واشنطن تعتبر موقف أنقرة من أكراد سورية يعيق محاربة «داعش»

أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية بأن واشنطن تعتبر موقف أنقرة من الأكراد إحدى العقبات الرئيسة في تسوية الأزمة السورية ومحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.

وجاء في الصحيفة «بحسب مسؤولين أميركيين، فإن موقف تركيا العدائي من المقاتلين الأكراد في سوريا، الذين يعتبرون من أكثر حلفاء واشنطن فعالية في مكافحة «داعش»، يقوض الجهود الرامية إلى القيام بأعمال قتالية أكثر نشاطاً ضد هذا التنظيم الإرهابي».

وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة أكثر من مرة أن أكراد سوريا يسلمون أسلحة لحزب العمال الكردستاني الذي يستعملها في تركيا، بينما تعتبر واشنطن هذه الاتهامات عديمة الأساس.

وكان موضوع تهريب الأسلحة مطروحاً أثناء زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إلى تركيا، وأكد مسؤولون أتراك بعد ذلك أن أنقرة مستعدة لقصف حلفاء واشنطن في سورية في حال استمرار تهريب الأسلحة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حذر السلطات الأميركية مؤخراً من دعم المقاتلين الأكراد في سورية، ودعاها إلى البت في أمر شراكتها وأن تختار ما بين تركيا أو الأكراد الموالين لحزب «الاتحاد الديمقراطي».

وفي تعليق لأردوغان نشر أول من أمس مخاطباً الولايات المتحدة قال: «على السلطات الأميركية الاختيار إذا ما كنت أنا شريكها، أم أن إرهابيي كوباني هم شركاؤها».

ويأتي تعليق الرئيس التركي بعد أسبوع على زيارة قام بها بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي لمكافحة «داعش» إلى مدينة عين العرب السورية، الخاضعة لسيطرة الجناح العسكري لحزب «الاتحاد الديمقراطي».

ومما أثار حفيظة الجانب التركي على خلفية الزيارة، المحادثات التي عقدها المبعوث الأميركي مع ممثلين عن «التحالف الكردي العربي» الذي يقاتل «داعش» في سوريا.

وزارة الخارجية الأميركية وفي تعليق على زيارة مبعوثها، أشارت إلى أنها استمرت ليومين، وأنه خلالها قام بجولة في «كردستان سورية» شملت مدينة كوباني.

كما ذكر مصدر كردي مطلع أن «وفداً عسكرياً عن التحالف الدولي التقى السبت الماضي قادة تحالف «قوى سوريا الديمقراطية»، مشيراً إلى أنه سوف يكون لهذه اللقاءات أثرها في سير التطورات في المنطقة.

وسبق للرئيس التركي أن تعهد اتخاذ بلاده جميع الإجراءات بما فيها العسكرية للحيلولة دون قيام كيان كردي شمال سورية، و اعتبر الدعم الغربي بما فيه الأميركي للثوار الأكراد تواطأوا مع الإرهاب، متهماًَ الأكراد بارتكاب جرائم تطهير عرقي ضد الأتراك في مناطقهم.

وفي السياق، أعلن أردوغان أن بلاده لن تكرر في سورية الخطأ الذي ارتكبته في 2003 بعدم اشتراكها ضمن التحالف الدولي الذي أطاح بنظام صدام حسين في العراق. وقال: «نحن لا نريد أن نكرر في سورية الخطأ ذاته الذي ارتكبناه في العراق».

وذكّر الرئيس التركي أنه وفي عام 2003 رفضت أنقرة السماح للقوات الأميركية باستخدام أراضيها ولم تدخل ضمن التحالف الدولي الذي أطاح بنظام صدام آنذاك. وأضاف: «المهم هو رؤية الآفاق. ما يحدث في سورية لا يمكن أن يستمر طويلاً. الوضع سيتغير في لحظة معينة»، مشيراً إلى أن أنقرة مستعدة لأي تطور يطرأ على الوضع في سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى