تظاهرة حاشدة في أوتاوا بمشاركة وفد من «القومي» دعماً لغزّة ورفضُ أي مبادرة لهدنة لا تعبّر عن مستوى الصمود الشعبي
الفعاليات التضامنية مع غزّة، والمندّدة بالعدوان عليها وبالصمت العربي ـ الغربي، مستمرّة في عدد كبير من المناطق اللبنانية والمخيمات، كما تواصلت ردود الفعل والتصريحات التي شجبت العدوان، ودعت إلى أنّ أي مبادرة لوقف إطلاق النار لا تعبّر عن مستوى الجهد القتالي والصمود الشعبي للمقاومين في فلسطين، هي مرفوضة من أيّ جهة أتت.
تظاهرة أوتاوا
تنديداً بالعدوان الصهيوني على غزّة والجرائم التي ترتكب بحق شعبنا في فلسطين، لا سيما الأطفال والشيوخ والنساء، شهدت مدينة أوتاوا الكندية تظاهرة حاشدة شارك فيها إلى جانب الأندية الفلسطينية والهيئات الطلابية في جامعات أوتاوا، وفد من مديرية أوتاوا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، تقدّمه المدير يوسف الغريب والناموس أحمد أبو عباس والمذيع أحمد الحاج وجمع من القوميين، كما شاركت في التظاهرة فاعليات سياسية واجتماعية عربية وأجنبية من طلبة ومثقفين وسياسيين.
تجمّع المتظاهرون قرب مبنى بلدية المدينة، وألقيت كلمات مندّدة بالعدوان الصهيوني الهمجي، وتوجّه المشاركون إلى مبنى السفارة الأميركية في أوتاوا، ومنها إلى مبنى البرلمان الكندي، حيث أطلقوا هتافات مندّدة بالسياسية الأميركية الداعمة للعدوان «الإسرائيلي» ولسياسته العنصرية، كما ردّد المتظاهرون الهتافات الشاجبة والمحتجّة على السياسة الكندية.
«الوطنية للتغيير الديمقراطي»
عقدت الأمانة العامة للحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي اجتماعها الدوري في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي وأصدرت بياناً جاء فيه: «دخل العدوان الصهيوني على غزّة أسبوعه الثاني، حاصداً المزيد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، خصوصاً الاطفال والنساء، ومزيداً من الدمار والخراب في القطاع المحاصر. ومع تمادي العدوان، يتمادى الغرب الاطلسي في سياسة دعم العدوان وتغطيته، كما يتمادى النظام الرسمي العربي في التواطؤ ضدّ الشعب الفلسطيني حيال حرب الابادة التي يتعرض لها.
وعلى رغم الدماء والدمار، تسطّر المقاومة الفلسطينية ملاحم البطولة والكرامة الوطنية في ردّها المتواصل على الهمجية الصهيونية، واضعة الكيان الغاصب بأسره تحت النار، ومجبرة مجلسه الوزاري على الاجتماع تحت الارض، كما مستوطنيه على امتداد فلسطين المحتلة على العيش في الملاجئ، وموقعة في اقتصاده الخسائر الجسيمة، ما أدّى إلى الارتباك الظاهر في أداء المستويين السياسي والامني لدى العدو، وتخبطه في الخيارات الضيقة المتاحة أمامه، وليس آخرها الموافقة السريعة على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، والتي رفضتها قوى المقاومة الفلسطينية كونها لا تعبّر عن مستوى الجهد القتالي والصمود الشعبي.
إن الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي ترى أنّ أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي يسعى إليه العدو، يجب ألاّ يكون تحت مستوى تضحيات للشعب الفلسطيني، وليس أقلها تثبيت معادلة الردع مع العدو، وفك الحصار عن غزة، وتعميم المقاومة الشعبية في فلسطين كلها، عبر إطلاق الانتفاضة الشعبية في الضفة الغربية، وتصعيد النضال الشعبي الفلسطيني في أراضي العام 48.
إنّ الموقف الوطني والقومي لقوى محور المقاومة الداعم والمساند للمقاومة الفلسطينية، والموقف الشعبي العربي إلى جانب الشعب الفلسطيني يمثّل إسناداً حقيقياً لنضاله الوطني، كما أنّ الموقف الذي أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب القسَم والذي أكد فيه على الترابط المباشر بين الحرب على سورية والعدوان على غزّة، إنما يؤكد على وحدة المعركة العربية ضدّ العدو الواحد والمشترك، الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
«الديمقراطية»
نظّمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اعتصاماً في مخيم شاتيلا، تضامناً مع قطاع غزّة في مواجهة العدوان «الاسرائيلي»، بمشاركة الفصائل الفلسطينية والاتحادات واللجان الشعبية وحشد من أبناء المخيم. ورفع المشاركون الاعلام الفلسطينية واللبنانية ولافتات مندّدة بالعدوان وبالصمت العربي والدولي.
تحدثت في الاعتصام عضو المكتب السياسي في الجبهة خالدات حسين، فاعتبرت أنّ أيّ تهدئة تمسّ بسلاح المقاومة وبحقها في الدفاع عن شعبنا هي تهدئة مرفوضة من قبل جميع الفصائل الفلسطينية وبالتالي فإن الجهود الدولية المبذولة يجب أن تربط ما بين التهدئة وفك الحصار البرّي والجوّي والبحري على قطاع غزّة، وبضمانات دولية وعربية وإقليمية ووقف سياسة الاعتقالات والاغتيالات في القدس والضفة المحتلة.
وختمت بالدعوة إلى «عدم الزج بقطاع غزة في آتون الصراعات والخلافات العربية وايضا رفض استثمار البعض لتضحيات شعبنا».
كما تحدث عضو قيادة حزب الله عطا الله حمود، فاعتبر أنّ «إسرائيل» لم تستطع كسب زمام المبادرة على رغم تفوقها العسكري، ولم يجرؤ العدو على أيّ عملية برية بفعل صمود المقاومة والشعب الفلسطيني، مجدداً التأكيد على أنّ المقاومة في لبنان شريك كامل وفي قلب المعركة.
وألقى كلمة الاحزاب اللبنانية القيادي في حزب الاتحاد عبد الفتاح ناصر، فدعا إلى صحوة عربية وإلى تحرك رسمي لنصرة غزة، معتبراً أن الواقع العربي يشجع العدو على الاستمرار في عدوانه. ولفت إلى أن الرد على هذا العدوان يكون بتوحد القوى العربية كما توحدت البنادق الفلسطينية في مواجهة العدوان.
تبرّع بالدعم
كما نظّمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي ومؤسسة «النداء الانساني» والهلال الاحمر الفلسطيني وجمعية «أطباء بلا حدود»، حملة تبرّع بالدم دعماً للأهالي في قطاع غزة ولمساعدة الجرحى، وذلكفي مستشفى «النداء الانساني».
وقال مسؤول الجبهة في منطقة صيدا فؤاد عثمان: «أقل ما يمكن فعله أن نتبرع بالدم لأهلنا وشعبنا في غزة وسيتم بوساطة الصليب الاحمر الدولي نقل هذا الدم إلى غزة من خلال قنوات قانونية».
وأضاف: «هذه المجازر البشعة التي يرتكبها العدو الاسرائيلي يجب ألا تمر هكذا ويجب ان يدفع الاحتلال الاسرائيلي الثمن. ونستنكر الصمت العربي والدولي المتآمر والمتخاذل على شعبنا في غزة».
البداوي
نظّم شباب مخيم البداوي مسيرة شموع تضامناً مع قطاع غزة في وجه الاعتداءات «الإسرائيلية»، شارك فيه طلاب مدارس وأطفال المخيم إضافة إلى الطلاب والأطفال الفلسطينيين النازحين من سورية.
انطلقت المسيرة من أمام محطة سرحان في المخيم، وصولاً إلى حاجز فتح الانتفاضة عند المدخل الشرقي، ورُفعت لافتات ورُدّدت هتافات تندّد بالعدوان على قطاع غزة، وبالمجازر التي ترتكب بحق الأطفال الأبرياء، وبصمت الدول العربية والمجتمع الدولي على ما يجري على مرآه ومسمعه.
المنظمات الشبابية
ونفّذت المنظمات الشبابية والطالبية الفلسطينية اعتصاماً أمام مقر الجامعة العربية في بيروت، تضامناً مع غزة. وألقى مسؤول منظمة الشبيبة التقدمية علي أيوب كلمة قال فيها: «إن ما يجري اليوم في فلسطين من قتل أهلنا وإخواننا ومقاومينا من هذه العصابة الصهيونية المجرمة ليس وليد حادث عابر، فالصهيوني يحترف مهنة القتل والابادة وارتكاب أبشع المجازر، وما يساعده هو الصمت العربي وغياب دور الجامعة العربية».
وأضاف: «إن الاهداف الجارية في غزة والجرائم الاسرائيلية تؤكد حقيقة تاريخية، لن نملّ، والصهيونية شر مطلق لا خير فيها. ان معركة فلسطين هي معركة الامة كلها وكل الاحرار التواقين إلى فجر جديد».
