الرد الأميركي على كوريا الشمالية يهدِّد الصين
أعربت وزارة الخارجية الصينية، أمس، عن قلقها البالغ جراء إمكانية نشر منظومة دفاع صاروخية أميركية في كوريا الجنوبية.
وورد أنباء سابقة عن اتخاذ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، قراراً ببدء محادثات رسمية، حول آفاق نشر منظومة «thaad» الأميركية، المضادة للصواريخ، على أراضي كوريا الجنوبية، رداً على تصاعد التهديدات الصادرة عن كوريا الشمالية، كما أفادت الأنباء أن سيول، أبلغت موسكو وبكين، عن قرار البدء بالمحادثات مع الولايات المتحدة، حول نشر منظومة الدفاع الصاروخية.
وأعربت الخارجية الصينية في بيان نقلته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، عن قلقها البالغ رداً على قرار واشنطن وسيول. موضحة أن «الموقف الصيني من مسألة منظومة الدفاع الصاروخية، ثابت وواضح».
وأكدت الخارجية الصينية «على الدول كافة التي تطمح لتأمين أمنها، أن تأخذ بعين الاعتبار، مصالح الدول الأخرى في مجال الأمن، وكذلك السلام والاستقرار في المنطقة».
من جهته، حذر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين من إدراج أي إشارة على عمل عسكري محتمل في قرار مجلس الأمن الدولي كرد على التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية.
وأشار تشوركين في تصريح للصحافيين إلى أنه متفق على الحاجة الى قرار آخر لفرض عقوبات على كوريا الشمالية، لكنه حذر من أن هذا لا ينبغي أن يتسبب بتدهور الوضع الإنساني أو الاقتصادي للبلاد.
وقال في نهاية اجتماع طارئ لمجلس الأمن: «نعتقد أن القرار يجب أن يكون جديراً بمجلس الأمن وله وزن، ولكن ينبغي اعتماده بشكل لا يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني في كوريا الشمالية، ولا ينبغي أن يؤدي إلى تدهور الاقتصاد. وكذلك لا ينبغي أن يكون هناك أي تلميح لعمل عسكري لحل هذه المشكلة».
ووفقاً لتشوركين، فإن روسيا خلال الاجتماع حذرت من اتخاذ خطوات أحادية الجانب بخصوص كوريا الشمالية. وأعرب عن أسفه لأن السلطات في بيونغ يانغ لم تستمع إلى نصيحة الشركاء الروس والصينيين، و»قامت بمثل هذا الإجراء المتسرع، والذي في رأينا، يضر بالمصالح القومية لكوريا الشمالية. وبطبيعة الحال، لن يعود بالفائدة على المنطقة والعالم». وتابع: «وهكذا، للأسف، علينا اتخاذ قرار آخر بفرض عقوبات على كوريا الشمالية».
في غضون ذلك، نفى دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي ما نقل عن مصادر كورية جنوبية عن «تكنولوجية روسية» اعتمدت عليها بيونغ يانغ لإطلاق صاروخها الباليستي الأخير إلى الفضاء.
وفي مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت» الروسية وصف روغوزين تلك الاتهامات بأنها «هراء ولا تتوافق مع الواقع ولو بنسبة نصف في المئة»، وقال: «إننا نتابع عن كثب مدى الالتزام بنظام عدم انتشار التكنولوجية الصاروخية. ولم تصدر اللجنة المعنية بتصدير التكنولوجية والتي أترأسها، أي تصاريح أبداً لمنح كوريا الشمالية مثل هذه التكنولوجية».
وكانت وكالة «يونهاب» نقلت عن مصادر في الاستخبارات الكورية الجنوبية قولها إنه هناك احتمال بأن كوريا الشمالية حصلت على بعض العناصر الضرورية لتجميع الصاروخ من روسيا.
الى ذلك، قال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا أمس إن الحاجة إلى تشديد العقوبات على كوريا الشمالية قد تزايدت بعد إطلاقها صاروخاً باليستياً جديداً، متحدية جميع التحذيرات.
وفي السياق، بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع كيسيدا، تداعيات إطلاق كوريا الشمالية، صاروخاً بالستياً، ومخالفتها بذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك في اتصال هاتفي، أول من أمس، بمبادرة من الجانب الياباني.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية «خلال الحديث، جرى نقاش اطلاق كوريا الشمالية صاروخاً ناقلاً بالستيا، والذي جاء مخالفاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، وأكد الجانب الروسي أهمية الحل السياسي الدبلوماسي للوضع، في إطار تخفيف شامل «لحدة الوضع» السياسي العسكري شمال شرق آسيا».