داعش تزحف نحو عين عرب وأوجلان يوجه من سجنه نداء استغاثة…
باريس ـ نضال حمادة
عادت المواجهات العنيفة بين مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي السوري أكبر الأحزاب الكردية السورية ومسلحي داعش، بعد فترة هدوء بسبب انشغال داعش بقتال النصرة في سورية وبقتالها الجيش العراقي في الأنبار والموصل وصلاح الدين.
وشن مقاتلون من داعش هجوماً كبيراً في الريفين الغربــي والشرق لبلدة عين عرب الواقعة شرق مدينة حلب والتي تشكل نقطة استراتيجية بالنسبة للأكراد ولداعش على حد سواء وقد سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش على قرى عبدي كوي وكندال وكري صور في الريف الشرقي لمدينة عيــن العرب عقب انسحاب وحدات حمايــة الشعب الكردي منها بعد اشتباكــات عنيفة.
وكان داعش سيطر قبل عشرة أيام على قرى زور مغار والبياضة والزيارة في الريف الغربي لمدينة عين العرب في محافظة حلب.
ويعاني المسلحون الأكراد في هذه المعركة صعوبات كبيرة جعلتهم يتراجعون في أكثر من منطقة دفاع لديهم، ويقول ناشطون أكراد إن الطيران السوري لم يتدخل أبداً لوقف تقدم داعش في المنطقة كما لم تقدم القوات السورية أي دعم عسكري للمقاتلين الأكراد، ويبدو أن أحداث العراق وموقف البارزاني المنحاز لداعش هناك أثر على موقف القوات السورية في محيط عين عرب بحسب الناشطين الأكراد، الذين يقولون إن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني ليس على وفاق مع البارزاني، بالتالي لا يمكن الضغط على بارزاني بإضعاف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية.
هذا الوضع الخطير بالنسبة للكرد والذي يهدد كيان الإدارة الذاتية التي أعلنوها في مناطق من الشمال والشرق السوريين دفع زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، إلى توجيه رسالة أشبه بنداء استغاثة من سجنه في جزيرة ايمرالي التركية، دعا فيه القوى الوطنية الكردية إلى الاستنفار من أجل «الكرامة القومية» في وجه «مرتزقة الموت»، في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» الذي يهاجم قرى كردية في شمال سورية من أجل السيطرة عليها.
ونقل نواب عن «حزب الشعوب الكردية» سري سوريا اورندير وليلى زانا عن أوجلان، بعد زيارته في السجن، قوله إن «الهجمات الدموية التي تتعرّض لها مناطق روج آفا المناطق ذات الغالبية الكردية في سورية ، خصوصاً مقاطعة كوباني عين عرب غير مقبولة بأيّ شكل من الأشكال».
وأضاف: «أناشد القوى الديموقراطية أن تستنفر من أجل الكرامة القوميّة في وجه مرتزقة الموت، وعلى كل الذين يُؤمنون المأوى للمرتزقة ويحاولون استخدامهم، أن يدركوا جيّداً بأنه، ومن خلال هذا الموقف، يضعون سلام المنطقة في خطر».
وتابع أوجلان: «من الضروري أن تتفهم كافة القوى الديموقراطية حقّنا في الدفاع المشروع، وبأننا لن نتردد في استخدام هذا الحق»، مشدداً على أن «ما نحميه ليس فقط حقنا، وإنمّا هو وجودنا، وحق الحياة المشتركة والحرة لكلّ الشعوب والمذاهب التي تعيش في سلام مع بعضها البعض في المنطقة.