الوضع الصحي في البقاع الغربي: جهود فردية لرفع المعاناة ونشر التوعية

البقاع الغربي ـ أحمد موسى

يُعدُّ الوضع الصحي في أي بلد من البلدان مؤشراً إلى تقدم مستوى الخدمات أو تخلفه فيها. ويرتبط تحسين القطاع الصحي في لبنان بتفاعل الوزارات والمؤسسات المعنية وتقدمها، من جهة، وتطور الثقافة الصحية، من جهة ثانية.

ولا شكّ في أنّ للمؤسسات الأكاديمية الصحية دوراً أساسياً في تطبيق هذه القاعدة. لذلك تكتسب كليات الطب والصيدلة والصحة العامة مكانة رفيعة بين الكليات التي تلعب دوراً بارزاً في سدّ حاجة المجتمع البقاعي على هذا الصعيد.

كعادته، يقوم مستشفى الدكتور حامد فرحات في جبّ جنّين في البقاع الغربي، وعلى مدى سنوات، بحملة توعية سنوية للكشف المبكر عن ترقق العظام وسرطان الثدي.

وتضمنت حملة هذا العام، والتي استمرت على مدى ثلاثة أشهر، صورة كاملة للجسم لقياس كثافة العظم وذلك بأحدث الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى إجراء صور شعاعية وصوتية للثدي بإشراف أطباء مختصّين بالأشعة وأمراض الثدي، وذلك بأسعار مخفضة مساهمة من المستشفى وإدارته في نشر الوعي الصحي والطبي لدى المواطنين ومساعدتهم في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة.

ولفت مدير المستشفى الدكتور محمد فرحات «إلى ضرورة إجراء مثل هذه الفحوصات التي تتضمن ترقق العظم للرجال فوق سن الخمسين وللنساء فوق الأربعين، وصورة الثدي فوق الأربعين سنة أيضاً».

وختم فرحات مؤكداً أنّ المستشفى وإدارته وطاقمه الطبي والتخصُّصي هو في «خدمة أبناء المنطقة وأهلها لرفع المعاناة الاستشفائية وفي نشر التوعية الصحية في المنطقة، ومراعاة للظروف الاقتصادية التي يمرون بها».

وانطلاقاً من تأمين المساعدة الطبية ورفع مستوى صحة المواطنين في البقاع الغربي، خاصة الذين يعانون واقع اقتصادي صعب، دأب الدكتور محمد عبدالهادي على إقامة حملة طبية مجانية وبشكل دوري في عيادته وإجراء فحوصات صحية مختلفة وبمساعدة شركات أدوية مختصة». وقال في تصريح لـ«البناء»: «هذه الحملة نجريها بشكل دوري ومجانية لأبناء منطقتنا، نظراً لأنّ قسماً كبيراً منهم يعاني أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة وهي تتضمن فحصاً للدهن والدم والسكر عند الجنسين».

وأضاف: «هناك نسبة كبيرة من هؤلاء يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول، وهناك عدة أسباب تقف وراء مثل هذه المشاكل الصحية ومنها: الوضع الاقتصادي المتردي، وعدم ممارسة الرياضة، ونوعية الطعام الذي نتناوله وتحديداً الطعام الجاهز بسبب عدم معرفة وجهل مستوى نظافته وما يحتويه، فضلاً عن ري المزروعات بالمياه الآسنة». ولفت إلى «أنّ هذه النسبة تعدّ كبيرة قياساً على منطقة مثل البقاع الغربي، فهناك نحو 50 في المئة مصابين بالسكري وبين 40 و50 في المئة بارتفاع ضغط الدم وبين 30 و40 في المئة دهنيات، وهذه النسبة تنذر بأمور خطيرة».

وحمّل الدكتور عبدالهادي الدولة مسؤولية ارتفاع نسبة المصابين بمثل هذه الأمراض لغيابها عن واجباتها تجاه مجتمعها، خصوصاً لجهة تأمين الطبابة والإرشاد الصحي».

وطالب عبد الهادي الدولة وحكومتها بتحسين الوضع الاقتصادي من خلال «إيجاد مشاريع تنموية ومؤسسات تشغيلية، خاصةً في منطقة البقاع حيث أنّ الدولة مقصرة جداً تجاه منطقتنا، الأمر الذي يساهم من الحدّ من حالات مرضية كثيرة ويخفف الأزمة والعبء عن كاهل المواطنين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى