زعير: الخطاب برنامج عمل للشعب والدولة والمكافحين في هذه الأمّة مرهج: الشعب السوري يستحق مستقبلاً أفضل وحياة كريمة إبراهيم: الرئيس الأسد مستهدف منذ توليه السلطة عام 2000

دمشق – سعد الله الخليل

وجه الرئيس السوري بشار الأسد خلال خطاب القسم رسائل للداخل والخارج أعاد من خلالها رسم الثوابت السورية في الدعوة للحوار والعفو عن حاملي السلاح الذين عادوا الى كنف الدولة، مع التأكيد على الاستمرار في الحرب على الإرهاب.

وفي حديث لـ«البناء» رأى المحلل السياسي ثائر إبراهيم أن الرسالة التي أراد الأسد إيصالها الى الشعب السوري، هو أنه ليس الرئيس الذي يتخلى عن مسؤلياته وشعبه، وأن الدولة لن تسقط، وأن من ينتمي إلى هذا الشعب رأسه مرفوع وأن انتصار سورية في المعركة أكيد.

وأضاف: «أن الرئيس الأسد رسم من خلال القسم أمس، مرحلة جديدة لبناء سورية الحضارة، وهي أكبر تأكيد أمام الرأي العام الداخلي الخارجي بأن هذا البلد انتصر على المؤامرة التي شنت عليه، والتي استغلت في بعض جوانبها ثغرات داخلية في مكان معين لتمرير مشروع التقسيم، وتدمير الأمة وإفراغها من كل محتوى عقائدي.

ورأى إبراهيم أن «إعادة الإعمار والقضاء على الإرهاب لا يتم فقط عبر العمليات العسكرية، وإنما عن طريق اعادة النسيج واللحمة بين المواطنين من خلال عمليات المصالحة الوطنية التي لا تقوم على أساس الكلام، بقدر ما هي ترجمة فعلية لسلوك المسؤولين في المرحلة المقبلة، وصدقهم مع المواطنين ليستعيد المواطن ثقته بالدولة، بعيداً عن فكرة الانتماءات الاثنية والعشائرية والطائفية وغيرها من الانتماءات، التي توئسس لتدمير سورية، وتمرر مشروع التقسيم التي أرادته الولايات المتحدة».

وأضاف إبراهيم: «أنه منذ أداء الرئيس الأسد القسم الدستوري رئيساً للبلاد عام 2000 « أتى بفكر جديد لم يعهده حتى أعداء سورية ولا حتى خصوم الداخل، ما شكل دائماً معضلة بالنسبة للأعداء الذين يريدون تمرير المنافع، وأقول ليس المصالح في الداخل السوري بتمرير المصالح الكلية للدول الإمبريالية، والتي تقوم على أساس الحفاظ على مصالحها الاقتصادية وضمان أمن الكيان الصهيوني .

وتابع إبراهيم: إن «الرئيس الأسد ومنذ تلك اللحظة وحتى اليوم وهو ثابت على حالة من المصداقية عنوانها الرئيسي، مثل الرمزية والمنهجية وصورة الفارس العربي الذي يطمح إليه كل شخص، والذي يعشقه كل شخص سواء في التاريخ العربي أو المعاصر، بالاضافة إلى المنهجية الفكرية المتقدة التي أظهرها الأسد».

واعتبر إبراهيم أن «منهجية العمل سواء على المستوى العلاجي في الحالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية التي أسس لها، وعبّرعنها الرئيس الاسد، دفعت الأعداء للتركيز الدائم على الأسد لما يمتلكه من إمكانيات مادية فكرية جسدية عقلية نفسية، إضافة الى هذا النهج المقاوم الذي اتبعه، والذي أبقى سورية في حلبة الاشتباك الدولي وأبقى عليها دولة ذات سيادة محترمة في المجتمع الدولي والمشاريع التي طرحها الرئيس سواء فكرياً او اقتصادياً، والتي كان فعلياً تهدد مصالح الدول الإمبريالية في المنطقة، من أهمها مشروع ربط البحار الخمسة وظهور المحور المقاوم، وتأكيد الدكتور الأسد من خلال الاتصال المباشر مع هذا المحور المقاوم الممتد من طهران- بغداد- دمشق الى المقاومين في بيروت كان يشكل قلق الدول الإمبريالية، لذلك كان الضغط على شخصه .

ورأى المحلل السياسي إبراهيم زعير، أن صمود الشعب السوري هو الخيار الوحيد لكسر شوكة المتآمرين على سورية وفلسطين والمقاومة، ومن الواضح أن خطاب الرئيس الأسد شكل برنامج عمل ليس للشعب السوري فحسب، بل للحكومة.

و أضاف: «يمكن القول إنه برنامج لكل المكافحين والشرفاء في هذه الأمة الذين اختاروا الوقوف بوجه المشروع الغربي وعملائه، الذين اختاروا أن يكونوا أدوات بيد واشنطن والامبريالية العالمية والصهيونية، فالوقوف مع سورية وقضية شعبها، تهم كل شعوب المنطقة».

وأشار زعير إلى أن «الرئيس الأسد أكد في خطابه أن الإرهاب سيرتد على داعميه في نهاية المطاف». وتابع: «اعتقد أن الرئيس وضع إصبعه على الجرح والثقة التي ظهر بها الأسد ناجمة عن ثقته بشعبه الذي صمد صمود الأبطال وجيشه الذي وقف ضد محاولات كسر سورية، وأعتقد أن شعباً لديه هذه القيادة هو منتصر حتماَ».

وأكد زعير أن «التحديات أمام الشعب السوري كثيرة، فالمهمة لم تنته بعد، واستئصال الارهاب مستمر، وانتصار سورية انتصار لكل الشعوب العربية وأحرار العالم، مشيراً الى وجود استحقاقات أخرى كإعادة إعمار البلاد بأيدٍ سورية وتعميق الحوار الوطني والمصالحة كسبيل لوقف نزيف الدم. ومن المهام الأساسية بناء الإنسان والأخلاق والمسألة الأساسية الحوار مع القوى التي وقفت في الأزمة مع الوطن، سواء اتفقنا بالرأي معها أم لم نتفق، من أحزاب سياسية وطنية و قوى فاعلة». وأضاف: «أما من تلكأ في بداية الأحداث وانتظر ليعرف كيف ستكون التطورات، فعلى رغم ذلك سيجد لنفسه مكاناً في العملية السياسية، أما من استدعى التدخل الخارجي فلا يمكن وصفة الا بالعميل والأحداث، فرزت وأظهرت من يدعي الوطنية».

وحول تحية الرئيس الأسد لكل من المرشحين الرئاسيين ماهر حجار و حسان النوري قال زعير: «إن الأسد من خلالها أراد أن يقول هذه التجربة الأولى التي تجري فيها انتخابات شفافة، وبالتالي من قدموا أنفسهم للخطوة الأولى أثبتوا انتقال سورية لحياة ديمقراطية حقيقية، والتحية تحمل الرسالة لكل من رأى بنفسه المقومات والمؤهلات لخوض الانتخابات».

واعتبر ماهر مرهج أمين عام حزب الشباب الوطني، أن «صمود السوري لم يأت من عبث، والجيش الذي راهنوا على انشقاقه وتفتته على أسس طائفية، أثبت أنه جيش عقائدي وعلى رغم المعاناة أثبت السوريين انهم بعيدون كل البعد عن الطائفية ويمتلكون فكراً واعياً، فالمعارضة والموالاة تعبّرعن فكرها في المقاهي والفنادق والشارع وهي حالة صحية». وما عبّر عنه الرئيس الأسد أننا لم نعد في مرحلة التعايش بل الاندماج كشعب واحد واعٍ على اختلاف مذاهبهم ومواقفهم.

وأكد مرهج أن «هذا الشعب السوري يستحق مستقبلاً أفضل وحياة كريمة، يرسم ملامحها حوارهم وتفاهمهم، وليس أصواتَ البنادق كما حاولت بعض الجهات التصوير بأن الفكر السوري فكر إرهابي تكفيري قائم على الحرب والاقتتال ومحاربة الديمقراطية، وأن السوريين يتفاهمون عبر العبوة الناسفة والقتل».

واعتبر مرهج تحية الرئيس الأسد لحجار و النوري هو «مثال على الديمقراطية التي يعيشها الشعب السوري، فعلى رغم الغالبية التي حصل عليها الأسد في الانتخابات والتي لا يمتلكها غالبية زعماء العالم، أراد أن يرسل رسالة الى خارج أنه لم يقترب من التوحد بالسلطة، وأنه يحترم الأفكار المختلفة سواء التي طرحها الدكتور حسان النوري أو ماهر حجار، والتي تختلف عن برنامجه فقد فتح الباب لتلك الأفكار لتأخذ حقها في النقاش وكذلك أفكار الأحزاب الأخرى».

و يرى مرهج أن «الخطاب أبرز ثقة الشباب الوطني السوري ويأتي بعد الانتخابات التي التف خلالها الشعب حول القيادة، على رغم الخلاف في بعض النواحي السياسية، وأنه جاء ليؤكد على ضرورة الحوار الوطني بين القوى وأن الحل سوري فقط، أما القوى الخارجية التي وضعت نفسها كأزلام للغرب، فإن الحوار معها كممثلين لتلك الدول وليس كسوريين يهمهم مصالح الشعب السوري».

ولفت مرهج الى أن «السوريين أعطوا العالم دروساً في الديمقراطية» وقال: «على أميركا التي تتشدق بأنها منبع للديمقراطية ومثال لها، أن تتعلم من تضحيات الشعب السوري الذي ضحّى عن وطنه ودافع عنه، لم يضحِِّ للحفاظ على نظام سياسي أو شخص بل عن وجود الوطن».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى