المقاومة.. القوة الفصل

نظام مارديني

برغم ما تمر به بلادنا من محنٍ وتحديات، تتعرّض المقاومة لأعنف هجوم إعلامي مُغرض وخبيث كلّ يوم من آلة إعلامية كبيرة تتمثل بالغرب والخليج وتركيا، وغلمانهم من الإرهابيين، في وقت تقدِّم فيه هذه المقاومة المتمثلة برمزيها نسور الزوبعة وحزب الله، قوافل الشهداء من خيرة ضباطها وعناصرها فداءً للوطن.

وإذا كانت «القوة هي القول الفصل في إثبات الحق…» كما يقول سعاده، والمقاومة هي المعبّر الأول عن هذا الحقّ وهذه القوة إلى جانب الجيش الوطني، وهي الدرع الحامية في مواجهة كلّ الأخطار التي تواجه شعبنا ويسوقها علينا عدونا التاريخي – اليهود مباشرةً أو بواسطة من ينفّذون خططه بعمالتهم أو خيانتهم أو غبائهم، فإن لا مناص أمامنا من استخدام هذه القوة في الدفاع عن وجودنا القومي.

أمس، جدد سيد المقاومة حسن نصر الله التأكيد بالاستعداد الدائم لأن نكون جنود حقٍّ في حربنا ضدّ التنين المتجدّد منذ احتلال فلسطين العام 1948 مروراً باحتلال العراق العام 2003، وحتى اليوم، فقدر المقاومين أن يبقوا رهن الكفاح والنضال، معبّدين الطريق الذي شقّه شهداء الفداء، بدمائهم لتشكل هذه الظاهرة النوعية في تاريخ الشعوب تجسيداً حياً للمعاني الكفاحية في النضال من أجل تحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني، وتحرير الإنسان من عقد الخوف والخيانة والجاسوسية، واجباً وطنياً وثورياً التزمه المقاومون، الذين أطلقوا شرارة المقاومة الوطنية اللبنانية في تموز عام 1982، فشقوا طريق التحرير وبنوا صرحاً من البطولات أثمرت أول انتصار على العدو الصهيوني الاستيطاني… منذ سناء محيدلي حبة الحنطة التي نبتت مواسم قمح لا يزال الشهداء يروون أرضنا في فلسطين ولبنان كما في العراق والشام اقتداء بما افتتحته لعصر الفداء القومي، الذين هم أيقونات في عنق تاريخنا، يخلدون بخلود حقيقتهم كما يقول سعاده قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود ولا يمكن أن تزول .

لعل الانتفاضات الفلسطينية الأولى والثانية والثالثة جاءت لتشكل حالة ثورية فريدة، بعدما تحوّل الحجر الفلسطيني مفردة متوهجة في قاموس اللغة القومية الحديثة، فجاءت الانتصارات في لبنان وسورية لتحقن وجداننا بثقة مستعادة. هذه الحقوق المقدسة تُنتزع ولا تُعطى مجاناً، هي كما النصر الذي لا يصنعه إلا المقاومون، وهذه المعادلة هي المظلة السيّادية لحماية وطننا من العدوان الكوني القائم الذي هبط علينا بمظلة الوهابية، «الديمقراطية» جداً و«الثورية» جداً.

إن انتصار الجيش السوري وبمساندة فصائل المقاومة هو انتصار للمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، وتصعيد مواجهة المشروع الاميركي الصهيوني الوهابي التفتيتي في المنطقة. هذا الانتصار يتّسق والاستراتيجية التي تناضل المقاومة من أجل ترسيخها للخروج من حالة الكيانات المتناحرة التي «يجب أن لا تكون حبوساً للأمة بل معاقل تتحصّن فيها الأمة للوثوب منها على الطامعين في حقوقها» سعاده .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى