دردشة صباحية
كتبها الياس عشي
من ذاكرة العصفور الذي أضاع طريقه إلى الشام:
«… بينما كنت أرصد من كوّة الزنزانة الخيوط الأولى لفجر آخر، حطّ عصفور مُحبَط حزين على رؤوس أصابعي. طلب منّي أن أدلّه إلى طريق الشام. أخبرني أنه، قبل بضعة أعوام، كان دليلَه إليها صوتُ النوافير، وعبق الياسمين، وهديل الحمام…
يمكنك، قلت له، أن تبدأ بميسلون، وأن تعرّج على الجامع الأموي، وأن تستريح على قبّة كنيسة الصليب، وأن تغمض عينيك مع أصوات المؤذّنين ورنين الأجراس، ويمكنك، يا صديقي، أن تنضمّ إلى قوافل الورد الزاحفة من قلب الإعصار، لإقامة أقواس النصر.
سأل العصفور: ومَن دليلي؟
قلت: جيش من شقائق النعمان، وكلّ الشهداء الذين ماتوا لتحيا سورية».