حزب الله: لسنا ننتظر مَكرُمات من أحد
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أنّ معركتنا مع إسرائيل، حدودها التحرير الكامل وليس لها حدود جغرافية ولا سياسية ولا ثقافية، لأننا نواجه عدواً إسرائيلياً لا حدود جغرافية وسياسية وثقافية تمنعه، يريد أن يحتل الأرض مادياً، يريد أن يغير أفكارنا وقناعتنا الثقافية، يريد أن يتحكم بانتخاباتنا ورؤساء جمهورياتنا، وقد جرب هذا الأمر في انتخابات 1982».
وقال قاسم في كلمة ألقاها خلال أربعينية الشهيد سمير القنطار، في مجمّع المجتبى- حي الأميركان في الحدث: «نحن نعلم أنّ إمكاناتنا تجعلنا نكون جاهزين دائماً في هذه اللحظة، وفي كلّ لحظة أن نواجه عدواناً إسرائيلياً، إذا ما تقرر وأن نهزمه إن شاء الله هزيمة أشد مما كان عليه في عدوان تموز سنة 2006، ولولا هذه الجهوزية لما كانت إسرائيل مردوعة، اعترفت بإمكاناتنا أم لم تعترف، ضخّمت ما عندنا أم قللت، المهم أن ما يعرفونه من وجود البأس عندنا والإمكانات المتوفرة تجعلهم يحسبون ألف حساب، ولذا إذا رأيتم لبنان هانئاً منذ سنة 2006 حتى الآن، فليس بسبب القرار الدولي وليس بسبب قوة النظام أو القدرات المتوفرة عند البعض في لبنان، أو قوة العلاقات السياسية، أو عدم رغبة إسرائيل في القتال، إنما الأمر يعود لأنّ المقاومة جاهزة، وهي يمكن أن توقع خسائر كبيرة لا يمكن أن يتحملها الإسرائيلي في هذه المرحلة، لذلك تراه مردوعاً لا يتمكن من فعل شيء على الرغم من إشغالنا في سورية، وعلى الرغم من الأمور التي نواجهها، ولكننا قد نظمنا أمورنا لتبقى ساحة لبنان محمية وحاضرة وجاهزة».
وشدّد على «أنّ إسرائيل ليست خطراً على فلسطين فقط، إنما خطر على كلّ المنطقة العربية والإسلامية، ولذا نقول للبنانيين وللعرب ولكل من يعنيهم الأمر إذا لم يكونوا راغبين بالقتال لتحرير فلسطين، فعلى الأقل لتكن رغبة القتال لديكم لتمنعوا إسرائيل أن تأخذ منكم بالقوة ما لا يمكن رده، إلا إذا كنتم جاهزين وواقفين ومتصدّين تجتمعون مع المقاومة وتقاتلون معها».
وختم: «نقول لمن يزعجه سلاح المقاومة، سلاح المقاومة حمى أسرتك وبيتك وحمى لبنان والمنطقة، ونقول لمن انزعجوا من ذهابنا على سورية: لولا ذهابنا إلى سورية لكان القلمون والقصير وما يحيط بالمناطق البقاعية والشمالية، جزءاً من إمارات إسلامية في لبنان، لأنهم يريدون أن ينشئوا بؤراً تنسجم مع توجهاتهم، ولو كانت البؤر صغيرة وفي أي مكان، وقد استطعنا بحمد الله تعالى أن نمنعهم».
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، من جهته، «أنّ ما تفعله الوهابية في هذا العالم الإسلامي، هو انحراف كامل ينتج كلّ هذه المآسي في عالمنا الإسلامي».
وخلال احتفال تأبيني في بلدة عدشيت – النبطية،
قال صفي الدين: «نحن أمام متغيرات، وعلى أعتاب مراحل جديدة في منطقتنا كلها ولبنان من ضمن هذه المنطقة، هذه هي سياستنا وهذه رؤيتنا الذي قدمناها منذ هذه الأحداث في المنطقة، ونحن نعرف تماماً أنه لا يمكن أن نتحدث عن لبنان المُحصَّن والقوي والموحد والمتماسك دون أن يكون حاضراً وبقوة في مواجهة هذا الخطر الإرهابي التكفيري، وكما كنا نقول وما زلنا، ما لم نكن أقوياء في مواجهة التهديد الإسرائيلي الدائم لا يمكن للبنان أن يبقى موجوداً على الخارطة، ولا يمكن للبنان أن يبقى دولة متماسكة قادرة على خدمة شعبها».
أضاف: «كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام، سوف يزدادون حنقاً وغضباً وسوف يبذلون كلّ الأموال من أجل استهدافنا».
ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أننا «بحاجة إلى علاقات فيما بيننا كجماعات مكونة في هذا الوطن الواحد والذي نريده واحداً موحّداً، وإلى الوفاء بالعهود والاستقامة بالسلوك وأن نرسم القوانين من أجل أن تحقق المصالح العامة المشتركة للمواطنين دون أن تغلّب مصلحة فئة أو شخص على حساب مصلحة الشعب والأمة كلها، كم أنّ اللبنانيين بحاجة إلى أن يراجعوا حساباتهم فيما يدّخرونه من التزامات لا يقيمون لها وزناً ومن عهود لا يفُ بها، ومن تعهدات يخلّون بأدائها، كيف تستقيم مجتمعاتنا إذا كان لدينا هذه العوارض».
وخلال احتفال تأبيني في بلدة ميفدون، قال رعد: «نحن نتطلع من خلال مدرستنا الجهادية المقاومة أن نقدّم نموذجاً في هذا السلوك نموذجاً في العطاء بدون مقابل»، لافتاً إلى أنّ «هذه المدرسة ستترك بصماتها في حياتنا الوطنية والقومية والإنسانية عامةً».
وسأل: «لماذا أصبح يُنظر لنا بمهابة في الأوساط الإقليمية والدولية لأننا نلتزم هذه المدرسة ونقدم هذا النموذج في الموقف والسلوك والأداء، لسنا ننتظر مُكرمات من أحد، لسنا بحاجة لمكرماتهم، وإنما نمارس صدقيتنا في عهدنا مع الله وشعبنا ووطننا».
واعتبر مسؤول منطقة البقاع في حزب الله النائب السابق محمد ياغي، خلال لقاء سياسي نظمته عائلة آل شحادة في بلدة دورس البقاعية، أنّ «ما طرحه الامين عام للحزب السيد حسن نصرالله بخصوص ملف رئاسة الجمهورية، بين موقفه الثابت والراسخ تجاه هذا الملف».
وشدّد على أنّ «الحزب يؤيد ترشيح العماد عون منذ اللحظة الأولى، لأنه مرشح قوي وقادر على معالجة الملفات الحياتية التي تهم البلد».
وأمل أن «تكون جلسة انتخاب الرئيس في الثامن من شباط جلسة جدية تخلص بانتخاب ميشال عون رئيسـاً للجمهوريـة، لأننـا نرى فيه كل الخير للوطن».
ودعا الحكومة إلى «وقفة جدية لمعالجة القضايا الحياتية التي تهمّ المواطنين وفي مقدمتها مشكلة النفايات».