البشير يبحث وصفة علاج لإنهاء التمرد في السودان

إنهاء الحرب أو القضاء على التمرد عبارات ظلت تتكرر، وبشكل مستمر على لسان الرئيس السوداني عمر البشير، ولكن ظلت سفينة السلام في السودان تصطدم وبشكل متواصل بصخور عاتية، تجعل أي مسعى لتحقيق السلام من المستحيلات، التي فشل القادة في اختراقها، ويؤكد محللون أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع، للتقاطعات السياسية المحلية والإقليمية التي تحيط بهذا الملف، فالرئيس السوداني أمامه خياران هما إنهاء التمرد بالحسم العسكري أو عبر الجلوس والتفاهم، وكلا الاحتمالين فشلا حتى الآن في الوصول إلى معالجات للصراع الدائر في ثلث مساحة البلاد.

وتجديداً لإعلان سابق في نهاية العام الماضي كشف الرئيس السوداني عمر البشير، أن نهاية العام الحالي سيكون السودان خالياً من التمرد والصراعات القبلية، واعتبر ما يعانيه السودان من أزمات نتيجة لاستهداف وأطماع أعدائه في سرقة خيراته، لافتاً إلى الجهود التي يبذلها الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى في الدفاع عن مكتسبات البلاد، كما امتدح قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن، وأشار إلى أنها استطاعت حسم المتمردين في مناطق عدة، في جنوبي كردفان، وولايات دارفور، مستنكراً انتقادات بعض القوى السياسية لهذه القوات، وغضهم الطرف للانتهاكات، التي ارتكبتها قوات المتمردين في الكثير من مناطق دارفور، وجنوبي كردفان.

وحول إمكان تحقيق وعود البشير تلك يقول الخبير العسكري اللواء عبد الرحمن أرباب لـ«البيان»: «إن المبادرة الآن في مناطق العمليات في السودان بيد القوات الحكومة، بعدما فقد المتمردون العون من دول الجوار لا سيما بعد الاتفاقيات مع دولتي تشاد وجنوب السودان، إلى جانب ضعف الفصائل المتمردة نتيجة للخلافات داخلها، هذا إضافة إلى خطة الصيف الحاسم التي وضعتها القوات المسلحة السودانية لهذا العام، التي استطاعت من خلالها كسر شوكة المتمردين وإضعافهم»، ويضيف أرباب قائلاً: «الواقع الآن بأن المبادرة بيد الجيش الحكومي إلا إذا حدثت تدخلات أجنبية وإمدادات خارجية لتغيير هذا الواقع».

غير أن أرباب يرى أنه ليس من اليسير معالجة الصراعات القبلية المتفشية في السودان الآن من خلال معالجات وصفها بالمسكنات.

وأضاف: «إن التدخلات السياسية والطموحات الشخصية لبعض النخب باستغلال القبائل وإقحامها في الصراع على السلطة هو الذي أدى لانتشارها، لا سيما في مناطق دارفور، وكردفان»، ويشير إلى أن «الأمر بحاجة إلى حلول طويلة الأمد تقوم على معالجات حقيقية بنشر التعليم والوعي الديني في تلك المناطق».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى