مجهر قلم يُشخّص الخلايا السرطانية في غرفة العمليات

أكثر ما يشغل الجراحين الذين يقومون بإزالة الأورام الخبيثة في الدماغ، هو أنّهم لا يريدون أن يتركوا بعد الجراحة أيّة مواد سرطانية، مع الحفاظ على حماية الدماغ وتقليل الضرر على الأعصاب.

فبمجرّد أن يقوم الجرّاح بفتح جمجمة المريض، لا يتواجد لديه الكثير من الوقت لإرسال عيّنات الأنسجة إلى المختبرات، حيث عادة ما يتمّ تجميدها، ثم تقطيعها إلى شرائح، ومن ثمّ تلوينها، ووضعها على شرائح الفحص تحت عدسات المجهر، للتمييز تمييزاً قاطعاً بين خلايا المخ السرطانية والخلايا الطبيعية.

لكن المهندسين العلماء في جامعة واشنطن استطاعوا مؤخّراً تطوير مجهر مصغّر، قد يُسمح للجرّاحين بـ«رؤية» الخلايا السرطانية داخل غرفة العمليات مباشرة، وبتحديد المكان الذي تتواجد فيه بدقة.

هذه التكنولوجيا الجديدة التي وضعت بالتعاون مع مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في جامعة ستانفورد ومعهد بارو العصبي، نُشرت بحوث مفصّلة عنها في كانون الثاني الجاري على صفحات مجلة الطب الحيوي Biomedical Optics Express.

وقال كبير معدي الدراسة »جوناثان ليو»، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية بالجامعة: »الجرّاحون لا يملكون وسيلة جيدة جداً لمعرفة مكان الورم السرطاني بالتحديد، ويستخدمون حاسّتي البصر واللمس لديهم، وكما يعتمدون كثيراً على صور تُؤخَذ للدماغ قبل العملية، وفي بعض الأحيان قد تكون النتائج غير دقيقة».

ويضيف جوناثان: »ولكن حين نكون قادرين على تكبير الأشياء داخل غرفة العمليات، بحيث يمكننا أن نرى على المستوى الخلوي في أثناء الجراحة مكان الورم السرطاني، فإنّنا سنستطيع التفريق بدقة بين أماكن الورم والأنسجة الطبيعية، ممّا سيؤدّي بالتأكيد إلى تحسين نتائج علاج المرضى».

المجهر الجديد يمكن إمساكه بيد واحدة، وهو تقريباً في حجم القلم، ويجمع بين العديد من التقنيات المتطورة المخصصة لتقديم صور عالية الجودة بسرعة أكبر بكثير ممّا لدى الأجهزة الحالية، ويتوقّع الباحثون أن يبدأ تجريبه كأداة لاكتشاف الخلايا السرطانية في المرافق الصحية العام المقبل بعد الانتهاء من مراحل الاختبار وتمام التأكّد من النتائج.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى