«عامل» تدعو إلى صرف المساعدات على النازحين لا على الأمور الإدارية
شارك الدكتور كامل مهنا رئيس «مؤسسة عامل الدولية»، والمنسق العام لـ«تجمّع الهيئات الأهلية التطوّعية في لبنان»، في مؤتمر المانحين الدوليين المخصّص لدعم النازحين السوريين داخل سورية وفي دول الجوار، الذي استضافته بريطانيا في الثالث والرابع من شباط الجاري في العاصمة لندن، بمشاركة ممثلين عن حكومات العالم والمنظمات الإنسانية الدولية.
وتباحث القيّمون على المؤتمر في اجتماع مع ممثلي منظّمات المجتمع المدني والحكومات حاجات النازحين والدول المضيفة، حيث اقترح أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون تأمين 7.7 مليار دولار لتغطية حاجات النازحين عام 2016، وهم الذين بلغ عددهم 13 مليون و700 ألف داخل سورية، و4 ملايين و700 ألف في دول الجوار وأوروبا.
وقد شهد المؤتمر استجابة أفضل من السابق من قبل المانحين من دول الغرب والدول العربية، الذين وعدوا بتقديم 6 مليارات من أصل الرقم المطلوب من الأمم المتحدة.
وألقى الدكتور كامل مهنا خلال المؤتمر مداخلة طالب فيها بالسعي لإيجاد حلّ سياسيّ للأزمة السورية، والتزام الدول بدعم النازحين والتضامن معهم عبر فتح الحدود، وتوظيف الأموال الممنوحة في حمايتهم ودعمهم بدلاً من صرفها على الأمور الإدارية، والانتقال من نهج الطوارئ إلى التنمية الذي بدأت «عامل» تنفيذه مع النازحين منذ سنوات.
كما شرح مهنا وضع لبنان وآثار النزوح السوري، إذ يتحمّل لبنان المثقل بأزماته المعيشية الملحة، منذ خمس سنوات أكثر من ثلث سكانه نازحين أي مليون ونصف مليون نازح مسجّلين في مفوضية اللاجئين، عدا غير المسجلين، أي ما يوازي 20 مليون في فرنسا التي لم تحتمل 10 آلاف غجريّ فطردتهم، ومن المتوقع أن يستمر لبنان في حمل العبء لخمس سنوات إضافية، وهو أمر لم يشهده العالم منذ مجزرة رواندا في العام 1994 ما ينذر بوضع كارثي وقنبلة موقوتة في حال لم يتم مساندة هذا البلد سريعاً، وذكر خسائر لبنان الاقتصادية من جرّاء هذا الوضع. وحيّا مهنا حُسن ضيافة الشعب اللبناني واللاجئيين الفلسطينيين الذين يعيشون جنباً إلى جنب مع إخوانهم النازحين بحالة شبه اندماج، فيما اختار الأردن وتركيا مثلاً عزل اللاجئين في المخيمات.
كما انتقد ضعف التضامن الدولي ورد الفعل الأوروبي العنصري إزاء النازحين، واستشهد بتقرير لصحيفة «غارديان» البريطانية التي كشفت أن 2 في المئة فقط من المساعدات والمِنح المالية تصل إلى المنظمات الإنسانية المحلية، علماً أن هذه المنظمات هي الأخبر والأقدر على التعاطي مع الواقع الميداني. وقد قدّمت «مؤسسة عامل» حتى اليوم مليون ومئة ألف خدمة وحدها للنازحين السوريين في لبنان على الرغم من ضعف التمويل الدولي.
كما ذكر مهنا أنه وبحسب دراسة أجرتها «عامل» فإن كلفة المعاينة الصحية للفرد الواحد التي تقدّمها للجمعيات الوطنية بين 10 و15 دولار بينما تبلغ 40 دولار لمنظمات الأمم المتحدة و30 دولاراً للمنظمات غير الحكومية.
وكان مهنا قد التقى على هامش المؤتمر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأامم المتحدة فيليبو كراندي، بحضور رئيس جمعية «كاريتاس» الأب بول كرم، حيث أكد مهنا خلال اللقاء على أولوية إيجاد حلّ سياسيّ للأزمة السورية ومساعدة لبنان الذي يتحمل العبء الأكبر من الازمة ودعم اللاجئيين عبر صرف الاموال على حاجاتهم، لا على الأمور الإدارية، والسعي إلى الضغط لتأمين المزيد من التضامن العالمي.