العملية الروسية في سورية تؤدّي إلى تقسيم الشرق الأوسط الأميركي
أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إلى أن العملية العسكرية الروسية في سورية تؤدّي إلى تقسيم الشرق الأوسط الأميركي إذ أدركت دول عدّة ضرورة التعاون مع الكرملين في شأن الملف السوري»، لافتةً إلى أنّ هذا التطوّر الجديد يأتي بالمزيد من المشاكل بالنسبة إلى الدبلوماسية الأميركية التي واجهت عدداً من المواقف المحرجة بسبب اتخاذ حلفائها الأساسيين في الشرق الأوسط مواقف مختلفة جذرياً في كل مرحلة حاسمة تقريباً.
وأوضحت الصحفية أنّ الغارات الروسية في شمال سورية أضعفت قوى «المعارضة المسلّحة» بقدر كبير، فيما يعزّز الجيش السوري مواقعه، مفيدةً أن الدول التي ساهمت بأكبر قسط في الحرب ضدّ سورية وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، لا سيما تركيا وقطر والسعودية، تضغط على «المعارضة السورية» كي لا تقدم على أيّ تنازلات في المفاوضات السلمية، بالتزامن مع مواصلة القتال.
ولفتت إلى أنّ وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في مقابلة صحافية يوم الاثنين الماضي إن الجانب المصري يتفهّم من مناقشاته مع الجانب الروسي أن التدخل العسكري الروسي في سورية يستهدف التنظيمات الإرهابية. مضيفاً أن القاهرة تدعم أيّ جهود دولية لاجتثاث الإرهاب في سورية. مشيرةً إلى أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار الأسبوع الماضي الإمارات، حيث بحث الحملة الروسية في سورية مع وليّ عهد أبو ظبي ومسؤولين إماراتيين آخرين. وفي ختام المحادثات، دعا الجانبان إلى إيجاد مقاربة موحّدة من أجل إنهاء الحرب على سورية، وإلحاق الهزيمة بالإرهاب.
وفي شأن موقف الأردن، أفادت الصحيفة أنّ عمّان أنشأت مركزاً مشتركاً مع موسكو للتنسيق في شأن العمليات في سورية. لافتةً إلى أنّ هذه التطوّرات الجديدة تدلّ على مدى خيبة الأمل التي يشعر بها بعض حلفاء واشنطن بسبب المواقف الأميركية.
وأشارت إلى أنّ السعودية والإمارات قد أعلنتا عن استعدادهما لإرسال قوات خاصة إلى سورية لمساعدة العمليات الأميركية الموجّهة ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي هناك، لكنهما لم تلمّحا إلى احتمال اتخاذ أيّ عمل أحاديّ من دون مشاركة واشنطن. لافتةً إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتقد مؤخّراً الإدارة الأميركية بسبب دعم الأخيرة حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي الذي تتبع له وحدات حماية الشعب الكردي. وسبق لواشنطن أن أدرجت حزب «العمال الكردستاني» الذي يعدّ المنظمة الأمّ لحزب «الاتحاد الديمقراطي»، على قائمة التنظيمات الإرهابية، لكن وحدات حماية الشعب الكردي كانت الأكثر شراسة وحزماً في المعارك ضدّ «داعش» على أرض سورية.