تعطيل آل سعود للحلّ السياسي في سورية واليمن

ناديا شحادة

آل سعود الذين توغلوا في حربهم الإجرامية ضدّ اليمنيين، والتي قاربت العام، دون تحقيق الأهداف التي اتخذوها ذريعة لتلك الحرب التي كانت محاولة يائسة لإخضاع الشعب اليمني، وتحجيم جماعة أنصار الله.

فالعدوان السعودي على اليمن اخفق في دفع أنصار الله وحلفائهم للتراجع عن رفضهم للشروط السعودية وتمسكهم بمطالبهم، ما يعني أنّ العدوان لم يتمكن من إخضاع القوى اليمنية للإملاءات السعودية التي لم تجد معها مفاوضات السلام، والتي كان آخرها محادثات سويسرا في 15 كانون الثاني عام 2015، التي رعتها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حلّ دائم للازمة في اليمن، وسعت هذه المشاورات بين الاطراف المتحاربة للتوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار وإلى تحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم، حسب ما جاء في البيان الصادر عن الأمم المتحدة في 15 كانون الثاني.

يؤكد الخبراء الاستراتيجيون على انّ تلك المفاوضات ما هي الا مراوغة جديدة أجرتها السعودية التي خرقت الهدنة المعلنة في اليمن مع بدء محادثات جنيف 2 حيث قام العدوان السعودي بإطلاق أربعة صواريخ على منطقة آل مشيخ بمديرية منبه بمحافظة صعدة، كما قام طيران العدوان بتحليق مكثف في سماء مدينة المخا بمحافظة تعز، وكجولة المفاوضات الأولى جنيف 1 في حزيران الماضي انتهت الجولة الثانية في سويسرا جنيف2 بالفشلن ليتراجع بذلك الرهان في اليمن بشكل متزايد على المسار السلمي الذي سعت هيئة الأمم المتحدة لرعايته، بسبب تعنّت آل سعود ورفضهم وقف إطلاق النار، الأمر الذي أفشل جهود المبعوث الاممي الى اليمن لأجل إطلاق جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف السياسة.

فالملك سلمان الذي لم يصغ جيداً إلى كلمات والده عبد العزيز آل سعود في عام 1934 عندما قال للعميل البريطاني جون فيلبي: لم يملك آبائي وأجدادي اليمن ولم يكن أحد قادر على تحقيق الأمن والاستقرار هناك، من يستطيع أن يحكم اليمن بزيديتها ومشاكلها؟ تورّط في حربه باليمن ولا زال مستمرا في تعقيد أزمات المنطقة بينها الأزمة السورية التي يحرز جيشها وحلفاؤه مدعومين بغطاء جوي روسي تقدّما ميدانيا ملحوظا على الجماعات الإرهابية، هذا التقدم الذي قلب موازين القوى عسكرياً وباتت الكفة الراجحة للجيش السوري خاصة بعد حجم التقدّم على جبهات الشمال في ريف حلب وريف اللاذقية الذي أدّى إلى حالة من التخبّط داخل صفوف المسلحين، وبالذات بعد نجاح الجيش والقوى الإقليمة الحليفة له في كسر الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء في ريف حلب الشمالي في 3 شباط من العام الحالي.

التخبّط في داخل صفوف المسلحين انعكس تخبّطاً على الحلف المعادي لسورية وأدّى إلى انهيار مفاوضات «جنيف 3» وتأجيلها إلى 25 الحالي بعد انسحاب وفد المعارضة التي تلقت تعليمات من تركيا وقطر والسعودية للانسحاب، وهذا ما أشار إليه رئيس وفد الحكومة السورية إلى «جنيف 3» بشار الجعفري في 3 شباط الحالي.

فمع التورّط السعودي في أزمات المنطقة، ومع تورّطها عسكرياً في اليمن، والتي لا يعلم صنّاع القرار في المملكة متى توقعاتهم لموعد نهاية هذه الحرب فعندما سألت مجلة «ايكونوميست» البريطانية الأمير محمد بن سلمان مهندس الحرب ومنفذها في اليمن عندما سألته عن توقعه لموعد نهاية حربهم على اليمن بعد عشرة أشهر من بدئها لم يستطع الإجابة، لأنه لا يملكها، تعلن الآن أنها مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية ضدّ الجماعات الإرهابية وقتال تنظيم داعش في سورية، هذا ما جاء على لسان المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن احمد العسيري في 4 شباط.

ليبقى السؤال ما هي نوايا صاحب القرار السعودي؟ وما الذي يريد الوصول إليه من خلال إفشال مؤتمرات السلام المتعلقة باليمن وسورية؟ هل هي محاولة منه لتحقيق مكاسب ميدانية؟ وهل تستطيع المملكة تحمّل جبهتين من هذا النوع في نفس الوقت؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى