صحافة عبريّة
أدانت «محكمة الصلح الإسرائيلية» في القدس، رئيس الوزراء «الإسرائيلي» السابق إيهود أولمرت بتهمة تضليل العدالة. وأفاد بيان المحكمة، أنها قبلت طلب مساومة لتخفيف العقوبة، وبموجب الاتفاق سوف يعترف أولمرت 70 سنة بما اقترفه، مقابل تخفيف العقوبة ضدّه إلى السجن ستة شهور ودفع غرامة 50 ألف «شيكل».
ويتم دمج حكم السجن ستة شهور مع حكم آخر بالسجن 18 شهراً صدر بحقه في كانون الأول الماضي، بعد إدانته بتلقي رشوة في فضيحة عقارات تتعلق بفترة تولّيه منصب رئيس بلدية «الإسرائيلي» في القدس من 1993 إلى 2003.
ومن المقرّر أن يبدأ أولمرت تنفيذ العقوبة في 15 شباط، ليصبح أول رئيس وزراء سابق في «إسرائيل» ينتهي به الأمر خلف القضبان.
«تل أبيب» تخفّف تصعيدها
كشفت مصادر سياسية وأمنية «إسرائيلية» متطابقة، النقاب عن أنّ الحكومة «الإسرائيلية» لن تتخذ قراراً بشنّ عدوانٍ جديدٍ على قطاع غزّة، بعد الكشف عن أنّ حركة حماس تقوم بحفر الأنفاق، التي يقال إنّها تصل إلى داخل العمق «الإسرائيلي» في جنوب «إسرائيل».
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هاآرتس» العبرية عاموس هارئيل، إنّه توصّل إلى هذه النتيجة بعدما قام بإجراء محادثات ولقاءات مع كبار قادة الجيش «الإسرائيلي» وكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الأخرى، على حدّ تعبيره. ولفت المحلّل إلى الأقوال التي أدلى بها يوم الجمعة الماضي، القيادي في «حماس» إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، والذي قال إنّ «كتائب القسّام»، الجناح المسلح للحركة، حفرت الأنفاق لتدافع عن غزّة، وتحصّنها وتحميها، وتشكل نقطة الانطلاق نحو باقي أرض فلسطين.
أمّا رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، فقد جدّدّ هجومه على السلطة الفلسطينية وحركة حماس، ومتوعداً بهجوم غير مسبوق على قطاع غزّة، بحسب قوله. وجاءت تصريحات نتنياهو التي أدلى بها أمام سفراء أجانب بعد وقت قصير من العملية التي نفّذها الشرطي أمجد سكري، إذ قال إنّ سكري يتقاضى راتباً من السلطة، متهماً السلطة بأنّها تحرض وتدفع بالإرهاب ضدّ «إسرائيل»، حسبما ذكر. وامتنعت السلطة الفلسطينية بكل أذرعها عن التعليق على العملية التي نفذّها سكري، وهو عسكري في الشرطة الخاصة برتبة رقيب أول، ويعمل مرافقاً شخصياً لرئيس نيابة رام الله أحمد حنون.
وعلق نتنياهو، كما أفادت «هاآرتس» أنّ محمود عبّاس لم يُدِن الهجوم الذي نفّذه أحد رجاله «في وقت نحن ندين الإرهاب ونحاربه، لذا ينبغي على المجتمع الدولي أن يتحرّك. وحذّر نتنياهو «حماس» من تنفيذ أيّ هجمات ضدّ أهداف «إسرائيلية» قائلاً: إذا تعرّضنا لهجوم من أنفاق قطاع غزة التي تبنيها «حماس»، فإنّنا سنعمل بقوّة ضدّها، وسنشنّ هجوماً غير مسبوق مع كثافة أكبر من تلك التي استخدمناها خلال «الجرف الصامد»، ستعمل كل قواتنا بحزم وقوة صلبة، على حدّ تعبيره.
وجاء تصريح نتنياهو بعد يومين من تحميله المسؤولية عن تطور الأنفاق واندلاع الانتفاضة من قبل رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» آفيغادور ليبرمان، الذي قال إنّ نتنياهو ويعالون يوفران الحماية لقادة «حماس» بالامتناع عن اغتيالهم، وهو ما دفع الحركة لتطوير الأنفاق، هذا إضافة إلى فشل الحرب الأخيرة على غزّة، وفق قوله.
وفي سياق متصل، وتعقيباً على تصريحات «القسّام»، قال الجنرال احتياط في الجيش «الإسرائيلي» إنّ هناك حساباً مفتوحاً بين حركة «حماس» و«إسرائيل»، لكنّ «إسرائيل» ربمّا أخطأت في تقدير قوة «حماس»، كما قال. وأضاف في حديث إلى صحيفة «معاريف» العبرية أنّ «حماس» أصبحت اليوم مؤسسة عسكرية متكاملة وتقاتل بدافع دينيّ وتملك جيشاً شبه منظم استعداداً للجولة القادمة، على حدّ وصفه.
ولفت المحلل هارئيل إلى أنّ التصريحات الهجومية جاءت ممّا يسّمى وفق المعجم «الإسرائيلي» باليسار الصهيوني، حيث قال رئيس حزب المعسكر الصهيوني وزعيم «المعارضة الإسرائيلية» النائب إسحق هرتزوغ، إنّه يتحتّم على حكومة نتنياهو التوقّف عن التلعثم، وأن تصدر الأوامر للجيش «الإسرائيلي» بتفجير الأنفاق وإحباط هذا التهديد، الذي بات استراتيجياً على الأمن القومي للدولة العبرية.
من ناحيته، قال النائب من الحزب عينه، الجنرال المتقاعد عومري بار ليف، إنّه يجب على الحكومة «الإسرائيلية» أن تبادر لعملية عسكرية هجومية ضدّ الأنفاق، وألّا تنتظر أن تقوم حركة حماس بتنفيذ الهجوم، بحسب قوله.
وبحسب المصادر الأمنية التي تحدثت إلى صحيفة «هاآرتس» أمس، فإنّ المنظومة العسكرية «الإسرائيلية» تعمل على تهدئة الأوضاع، وأكّدت أن الجيش «الإسرائيلي» يقوم بمساعٍ حثيثةٍ للكشف عن الأنفاق الهجومية، التي تمتد من قطاع غزّة إلى جنوب «إسرائيل».
مع ذلك، نقل المحلل عن المصادر عينها قولها إنّ قادة الجيش «الإسرائيلي» ليسوا معنيين بمواجهةٍ جديدةٍ مع «حماس»، ولكن في حال توصلّت المنظومة الأمنية في «تل أبيب»، إلى قناعةٍ ومعرفةٍ بأنّ حركة حماس تنقوم بتنفيذ عمليات في الضفة الغربية، فإن الجيش «الإسرائيلي» لن يتورّع عن شنّ الهجوم عليها في قطاع غزّة.
وشدّدّ المحلل أيضاً على أنّه في مقابلةٍ أدلى بها أمس وزير الأمن «الإسرائيلي» موشيه يعالون للإذاعة العبرية العامة، قال إنّه منذ أن انتهت عملية «الجرف الصامد» في صيف عام 2014 لم تقم «حماس» بإطلاق أيّ صاروخ أو قذيفة باتجاه «إسرائيل»، على حدّ قوله.
نتنياهو يدعو إلى الإسراع في هدم منازل منفّذي العمليات
أفادت مصادر «إسرائيلية» أمس الثلاثاء، أن رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، أمر جهات أمنية بتسريع إجراءات هدم منازل منفّذي العمليات. وبحسب تلك المصادر، أصدر نتياهو هذه التعليمات بعدما أعرب عن عدم رضاه عن الوتيرة البطيئة لهدم منازل الشهداء. وجاء ذلك خلال ترؤسه مساء الأحد الماضي جلسة مشاورات وتقييم للأوضاع الراهنة بمشاركة جهات سياسية وأمنية «إسرائيلية».
فضيحة دبلوماسية ـ أخلاقية
كُشف النقاب أمس عن فضيحة أخلاقية جديدة، يلعب فيها دور البطولة السفير «الإسرائيلي» في إحدى الدول الأوروبية المهمة، والذي امتنع الإعلام «الاسرائيلي» عن نشر اسمه، أو اسم الدولة التي كان يخدم فيها، قبل إعادته فوراً إلى «تل أبيب».
وبحسب المصادر السياسية في «تل أبيب»، فإن السفير المذكور درج على إدخال الرجال إلى بيته في العاصمة الأوروبية، عندما كانت زوجته غير موجودة في البيت، وذلك في ساعات الليل المتأخرة. والأخطر من ذلك أنه قام بإدخال قاصرٍ محليّ إلى البيت، على حدّ تعبير المصادر، التي شدّدّت على أنّه خلافاً للقواعد المتّبعة في السفارات «الإسرائيلية» في جمع أرجاء المعمورة، فإنّ السفير المذكور لم يقُم بإبلاغ رجال الوحدة الخاصة لحماية الشخصيات المهمة، التابعة لجهاز الأمن العام «شاباك»، والمكلفة بحراسته، عن إدخال الرجال. كما أنّه، حسبما كشفت عنه أمس صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، لم يكلّف السفير نفسه عناء إبلاغ ضابط الأمن، المسؤول المباشر عن حراسته الشخصية، وعن عدم تعريضه للابتزاز من قبل الرجال.