دردشة صباحية

كتبها الياس عشي

فيما كنت أتابع أمس وقائع الاحتفال بذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تساءلت:

كم من الشهداء يجب أن يسقطوا، وكم من الحرائق يجب أن تندلع، وكم من المؤامرات يجب أن تحاك، وكم من محاكم التفتيش يجب أن تحتلّ الساحات العامة، ليدرك اللبنانيون أنهم، خلال كلّ ما جرى، ما زالوا عاجزين عن أن يأخذوا بأيدي بعضهم البعض، ويعبروا متماسكين جسراً يتداعى ويهدّد بزوال لبنان.

وكأني بالداعي والمدعوّين لهذا الاحتفال لم يسمعوا بتلك الفتاة الصغيرة التي كانت مع والدها تعبر جسراً خاف الأب على ابنته من السقوط، فقال لها: حبيبتي… أمسكي بيدي جيداً، حتى لا تقعي في النهر. أجابت ابنته: لا يا أبي أمسك أنت بيدي.

ردّ الأب مستغرباً: وهل هناك فرق؟

قالت الفتاة: لو أمسكت أنا بيدك قد لا أستطيع التماسك، ومن الممكن أن تنفلت يدي فأسقط، لكن لو أمسكت أنت بيدي فأنت لن تدعها تنفلت منك أبداً.

تُرى… أين هي الحلقة المفقودة بين احتفال «بيال» أمس، وبين حكاية الجسر والأب والابنة؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى