بوتين: «بريكس» لن تتحول إلى تحالف عسكري
نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود أي توجّه لتحويل مجموعة «بريكس» الى تحالف عسكري. وذكر بوتين أن مجموعة «بريكس»، وهي تكتل اقتصادي يضم روسيا والصين وجنوب افريقيا والبرازيل والهند، تعمل من أجل تعزيز التنسيق السياسي خصوصاً في المنابر الدولية مثل الأمم المتحدة وغيرها.
وأكد أنه «لا يوجد أي خطط لتحويل هذه المجموعة الى تحالف عسكري… بريكس ملتزمة بالعمل على إعلاء مكانة القانون الدولي والأمم المتحدة… التطورات في سورية كان يمكن أن تأخذ المنحى العراقي أو الليبي منذ زمن بعيد لولا الموقف التي اتخذته مجموعة بريكس».
وكانت دول مجموعة «البريكس» قد أعلنت في وقت سابق انشاء مصرفها للتنمية الذي سيكون مقره في شنغهاي وسيبلغ رأسماله 50 مليار دولار بالإضافة الى انشاء الصندوق الاحتياطي بقيمة 100 مليار دولار.
وجاء في البيان الختامي للقمة السادسة التي عقدت في فورتاليزا في البرازيل أن الرئيس الأول لـ«صندوق التنمية الجديد» سيكون هندياً.
وافتتح قادة الدول الناشئة في مجموعة «بريكس» في البرازيل قمتهم السنوية السادسة، أول من أمس الثلاثاء، وعلى جدول أعمالها هدف إنشاء بنك جديد للتنمية وصندوق للاحتياطات.
واستقبلت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف قادة كل من روسيا والهند والصين وجنوب افريقيا في منتجع فورتاليزا السياحي شمال شرق البلاد، حيث سيعلن إنشاء هاتين المؤسستين الماليتين.
وعقدت القمة بهدف إقرار إنشاء مصرف وصندوق احتياطي يشكلان ركيزة استقلاليتها حيال المؤسسات المالية التي يهيمن عليها الغرب، أي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وسيحاول قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا التوافق حول هندسة مالية جديدة، وهي فكرة قديمة جديدة تركز عليها دول هذا النادي الذي يمثل 40 في المئة من سكان العالم وخُمس إجمالي ناتجه الداخلي.
ووعدت رئيسة البرازيل ديلما روسيف بوضع الحجر الأساس لـ «مصرف تنموي جديد» و«اتفاق حول الاحتياطي «النقدي» وأنه «خلال هذه القمة سيتم انشاء الاثنين».
وبدأت اجتماعات العمل في منتجع فورتاليزا وانتهت في برازيليا أمس، وهما مدينتان وضعتا تحت حماية 6400 عسكري في بلد يواجه خطر أجواء اجتماعية مشحونة بعد مونديال كرة القدم.
وسيكون رأسمال مصرف «بريكس» الذي يهدف الى تمويل بنى تحتية بقيمة 50 مليار دولار يوفرها بالتساوي أعضاء المجموعة خلال 7 سنوات.
وقال وزير المالية البرازيلي ماورو بورجس «انه مفتاح لتعزيز نمو البريكس» في حين أن نسبة النمو في البلدان الناشئة تتراجع لا سيما في البرازيل وروسيا حيث سيبلغ المعدل واحدا في المئة هذه السنة.
وتقرر أن يوفر الاتفاق حول الاحتياطي النقدي مئة مليار دولار منها 41 توفرها الصين و 81 روسيا والبرازيل والهند و5 من جنوب افريقيا، وهي ضمانة في حال اندلاع أزمة نقدية دون اللجوء الى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وقال المحلل البرازيلي ماركوس ترويجو مدير مركز «بريكلاب» مركز الأبحاث في جامعة كولومبيا الاميركية الراقية لفرانس برس إن «انشاء مصرف جديد للتنمية خطوة مهمة تعزز مكانة دول بريكس».
وأوضح الخبير الذي يرى أن أام بريكس فرصة «تبرهن فيها على قدرتها على الانجاز» أن هذا النظام الجديد «ليس معدّا لمنافسة المؤسسات التقليدية» بل «يهدف الى «لعب دور متمم للمؤسسات التي تتخذ من واشنطن مقراً لها»، وهو تحدّ لأن التوترات ما زالت قوية داخل المجموعة من أجل الحصول على مقر البنك المقبل، لا سيما أن جنوب افريقيا تصر على ان يكون في جوهانسبورغ، بينما يبدو أن روسيا تريد أن يكون في شنغهاي، على رغم أن ذلك قد يثير استياء الهند القلقة من الهيمنة الصينية على المؤسسة.
ويتوقع أن يتوصل أعضاء بريكس الى التوافق حول التنديد بعدم تمثيلهم، كما ينبغي في مؤسسات بريتون وودز.
وفي حديث نشرته وكالة ايتار – تاس الروسية انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «التباطؤ غير المعقول» في إصلاح صندوق النقد الدولي الرامي الى تكثيف حقهم في التصويت. ويأمل الرئيس الروسي العائد الى قمة دولية في خضم الأزمة الأوكرانية، في موافقة شركائه في معركته من أجل «عالم جديد متعدد الأقطاب».
وقال بوتين الذي اغتنم فرصة القمة البرازيلية للقيام بجولة أوسع من كوبا الى الارجنتين: «يجب علينا أن نفكر معاً في نظام تدابير يحول دون مضايقة الدول التي تختلف في الرأي مع قرارات الولايات المتحدة وحلفائها».
ودعي عدد من قادة دول أميركا الجنوبية الذين ينتقدون هيمنة واشنطن الى الانضمام الى اجتماع الدول الناشئة التي ستتحول الخميس الى قمة خاصة مع الصين التي وضعت السنة الماضية نحو 20 في المئة من استثماراتها في تلك المنطقة.