الرئيس الأسد لريغان: لا تنسَ أنك تتحدث إلى رئيس سورية!
سنا ناصر
في محادثة هاتفية بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس الأميركي رونالد ريغن، كان الرئيس ريغن قد بدأ يرفع من نبرته ولهجته وهو يتحدث مع الرئيس حافظ الأسد وبدأ «يشطح» ويهدد .
وهنا طلب الرئيس الأسد من المترجم على الخط أن يطلب من الرئيس الأميركي أن يتوقف لأنه يريد تذكيره بشيء مهم.
وعندما صمت ريغان متوقعاً على ما يبدو أن يسمع تهدئة وتلطيفاً للجو ومحاولة لأرضائه لأنه أقوى رئيس دولة في العالم. وهنا قال الرئيس الأسد للمترجم بهدوء أرجو أن تنبه الرئيس ريغن الى أن لا ينسى أنه يتحدث مع حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية.
وطلب المترجم من الرئيس الأسد إعادة الكلمات بالحرف كيلا يحدث خطأ بالترجمة يفضي الى أزمة كبيرة فأعاد الأسد نفس العبارة وبنفس الإصرار: قل للرئيس ريغان ألا ينسى أنه يتحدث مع الرئيس حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية. فقام المترجم بنقلها للرئيس الأميركي.
فما كان من الرئيس ريغان إلا أن هدأ فجأة في اندفاعه وتغيرت لغته تماماً وصار يتحدث بدبلوماسية لبقة الى أن انتهت المحادثة.
الأحداث أثبتت أن ريغان كان يعرف ماذا يعني تحذير الأسد وبالطبع بعد أسابيع من هذه الحادثة نُسف مبنى قيادة المارينز في لبنان وعاد 243 جندياً أميركياً ملفوفين بالعلم الأميركي الى مقابر أميركا… وعادت نيوجرسي من شواطئ بيروت تجر ذيول الهزيمة.
كان هذا في ذروة أزمات الثمانينات مع الاخوان المسلمين ووجود الأساطيل الأميركية قبالة لبنان. وتحرشات صدام حسين بالداخل السوري ومعسكرات تدريب الاخوان لدى الملك حسين في الأردن… ولكن رغم كل تلك الضغوط ماذا كانت النتيجة؟ انتصرت سورية وانتصر الأسد.
الضغوط الآن أكبر والحرب أخطر والوحوش أشرس.
والتضحيات كبيرة وغالية جداً. لذلك، النصر حليفنا. وعلى هذه الأرض بدأت كتابة لوح جديد من ألواح قدر هذا العالم.