رفض فلسطيني لمبادرة التهدئة المصرية «جملة وتفصيلاً»
بعد ساعات قليلة على إعلانه قبول المبادرة المصرية للتهدئة، استأنف العدو غاراته على قطاع غزة مستهدفاً مناطق متفرقة على القطاع. فيما نقلت القناة العاشرة «الإسرائيلية» أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعالون أمرا الجيش باستمرار العملية العسكرية في قطاع غزة.
وكان المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغر صوت إيجاباً على اقتراح وقف إطلاق النار بدءاً من التاسعة من صباح أمس الثلاثاء، وذلك في ختام جلسة هي الأقصر منذ عدوان 2012.
وبحسب وسائل إعلام العدو فقد نفذت طائرات العدو الصهيوني ما لا يقل عن خمس غارات على أهداف بالقطاع أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين.
واستهدف الطيران المعادي منازل في بيت حانون شمال قطاع غزة، بينما استشهد 4 فلسطينيين في غارتين على مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 192 شهيداً وحوالى 1400 جريح.
وقصفت مدفعية الاحتلال منازل الفلسطينيين القريبة من موقع «كيسوفيم» العسكري الصهيوني شمال شرقي خان يونس، وأغار الطيران المعادي على منزل وأرضٍ زراعية جنوب القطاع.
صواريخ على «إيلات»
في المقابل، أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مئات الصواريخ على مدن ومستوطنات العدو، وقالت إذاعة العدو إن مصنعاً في أسدود تعرض لإطلاق صواريخ، لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى.
وأعلنت «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» عن قصف أسدود المحتلة بـ8 صواريخ «غراد»، ومستوطنات «نس تسيونا» ومنطقة السهل و«رحوفوت» وسط فلسطين المحتلة بزخات صاروخية.
وذكرت القناة «العاشرة» للعدو أنه للمرة الأولى دوت صفارات الانذار في «جبل الكرمل» ومناطق «حيفا» و«كيبوتس داليا» و«مجدو» و«زخرون يعقوب» و«هرتسليا» و«الشارون»، وأعقب ذلك سقوط عدد من الصواريخ من طراز M160».
كما دوت صفارات الإنذار في «كفار سيلفر» و«براخيا» و«كيسوفيم». وأعلنت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي عن قصف «صوفا» و«يتيد» بـ 6 صواريخ 107، و«نتيفوت» بصاروخي غراد و«بئيري» و«رعيم» بـ 4 صواريخ 107.
وتحدثت وسائل إعلام العدو عن سقوط عدد من الصواريخ أطقت من غزة على مستوطنة «سديروت» والمستوطنات المحيطة بالقطاع. وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة «هآرتس» ان صفارات الانذار دوّت في منطقة الساحل وفي منطقتي «يوكنعام» جنوب شرق حيفا و«مرج ابن عامر» عيمق يزراعيل .
وفي تطور مهم، قال مسؤولون أمنيون صهاينة إن 3 صواريخ أطلقت من مصر، على منتجع «إيلات» الصهيوني على البحر الأحمر، أصابت 4 مستوطنين.
وقال متحدث عسكري، بحسب إعلام العدو، إن صاروخين سقطا داخل المدينة التي تتاخم مصر والأردن، وأن الثالث سقط في منطقة خلاء.
وفي القاهرة، نفى مصدر عسكري مصري فجر أمس إطلاق صواريخ من سيناء باتجاه منتجع إيلات.
وكانت فصائل فلسطينية في قطاع غزة أعلنت عن تمكنها من قصف مدينة «تل أبيب» بأربعة صواريخ من طراز M75، فيما سمعت أصوات صافرات الإنذار في «ديمونة» ومنطقة «يروحام» في النقب على بعد 70 كيلومتراً عن غزة.
