شكراً سيدي الرئيس
لا أعرف كيف أبدأ. وكيف يمكنني أن أخطّ الحروف وأصوغ الكلمات فوق السطور. وأنا أنحني أمام كل حرف قبل أن أصبّه حبراً على ورق، وأسكبه دمعاً من مقلتي حتى يلمع ويبرق.
كيف يمكنني أن أصل إلى مرادي من البوح؟ وأن أقف عند كل كلمة حتى أطرزها بحبات اللؤلؤ؟ وأدفق عليها فيض حبّي وحناني وإخلاصي واحترامي، حتى تلبس ثوب الصدق. وتتعرّى من البهرج المزيّف وتمسيح الجوخ الذي ما تربيت عليه وما انتهجته يوماً أسلوباً في حياتي. وما اعتاد قلمي إلا أن يخطّ بما يخالجني من مشاعر صادقة لا أستطيع التحكم بها وضبط فوهة هيجانها، بل أدعها تغلي مع نبضات قلبي وتتفاعل مع طبيعة روحي، ثمّ تستلقي على أوراقي وتتمدّد بكلّ بساطة.
سأتكلم بلغة بسيطة. وأدع حروفها تعبق برائحة تراب وطني. سأطرزها بحبات الزيتون وأنسجها بسنابل القمح. لغة تشبه بساطة روحك ونقائها يا سيدي الرئيس. تلك اللغة التي نهلناها علماً وأدباً من مدرسة القائد حافظ الأسد. سأتكلم بلغة الوطن والوطنية والدم السوري الطاهر الذي يجري في عروقنا.
شكراً سيدي الرئيس لصمودك وثباتك أمام عواصف العدو الغادرة. شكراً لأصالتك ولشدّة بأسك وصبرك رغم كلّ المصاعب، التي تجاوزتها إلى أبعد من حدودها، فنهضت بنا من دون أن تقتلع تجذّرنا بمبادئنا وقيمنا وأهدافنا الصادقة.
شكراً على تلك العَظَمة التي أرغمت العالم كلّه ليحاربك. والآن ستجبر العالم كله سعياً لينالوا رضاك.
بصمودك يا سيدي الرئيس ستبقى سورية كما عهدها التاريخ بلد المقاومة. بلد الحرية. والكرامة. فكما كانت كلمة «سوري» تهز الأبدان في بداية الأزمة استنكاراً واشمئزازاً من ضعاف النفوس، الآن ستهزّ الأرض، وستهزّ الكواكب لتنفض مداراتها كي تدور وتنحني لتلك الكلمة التي ستصبح لقباً يتكنّى به كل مواطن شريف، وكل مقاوم يرفض الذل والهوان، وكل محارب شجاع. ستصبح رمزاً للصمود والتضحية والفداء.
نحن معك سيدي الرئيس، أبناء هذه الأرض الطاهرة أحفاد الشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش الشرفاء، ولسنا «شبيحة» كما يزعم الحمقى الأوغاد. نحن معك إلى الأبد وأرواحنا فداك. والدماء التي سالت فخراً لن تجفف عروقنا وتثبط عزيمتنا، وسنبصم لك بالدم دائماً ونقهر الأعداء.
شكراً سيدي الرئيس لأنك لم تجعل بلدي لقمة سائغة في أفواه الأغراب والأعراب.
ويكفيني فخراً أنني سورية وأن قائدي بشار الأسد. حتى أشمخ عزة وإباء وعنفواناً. وأكون واثقة أن قضيتنا ستنتصر رغم تكالب الأعداء وخيانة العملاء.
سناء أسعد