فيها، وبالطبع لا يمكن هزيمته، لكن من الممكن ضعضعة موقفه بميزان القوى العسكري في العالم. مشيراً إلى أن ذلك ما تمّ حتى الآن.
وذكر أن الغرب انتبه لذلك وأصبح ينأى بنفسه عن الانجرار في الحروب البرية، وحتى موجات الهجمات الإرهابية على أراضيه لم تستطع جره.
واستمر يقول إن هذا التكتيك عندما أثبت عدم جدواه، فقدت «القاعدة» كثيراً من زخمها. ومن رماد كثير من الدول الفاشلة انبعث تنظيم جديد إلى مقدمة «الجهاد العالمي» هو تنظيم «داعش»، بتكتيك جديد يبدأ بتأسيس «دولة خلافة طاهرة» يقدم بديلاً «إسلامياً» لتنظيم المجتمعات يتحدّى به النظام العالمي الغربي.
وذكر أن هذا التكتيك الجديد شدّ انتباه الجميع في العالم، وهيمن على الخطاب العالمي خلال السنوات الأربع أو الخمس المنصرمة، واجتذب آلاف المقاتلين من جميع أنحاء العالم والتنظيمات الإسلامية الأخرى التي أعلنت ولاءها لـ«دولة الخلافة».
وأشار إلى أن تنظيم «داعش» كاد أن ينجح في جرّ الغرب إلى حرب واسعة في الشرق الأوسط، لكنه التقط روسيا كما تلتقط شبكة العنكبوت الذبابة.
وأوضح أن تكتيك إقامة «دولة الخلافة» نجح نجاحاً باهراً في توسيع حركة «الجهاد العالمي» إلى حين، لكن في الأشهر الأخيرة اختلفت الأمور وفقد تنظيم «داعش» دعايته الرئيسة، وهي قدرته العسكرية السيطرة على أراضي واسعة وآبار نفط ، وسيبدأ من الآن يتآكل بحرب استنزاف طويلة إلى أن يفقد قدرته تماماً على تجنيد المزيد من المقاتلين.
وبانهيار تنظيم «داعش»، يقول الكاتب إن على العالم أن يتوقع انتشار موجات من المقاتلين على نطاق الشرق الأوسط وما وراءه، واستيقاظ الخلايا النائمة في أنحاء كثيرة من العالم.
«واشنطن بوست»: جمع «الفصائل المعارِضة السورية» معاً تحدٍّ هائل
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن الأمم المتحدة أعلنت عن موعد جديد لبدء محادثات السلام السورية وذلك اليوم الجمعة مع إدخال تعديلات على شكل الاجتماعات التي كان مقرّراً لها أن تُجرى في 25 كانون الثاني الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن تأجيل عقد المحادثات يعود إلى عدم الاتفاق في شأن الحضور من ممثلي «الفصائل المعارِضة» السورية والهدف النهائي من تلك المفاوضات.
وذكرت أن المحادثات كان من المقرّر لها أن تُجرى الاثنين الماضي في جنيف بحضور حكومة بشار الأسد ومعارضيه معاً لمناقشة سبل إنهاء الحرب الدموية والإصلاحات التي تقود إلى نظام حكم جديد.
وأضافت أنه بدلاً من ذلك، تقرّر تأجيل بدء المحادثات حتى الجمعة المقبل اليوم ، كما أن الأطراف المتصارعة لن تجلس وجهاً لوجه، وستجلس الفصائل في غرف مختلفة بمقر الأمم المتحدة في جنيف على أن يتنقل مبعوث الأمم المتحدة في شأن سورية ستيفان دي مستورا بينهم.
واعتبرت الصحيفة أن الشكل الجديد لعقد المحادثات وتأجيل بدئها يظهر التحدي الهائل في جمع فصائل الحرب السورية معاً.
وتحدثت الصحيفة عن أن الولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية متفقة على ضرورة المضي قدماً في محادثات السلام لإنهاء الحرب، لكنهم مختلفون في شأن من يحضر تلك المحادثات من ممثلي «الفصائل المعارِضة السورية».