البرغوثي يؤكد دعم القطاع
دعا الأسير القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي القيادة الفلسطينية وفي مقدمها اللجنة التنفيذية لحركة فتح واللجنة المركزية كذلك الحكومة الفلسطينية ورئيس السلطة محمود عباس، الى التوجه فوراً الى قطاع غزة لمشاركة ابناء الشعب الفلسطيني في معركة الصمود والمقاومة ورفع الحصار وإعادة البناء في قطاع غزة. وتوجه البرغوثي في تصريح له بتحية إجلال وإكبار لشهداء الشعب الفلسطيني الذين سقطوا اثر العدوان على القطاع، وتحية للشعب المنتفض في الضفة والقدس والداخل. ودان البرغوثي العدوان على قطاع غزة معتبراً اياه عدواناً على كل فلسطين وشعبها.
رفض مبادرة التهدئة
وفيما خصّ المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، أكدت لجان المقاومة الشعبية في بيان رفضها أية تهدئة تفتقد شروط المقاومة، مشيرة إلى أن أية تهدئة لا بد من أن تكون ضمن شروط ومحددات المقاومة وتحفظ تضحيات الشعب الفلسطيني الصامد».
وبعدما أعلنت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري عن رفضها المبادرة كونها لم تعرض على قيادة حماس للنظر فيها، قالت كتائب عز الدين القسام، إن «في محتوى هذه المبادرة ركوع وخنوع، ونحن نرفضها جملةً وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به». وتابعت إن «معركتنا مع العدو مستمرةٌ وستزداد ضراوةً وشدةً، وسنكون الأوفياء لدماء الشهداء الأبرياء وكل شهداء شعبنا، وإننا نعد شعبنا أن هذه الدماء والتضحيات لن تضيع سدى، ولن يجهضها أحدٌ كائناً من كان في هذا العالم».
وبدورها أعلنت سرايا القدس أنها ستواصل عملياتها جنباً إلى جنب مع كل الفصائل الفلسطينية دفاعاً عن الشعب الفلسطيني، وقالت في بيان إنها أبلغت الجانب المصري عدم قبول مبادرة التهدئة التي لا تلبي حاجات شعبنا وشروط المقاومة.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى، التوافق مع القيادة المركزية لتحالف قوى المقاومة الفلسطينية التي رفضت الهدنة مع الكيان «الإسرائيلي»، ورفضت اتخاذة قرارات نيابة عن كتائب شهداء الاقصى الذراع الضاربة لفتح العاصفة ونؤكد ان اجنحة الكتائب المقاتلة هي من تقرر مصيرها عبر قياداتها من النواة الصلبة التي ما زالت تبرهن بالفعل الميداني رفضها الصفقات والمقايضات وما يجري من مفاوضات واتصالات مع العدو عبرالوسطاء لسنا طرفاً به ولا يمثلنا، وأعلنت رفضها العرض المصري والقطري والتركي، مؤكدة ان بعض المؤسسات الاعلامية العربية ناطقة بالصهيونية اكثر من الصهاينة بتردديها نفس الرواية الصهوينة ويروجون ما يتحدث به العدو حول وقف اطلاق النار.
من جهة أخرى، عُلم أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجّل زيارته المتوقعة إلى العاصمة المصرية القاهرة، وذلك في سبيل اتاحة المجال أمام المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو.
وكانت مصر قد أطلقت مبادرة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة في إطار اتصالات تجريها مع الأطراف الفلسطينية كافة وكيان العدو. وبحسب ما سرّب من المبادرة فإن على «إسرائيل» وقف جميع «الأعمال العدائية» على قطاع غزة مع التأكيد على عدم القيام باجتياح بري. وفي المقابل تقوم كل الفصائل الفلسطينية بإيقاف «جميع الأعمال العدائية» من قطاع غزة وإيقاف إطلاق الصورايخ.
كما وتنص المبادرة على فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الارض. أما ما تبقى من قضايا بما في ذلك موضوع الأمن فسيتم بحثها مع الطرفين.