فضل الله: شعور أي طرف بالغبن هو مشروع حرب أهلية
رأى علي فضل الله خلال احتفال تأبيني في بلدة المعيصرة كسروان، أنّ «قدر اللبنانيين أن يعيشوا معاً ويبنوا مستقبلهم معاً، بعيداً من هواجس الخوف المصطنعة وغيرها من المفردات التي تُستخدم في شحن النفوس وإثارة النعرات، وتفتح الأبواب لكي يستعين هذا الفريق أو ذاك، بهذه الدولة أو تلك، أو بهذا المحور أو ذاك، ونحن نؤكّد دائما مبدأ العدالة الذي يحفظ حقوق الجميع، ويؤمّن الاستقرار، ويدعو إلى تقديم نموذج على قدرة هذه الأديان والمذاهب على التعايش والتواصل مع بعضها بعضاً، ولا سيّما أنّ هدفها جميعاً هو خدمة الإنسان».
وتطرّق إلى موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكّداً ضرورة «تعبيد الطرق وإزالة العقبات من أجل التوافق على انتخابه».
أضاف: «أنّ شعور أي طرف، أو مذهب، أو دين ما، أو قومية، بالغبن، هو مشروع حرب أهلية، كما أنّه يفتح الأبواب للتدخّلات الخارجية من هنا وهناك»، مشيراً إلى أنّ «الحلول المبنيّة على العنف والقوة، قد لا تعالج المشكلة، بل تزيدها تعقيداً، وتأتي بنتائج عكسية».
ورأى فضل الله أنّ «هذه المرحلة تحتاج إلى عمل جاد ونوعيّ، من أجل إعادة إنتاج صورة الإسلام الحقيقية التي تشوّهت بعد أن قتل الرجال، وسُبيت النساء والأطفال، ودُمِّرت البلدان تحت عنوان الإسلام»، متسائلاً: «ماذا يبقى للسنّة وللشيعة إذا تشوّهت صورة الإسلام؟».
وختم بأنّ «علاج الأزمات التي تعيشها الأمة الإسلامية، يكون بشكل أساسي من خلال الاجتماع والتحاور والتلاقي بين الدول الأساسية، كالسعودية وتركيا وإيران ومصر، فهذا هو السبيل لمنع تفاقم الصراعات الدولية والإقليمية، التي ستكون السبب في ضياع قضايانا واستباحة أرضنا وبلادنا».
وزار السيد فضل الله قرية زيتون، وأمَّ الصلاة في مسجدها، ثم عقد لقاء في حسينية القرية، بحضور عدد من رؤساء بلديات المنطقة وشخصيات علمائية وشعبية، حيث أكّد «ضرورة العمل على تعزيز التواصل والتلاقي، ولا سيّما في هذه المنطقة التي عاشت وما تزال تعيش هذا التعايش والانفتاح والتنوع».