تحذير من استغلال كردستان لأعمال تخريبية ضد العراق

اعتبر رئيس التحالف الوطني العراقي إبراهيم الجعفري يوم أمس، أن أعداء العراق يستغلون فسحة الأمن والحرية في منطقة كردستان لإدارة أعمالهم التخريبية، وفيما أشار إلى وجود منع لتحرك القوات العراقية بحرية في بعض المناطق المشتركة، لفت إلى أن نازحي المدن المنكوبة يعانون من أداءات سلبية تحول دون وصولهم إلى أماكن آمنة.

وقال الجعفري في بيان صدر عقب اجتماع لقادة التحالف الوطني العراقي إن «معادي العراق يستغلون فسحة الأمن والحرية في منطقة كردستان العراقية ملاذاً لهم لإدارة أعمالهم التخريبية في ممارسة الأنشطة المختلفة التي تستهدف العراق كله»، مؤكداً «منع القوات العراقية من التحرك بحرية في بعض المناطق المشتركة التي تشهد عمليات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية، ما يتسبب بتفاقم التردي الأمني».

وأضاف الجعفري أن «النازحين من أبناء المدن المنكوبة يعانون من أداءات سلبية تعيق حركتهم، وتحول دون وصولهم إلى أماكن آمنة، في ظل ظروف أمنية ومناخية وصحية صعبة»، محذراً من «محاولة بث الفرقة وافتعال الأزمات بين السنة والشيعة والعرب والكرد وبين القوى الوطنية المختلفة».

ولفت إلى أن «التحالف الوطني الذي لا يرضى لنفسه إغماض البصر عن حقيقة ما يجري من مفارقات يؤكد ضرورة استثمار فرصة التحول التشريعي للإسراع في حسم الخيارات في التصدي»، مشدداً على «أهمية عدم التسويف بالوقت على حساب الأمن والخدمات والإعمار والبناء».

وتابع الجعفري أن «التحالف وإن لم يرد لهذا التقسيم بين الرئاسات أن يتحول إلى عرف يطوق عنق العراق، ويحول دون وصول أفضل الكفاءات إلى مواقع التصدي، لكنه يتطلع الآن، ولكل مكون أن يحسم خياره على أساس القناعة به، ومراعاة المكونات الأخرى»، مبيناً أن «المشاكل التي يتعرض لها البلد تجد ما يتكفل حلها بالدستور».

الى ذلك، كشف رئيس الاستخبارات السرية البريطانية السابق ريتشارد ديرلوف، ان السعودية لعبت دوراً كبيراً في انشاء تنظيم «داعش» الارهابي وساعدته في السيطرة على مدينة الموصل في شمال العراق.

وفي محاضرة له بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة البريطاني قال ديرلوف: «ان رئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان أخبره في وقت سابق ان تصفية الحساب مع الشيعة في المنطقة باتت قريبة». وأضاف ان «كلام بندر ترجم بشكل واضح بتوسع «داعش» الى العراق»، واشار الى ان «هذا التوسع ما كان له ان يحدث لولا دعم السعودية للتنظيم».

وأكد ديرلوف أن التمويل الكبير والدائم الذي كان يقدمه متبرعون سعوديون وقطريون للجماعات المتشددة كان لا بد من أن تكون السلطات في البلدين قد سمحت بتمريره بهذا الشكل، وهي لعبت دوراً محورياً في تسهيل سيطرة «داعش» على المناطق السنية من العراق، لأن «هذا الأمر لا يمكن أن يحصل ببساطة، ولا أن يفعله التنظيم من تلقاء نفسه».

وتابع المسؤول الاستخباراتي السابق، أن هذا الأمر يبدو واقعياً منذ إمساك الممولين السعوديين والخليجيين بالقيادات القبلية والطائفية في المحافظات ذات الغالبية السنية، وسيكون من غير الممكن تعاون هذه القوى مع «داعش» من دون موافقتهم، مؤكداً أن ما حصل «كان مخططاً سعودياً منذ البداية».

وقد بدا واضحاً أن الهجوم المنظم والخاطف الذي نفذه التنظيم لم يكن ليتم بهذه الطريقة لولا توافر امكانات مادية كبيرة ومواكبة أمنية فاعلة أدت إلى خلق الثغرات في صفوف القوات العراقية التي انسحبت أو استسلمت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى