واشنطن لبغداد: 3 أقاليم مقابل القضاء على «داعش»!
التجربة التي خاضتها المنطقة الشمالية من العراق إقليم كردستان لم تكن استثناءً في طبيعة وأداء وسلوك أغلب الأنظمة التي حكمت المنطقة العربية منذ سايكس بيكو والتقسيم الذي فرض على المنطقة استعمارياً.
ومع كل الشعارات التي رفعها الأكراد خلال عقود من كفاحهم ضد الحكومات المركزية في العراق… إلا أن الطبيعة العشائرية التسلطية والاستعبادية لم تختف من أداء وسلوك معظم القياديين الأكراد، بل أكثر من ذلك تعززت في مرحلة ما بعد 1991 واشتدت بعد 2003… مدعومة بالمال والسلاح والدعم الأجنبي الغربي والدفع من بعض الأنظمة الإقليمية باتجاه إضعاف العراق وتنفيذ مشروع تقسيم المنطقة، الذي تستهدف فيه «إسرائيل» والسعودية المربع الذهبي في المنطقة «إيران، تركيا، العراق وسورية».
وكانت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية قالت إنها حصلت على معلومات سرية تفيد بأن واشنطن تشترط تقسيم العراق للعمل جدياً على القضاء على تنظيم «داعش».
وذكرت الوكالة، في تقرير، أن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، سربت جانباً من المداولات الدقيقة الدائرة في واشنطن في هذه الأيام، والتي تنصب على العناية بالفترة التي ستعقب طرد تنظيم داعش من العراق، وقالت إن «مسؤولين أميركيين من المخابرات المركزية CIA والخارجية ولجنة الأمن في الكونغرس التقوا سياسيين عراقيين من مختلف الأطياف، في أوقات وأماكن عدة، منها لندن وأربيل وبغداد وعمّان، وجرى إبلاغهم أن القناعة الأميركية استقرت على أن هناك عجزاً غير قابل للمعالجة في استمرار الحكم وفق الوضع الحالي».
وأوضحت الوكالة أنه «جرى إبلاغ عدد من العواصم العربية المهمة بصيغة العراق الجديد ما بعد داعش، وأن جسراً جوياً لا تقل مدته الزمنية عن ستة أشهر متواصلة سيستمر في دعم الإقليم السني من أجل النهوض به كون مدنه محطمة وبنيته التحتية مسحوقة بفعل الحرب، قياساً إلى الاستقرار النسبي في الجنوب، فضلاً عن المنطقة الكردية».
ووفق التسريبات التي نشرتها «تسنيم»، فإن هناك اتفاقاً على تنحي عدد كبير من الوجوه التي كانت متداولة في السنوات العشر الأخيرة وصعود وجوه جديدة.
من جهة أخرى، حذرت حركة عصائب أهل الحق المنضوية في الحشد الشعبي بالعراق من «مشروع كبير» تقوده أميركا في منطقة الشرق الأوسط، واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بالسعي لـ«إثارة الفتنة الطائفية».
وأفاد موقع «السومرية نيوز»، أن المتحدث باسم الحركة نعيم العبودي قال: «إن تقارير هيومن رايتس ووتش أثبتت فشلها وعدم صدقيتها كونها تعتمد على مصادر غير واقعية وغير مهتمة بالواقع العراقي»، متهماً المنظمة بـ«محاولة إثارة الفتنة الطائفية».
وأضاف العبودي: «أن تلك التقارير تعد استهدافا واضحاً للحشد الشعبي وتندرج ضمن المشروع الكبير الذي تريد الولايات المتحدة تنفيذه في المنطقة».
وأشار إلى أن «الانتصارات الكبيرة التي تحققت في صلاح الدين عندما تلاحمت مكونات المحافظة أغاضت الولايات المتحدة وكانت السبب وراء منع الحشد من دخول الأنبار».
ميدانياً، أعلنت خلية الإعلام الحربي في العراق عن مقتل العشرات من عناصر جماعة «داعش» بقصف لطيران القوات الجوية العراقية استهدف تجمعات الجماعة الإرهابية شمال الرمادي.
وأفاد موقع «السومرية نيوز» أول من أمس الخميس، أن الخلية قالت في بيان صحافي: «إن طائرات السوخوي التابعة للقوة الجوية العراقية وجهت ضربات جوية موجعة لتجمعات عناصر داعش الإرهابي في المحور الشمالي في منطقة البو ذياب، شمال الرمادي».
وأضافت: «أن الضربات أسفرت عن مقتل العشرات منهم وحصول انفجارات كبيرة وسماع أصوات استغاثتهم».
ويشهد العراق وضعاً أمنياً استثنائياً، إذ تتواصل العمليات العسكرية لطرد «داعش» من المناطق التي ينتشر فيها.
يذكر أن جماعة «داعش» الإرهابية صناعة أميركية صهيونية، وتتبنى الفكر الوهابي التكفيري المتطرف الذي تروج له دول إقليمية تسعى إلى تمرير أجندة إقليمية ودولية تهدف إلى تجزئة المنطقة بعد تدميرها.