الجعفري يزور بري وباسيل: نأمل التغلب على العقبات التي تعترض الانتخابات الرئاسية
زار وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، على رأس وفد يرافقه السفير العراقي علي العامري، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وبحث معه التطورات الجارية في المنطقة والوضع في العراق.
وقال الجعفري: «كان اللقاء مع دولة الرئيس بري ممتعاً، وتداولنا حول مجموعة من القضايا انطلاقاً من التطورات التي تحصل سواء كانت على الساحتين العراقية واللبنانية أو على الساحة العربية والدولية. وطرحنا ملفات متعددة، وكانت وجهات النظر متقاربة إلى حد التطابق بضرورة تجنيب المنطقة أي بؤرة من بؤر التوتر في المنطقة وتنعكس على دول العالم».
أضاف: «جرى التأكيد على بعض الملفات الساخنة، وكانت وجهات النظر متطابقة في ما يتعلق بالحرص على تدخلات الجوار الجغرافي في شؤون العراق، وتحديداً ما حصل بالنسبة للتدخل التركي. ونحن بدورنا نرقب الانتخابات الرئاسية في لبنان ونأمل كل الخير والتغلب على العقبات التي تقف في طريقها».
وتابع: «تناولنا أيضاً ما حصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وكيف خرجنا بموقف عربي بالإجماع لصالح العراق. وتحدثنا عن بعض البؤر الحالية الموجودة وضرورة تكثيف الجهود من أجل تجاوزها».
كما زار الجعفري والوفد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في دارته في البترون، وجرى عرض التطورات في حضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، سفير العراق في لبنان الدكتور علي العامري، ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية اللبنانية السفير شربل وهبه.
وقال الجعفري بعد الاجتماع: «تداولنا في مجمل الأوضاع في الدول العربية وعلى الساحة العراقية التي تشهد حراكاً على صعيد تقدم القوات العراقية واندحار وتراجع قوات داعش. بحثنا في الوضع السياسي وفي بعض الخلافات الإقليمية الموجودة على الساحة العراقية. وقمنا بمراجعة سريعة لاجتماع وزراء الخارجية العرب ووجهات النظر لجهة الإجماع العربي ضدّ الاكتساح التركي للأراضي العراقية».
وأشار إلى وجود «ترقب عن كثب لمجمل الأمور المحتملة التي تحصل في الشرق الأوسط وانعكاساتها. والجميع يحدوه الأمل بالسيطرة على أي ردود فعل، على أن يكون الدور للمعالجات السياسية والأعمال الميدانية في العراق بشكل يجنبنا أي تداعيات للأوضاع القائمة».
ولفت إلى «أنّ الأزمة السعودية الإيرانية استحوذت على محاور اللقاءات وتم الاتفاق على أنّ أي أزمة الآن من شأنها أن تترك آثارها وتداعياتها على كل الدول العربية. وقد لمسنا الحرص لدى الطرف اللبناني الممثل بمعالي وزير الخارجية إلى جانب أشقائنا وإخواننا العرب على بذل الجهود سوية لإخماد كل شيء يمكن أن يصعد الوضع».
وقال باسيل، من جهته: «تشرفنا اليوم بزيارة الأخ الصديق معالي الدكتور الجعفري صديق لبنان والذي يمثل بالنسبة لنا صورة العراق القوي الوطن العربي الذي يحتاج لبنان والدول العربية لعودته إلى قوته ليعود مركز الثقل والتوازن العربي على كافة المستويات حتى على المستوى الاقتصادي الذي بحثنا فيه بأهمية عودة العراق المعافى التي من خلالها نستطيع استرجاع التبادل الاستثماري والتجاري بين لبنان والعراق. والأهم من كلّ ذلك هو عودة لبنان والعراق إلى أصالتهما بما يمثلان من تراكم حضاري وثقافي وتنوع في المنطقة نحن في أمس الحاجة إليه في مواجهة الإرهاب».
وأضاف: «اليوم العراق يدفع ثمناً عربياً باهظاً جداً في وجه الإرهاب، وكما أنّ لبنان يقدم النموذج في حربه وسلمه، فالعراق يقدم النموذج القتالي في مواجهة الإرهاب في سبيل استعادته تنوعه وعودته إلى النموذج الذي نريده في الشرق الأوسط المتنوع».
وتابع: «قيل الكثير عن عرقنة لبنان ولبننة العراق، وكل هذه التعابير نستبدلها في اتجاه الخير فيبقى لبنان والعراق على أصالتهما. ومن خلال التنسيق القائم والدائم مع معالي الصديق وبين لبنان والعراق نأمل في أن نتمكن من لعب الدور الذي يمثل الجسر وصلة الوصل ما بين المتصارعين، فنستطيع فعلاً أن نفهم معنى الانفتاح والتسامح والتوازن ونقدم في بلدينا تلك الخطوط القائمة على التهدئة والحوار في سبيل التخفيف من الصراع الحاصل في المنطقة لكي نقضي على الإرهاب وعلى إسرائيل العدو المتربص بنا الذي بدأ بتنفيذ مخططه في تدمير لبنان والعراق، واليوم بدأ بتفتيت المنطقة تباعاً من أجل أن يحكم السيطرة الكاملة. ونحن اليوم باستعادة لبنان والعراق والدول العربية قوتها نسترجع مناعتنا ونعود إلى تاريخنا وحضارتنا».