الجيش اليمني يسيطر على «الربّوعة» في نجران ويستهدف مطار جيزان في السعودية
قال رئيس المجلس السياسي لحركة أنصار الله، صالح الصماد، إنّ الولايات المتحدة الأميركية سارعت لإعلان تدخّلها المباشر في اليمن ظنّاً منها أنّ ساعة الحسم قد دنت، وأنّ اليمنيين قد شارفوا على الاستسلام، إلّا أنّ الأمور سارت في غير ما خطّطت له.
وفي تصريح له، أوضح الصماد أنّ الأميركان يحاولون في كل الصراعات في العالم أن يُظهروا أنفسهم أنّهم القوة العظمى في الكون التي لا تُقهر، فيعمدون إلى ترميز أعداء وهميّين ونمور من ورق، ثم يعملون على سحقهم لإظهار قوّتهم وشدّة بأسهم أمام هذه القوى التي هي من صنيعتهم، كما يفعلون مع «القاعدة» و»داعش»، وغيرها من الأنظمة التي هي من صنعهم وأُسقطت على أيديهم.
ورأى الصماد «أنّ الأمور سارت في مسار غير ما خطط له الأميركان، فسقطت مؤامراتهم أمام الصمود الأسطوري للشعب اليمني وخابت أحلامهم وآمالهم، حيث اعتبر اليمنيّون الدخول المباشر للأميركان في العدوان تغيّراً استراتيجياً وتحدّياً خطيراً يهدّد وجود وكرامة الشعب اليمني، بل ويؤثّر على مصيره في الدنيا والآخرة».
من جهته، أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين الماضي، إلى أنّه قد يكون من الممكن إجراء محادثات على مدى الأسابيع القليلة المقبلة حول إنهاء الصراع في اليمن.
وقال كيري خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مع نظيره السعودي عبد الله الجبير، «على مدار الأسبوع المقبل، قد يصبح ممكناً الدخول في بعض المناقشات المثمرة حول كيفية إيصال ذلك الصراع إلى نهايته».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل عشرة من قوات الرئيس هادي بعملية للجيش واللجان الشعبية، استهدفت موقع الفاقع في مديرية الوازعية جنوب غرب تعز.
وقال مصدر عسكريّ، إنّ عدداً من الجنود السعوديين قُتل، وجرى تدمير خمس آليات مدرّعة خلال تصدّي الجيش واللجان الشعبية لمحاولة تقدّمهم في أطراف ميدي على التخوم الحدودية مع السعودية.
وكان الجيش اليمني واللجان قد سيطروا على مدينة الربّوعة السعودية وعلى عدد من القرى والمواقع المحيطة بها في نجران.
وأكّدت مصادر خاصة تكبُّد النظام السعودي خسائر كبيرة في صفوف عسكريّيه جرّاء استهداف مطار جيزان الإقليمي فجر أول أمس الثلاثاء من قِبل الجيش اليمني واللجان الشعبية بصاروخ باليستي من طراز قاهر 1، المطوّر محلياً».
وكشفت المصادر أنّ وليّ وليّ العهد وزير الحرب محمد بن سلمان، وفي محاولة لاستيعاب نتائج الضربة ورفع معنويات قوّاته المتردّية، زار على وجه السرعة وفي ظل إجراءات أمنية مشدّدة جداً، مستشفى جيزان العام لمعاينة قتلى وجرحى جيشه ممّن سقطوا في ضربة المطار، كما قصد مستشفى «ميدانياً» أُقيم في المنطقة بعد العدوان على اليمن بعدما عجز مستشفى جيزان العام عن استقبال العدد الكبير من القتلى والجرحى من القوات السعودية.
وهذه هي المرة الثالثة التي تستهدف فيها القوة الصاروخية اليمنية المطار، وبنوع واحد من الصواريخ هو قاهر 1.
يُذكر أنّ مطار جيزان الإقليمي قد تمّ تحويله بعد انطلاق عدوان ما يُسمّى بـ»عاصفة الحزم» إلى قاعدة لانطلاق الطائرات الحربية للإغارة على المناطق اليمنية، وتمّ نقل حركة السفر للطيران المدني إلى مطار أبها، ويتمّ دفع تكاليف النقل البرّي من جيزان إلى أبها على حساب الحكومة السعودية.
وفي السياق، قرّرت شركة «بلاك ووتر» سحب مرتزقتها من جبهة العمري في محافظة تعز بعد تكبّدها خسائر فادحة.
ويأتي قرار «بلاك ووتر» سحب أهم كتيبة لها المسماه بـ»القوة الضاربة» من جبهة العمري نتيجة الخسائر البشرية في صفوفهم بناءً على قرار رئيس مجلس إدارة مفوّضية «فرسان مالطا بلاك ووتر»، حيث قُتل سبعة وأُصيب 39 من «بلاك ووتر»، كما فُقد ثلاثة من المرتزقة من كولومبيا وفنزويلا وأستراليا.
وقد سبّب القرار حالة من التوتر والإرباك في صفوف القوات الإماراتية الغازية التي استجلبتهم إلى اليمن.
في غضون ذلك، وصلت قيادات أمنية وعسكرية إماراتية وبشكل مفاجئ على متن طائرة خاصة إلى عدن، بينهم رئيس استخبارات الجيش الإماراتي الفريق مساعد مزيود الشحي، ومساعد قائد القوات الجوية الإماراتية إبراهيم ناصر العلوي.
وفي هذا الإطار، تنتظر خمس طائرات لبدء نقل مرتزقة «بلاك ووتر» من اليمن.
وكان الجيش اليمني واللجان الشعبية أعلنوا مصرع سبعة وهم قائد كتيبة القوة الضاربة فاسيلاف سي سيرج الأوكراني، والفونسوبرناريو كولومبي، والفاريز بانسيروس تشيلي، وبابلو جاركو فيتالس كولومبي، وجاك ريتشاردسون أسترالي، وكاسياس بانواتر فنزويلي، وكاريرا دي نورا كولومبي، وجرح 39 آخرين في مواجهات جبهة العمري قبل يومين.