وختم أيوب: «سنستمر بالتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني، ونؤكد أن الروابط القومية باقية في تفاعلها بين مكوناتها للمنتصر لغزة وفلسطين من خلال عمل عربي جاد لتوفير كل وسائل الدعم واتخاذ قرار جريء لفتح جميع المعابر أمام الفلسطينيين. ونطالب بوقف جميع المعاهدات الدبلوماسية والسياسية والامنية مع هذا الكيان المجرم».
اتحاد المرأة في الرشيدية
نظّم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في منطقة صور، وقفة تضامنية في مخيم الرشيدية، دعماً لصمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان «الإسرائيلي» على غزة والضفة.
تقدّم الحضور ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الشعبية والهيئات النسائية وفاعليات. وتحدث عضو قيادة حركة فتح في لبنان يوسف زمزم، فاعتبر أن هدف الاحتلال من هذا العدوان، القضاء على المصالحة الفلسطينية والعودة إلى الانقسام، فاتخذ من اختفاء الجنود المستوطنين الثلاثة ذريعة لعدوانه الواسع.
وأضاف: «هذا العدوان هو على الشعب الفلسطيني بكامله وعلى فصائلة كافة، والفصائل جميعها تتصدى للعدوان، وشعبنا صامد على رغم اختلال موازين القوى، وعلينا جميعاً التمسك بالوحدة الوطنية وتركيز الجهود السياسية والاعلامية والعسكرية لمواجهة العدو الصهيوني المجرم، وأي انحراف عن هذا الاتجاه يكون ضد القضية الفلسطينية وخدمةً للعدو الغاشم».
والقى كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عضو قيادة اقليم حركة فتح في لبنان زهرة الربيع طالبت فيها مجلس الامن بإصدار قرار فوري بوقف إطلاق النار وإلزام «إسرائيل» بتنفيذه.
واكدت الربيع ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والمصالحة والحفاظ على هذا الانجاز وتفعيل دور الوزارات من أجل تقديم الدعم لأهلنا في غزة.
دعم ثقافة المقاومة
نظّم تيار «دعم ثقافة المقاومة» وقفة تضامنية أضاءوا فيها الشموع، استنكاراً للعدوان البربري «الإسرائيلي» على أهل غزة، عند مدخل بعلبك الجنوبي، بحضور النائب كامل الرفاعي، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة، إضافة إلى ممثلين عن الأحزاب اللبنانية الوطنية، والفصائل الفلسطينية.
واعتبر سامي رمضان أنّ السلاح الصاروخي والاستراتيجي الذي أرعب العدو الصهيوني دفعه إلى طلب التهدئة، ودفع بعض حكام العرب، وجعلهم يتسارعون لطلب وقف إطلاق النار، بهدف إخراج حليفهم الصهيوني من المأزق لا بهدف وقف العدوان.
وقال الرفاعي: «نتضامن اليوم مع غزة، فغزة هي قطعة من فلسطين، ونتضامن مع فلسطين من البحر إلى النهر، ونتضامن مع شعب فلسطين، ومساجد فلسطين، وكنائس فلسطين وكل مقدسات فلسطين، وندين هذا العدوان الصهيوني البربري المدعوم بآلة الحرب الاميركية، والحملة الاعلامية التي تغطي هذه الحرب على أهلنا في غزة والضفة الغربية».
واستنكر الرفاعي مواقف الحكام والرؤساء العرب الذين يتآمرون على شعب فلسطين وعلى المقاومة في كل مكان وزمان.
وتحدّث بِاسم الفصائل الفلسطينية علي كايد، فاعتبر أنّ العدوان على غزة جاء بمؤامرة من الدول العربية الرجعية، مدعومة من الولايات المتحدة الاميركية، لضرب مرتكزات المقاومة في غزّة ولبنان، والتآمر على سورية.
«العمل الإسلامي»
ثمّن عضو مجلس قيادة «جبهة العمل الإسلامي في لبنان» الشيخ شريف توتيو في بيان أصدره أمس، صمود المقاومة الفلسطينية وإنجازاتها في مواجهة الغطرسة الصهيونية المتمادية والظالمة ضد قطاع غزّة.
وتمنّى أن تقف السعودية ودول الخليج العربي بصدق وقوة إلى جانب الحق العربي والقضية الفلسطينية، ويقفوا جميعاً اليوم مع المجاهدين والمقاومين في قطاع غزّة العزّة تماماً كما يقف محور المقاومة في المنطقة قولاً وعملاً، وفي مقدّمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الظاهرة بصماتها في دعم القضية الفلسطينية وفي دعم المقاومين وإمدادهم بكافة أسباب القوة المادية والسياسية والمعنوية والعسكرية.
وسأل: «أين الموقف العربي الموحد إزاء ما يحصل الآن من مجازر مهوّلة ورهيبة بحق الفلسطينيين في غزّة؟».