لافروف: تنفيذ اتفاقات ميونيخ بشأن سورية يتوقف على موقف الأميركيين

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تنفيذ اتفاقات ميونيخ بشأن التسوية في سورية يتوقف على تصرفات الولايات المتحدة.

وقال لافروف للصحافيين أمس: «كل شيء يتوقف على الأميركيين»، مشيراً إلى أن ذلك يعني تعاون واشنطن مع موسكو على مستوى اتصالات العسكريين.

وكانت المجموعة الدولية لدعم سورية قررت، خلال اجتماع عقدته في ميونخ الأسبوع الماضي، إلى ضرورة حل مسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق البلاد وتحديد حيثيات وقف إطلاق النار الذي لن يشمل الجماعات الإرهابية في سورية.

وكان لافروف أكد سابقاً أن لا فرصة أمام تحقيق الهدنة وحل المشكلات الإنسانية في سورية من دون تعاون وتنسيق بين العسكريين الروس والأميركيين «كل يوم وكل ساعة».

على صعيد آخر، أكدت الحكومة السورية أنها لا تسمح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سورية في أي موضوع كان.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية السورية في حديث لوكالة «سانا» السورية للأنباء: إن «سورية لا تسمح لدي ميستورا باختبار جدية سورية، بل الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي الذي دأب منذ بداية عمله على الكلام في وسائل الإعلام بما يناقض تماماً ما جرى في الاجتماعات المشتركة مع الحكومة السورية».

وأكد المسؤول السوري أن «إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة من قبل الإرهابيين هو التزام الحكومة المستمر منذ سنوات تجاه شعبها ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باجتماعات جنيف أو ميونيخ أو فيينا أو بأي جهة كانت».

وشدد المسؤول السوري على أنه «لسنا بانتظار أحد أن يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا»، وأضاف: «أما ما صرح ويصرح به دي ميستورا حول اختبار جدية الدولة السورية فلا علاقة له بالدقة أو الموضوعية ولا يمكن وضعه إلا في سياق إرضاء جهات أخرى».

يذكر أن دي ميستورا كان قد قال، الثلاثاء إن «من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية»، وأضاف: «غداً سوف نختبر ذلك وسوف نكون قادرين على التحدث أكثر حول هذا الموضوع» بحسب تعبيره.

من جهة أخرى، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مجدداً عن دعمها لإقامة منطقة حظر جوي على الحدود السورية التركية، مؤكدة أن ذلك سيكون خطوة إيجابية، بحسب تعبيرها.

وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس سريلانكا مايتريبالا سيريسينا في برلين أمس: «إقامة ما يشبه منطقة حظر جوي على طول الحدود التركيا قد تكون خطوة جيدة لسكان حلب ومحيطها».

وتأتي تصريحات ميركل متناغمة مع تصريحات تركية الداعية إلى إقامة منطقة آمنة بعمق 10 كيلومترات في شمال سورية على خط الحدود مع تركيا، تضم مدينة أعزاز، بحسب تعبير نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان، في مقابلة مع قناة «خبر» التلفزيونية أمس.

وقال المسؤول التركي إن أنقرة لا تسعى في الوقت الحالي إلى إجراء عملية برية في سورية، مضيفاً أن تركيا ليست مهتمة بالحرب ولا تسعى إليها، وذلك في تراجع واضح عن التصريحات السابقة الداعية إلى العدوان على سورية.

من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تقبل أبداً بقيام ما أسماه بـ «معقل كردي» على حدودها مع سورية وأنها ستواصل قصف مواقع الأكراد في هذا البلد بحسب قوله.

وقال أردوغان لـ «رأي اليوم»، في خطاب ألقاه أمام مسؤولين محليين: «لن نقبل أبداً بوجود «قنديل» جديدة سلسلة جبلية وعرة في شمال العراق يتخذها حزب العمال الكردستاني قاعدة له على حدودنا الجنوبية».

في سياق آخر، أعلن مسؤول أوروبي رفيع المستوى أن رؤساء الدول والحكومات الأوروبية سيتطرقون خلال قمتهم غداً الجمعة لبحث الوضع والعملية العسكرية الروسية في سورية.

وقال المصدر أمس للصحافيين في بروكسيل مشترطاً عدم ذكر اسمه: «لا شك لدي أن القصف الذي تنفذه روسيا في سورية يثير عند بعض الزعماء الأوروبيين قلقاً كبيراً». وأضاف أن هذا مرتبط بأزمة اللاجئين لأنه «ينعكس على استمرار نزوحهم من حلب والمنطقة»، باتجاه الاتحاد الأوروبي، وهي المسألة التي سترفع أيضاً خلال المناقشات.

دخول المساعدات

دخلت ظهر أمس قافلة جديدة من المساعدات الإغاثية إلى بلدة معضمية الشام وذلك بعد أقل من أسبوعين على توزيع اللجنة الفرعية للإغاثة بريف دمشق أكثر من خمسة آلاف حصة غذائية على الأهالي في البلدة.

وذكر مندوب «سانا» إلى البلدة أنه تم إدخال 35 شاحنة محملة بمختلف أنواع المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية إلى البلدة بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة.

وأشار عضو المكتب التنفيذي لمحافظة ريف دمشق المشرف على توزيع المساعدات منير شعبان في تصريح لـ «سانا» إلى أن المساعدات تتضمن 8800 كيس طحين و4400 حصة غذائية عالية الطاقة وأدوية ومعدات صحية متنوعة.

وجدد شعبان التأكيد على حرص اللجنة الفرعية للإغاثة على توزيع المساعدات الإغاثية لجميع الأسر المستحقة تنفيذاً لخطط الحكومة السورية بإيصال المساعدات إلى جميع المناطق.

ووزعت محافظة ريف دمشق بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومجلسي معضمية الشام والتل مطلع الشهر الجاري 12 ألف سلة غذائية وصحية إضافة إلى أدوية متنوعة عن طريق الصليب الأحمر الدولي.

ميدانياً، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً يمنح عفواً عاماً عن جرائم الفرار والجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم المرتكبة قبل 17 شباط عام 2016.

وأوضحت وكالة «سانا» للأنباء أن المرسوم الذي يحمل رقم 8 لعام 2016، يقضي بمنح «عفو عام عن جرائم الفرار الداخلي والخارجي والجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم».

ويشمل العفو المتوارين عن الأنظار والفارين من وجه العدالة إذا سلموا أنفسهم خلال 30 يوماً بالنسبة للفرار الداخلي و60 يوماً بالنسبة للفرار الخارجي.

وتضمن المرسوم في مادته الثانية العفو عن كامل العقوبة في الجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم رقم 30 لعام 2007 وتعديلاته، من دون أن يشمل الغرامات التي تحمل طابع التعويض المدني للدولة في ما يتعلق بهذه المادة.

وفي السياق، أدت سيطرت الجيش السوري على قريتي إحرص ومسقان بريف حلب الشمالي بالتزامن مع سيطرة وحدات الدفاع الشعبية على تل رفعت، إلى التضييق على الإرهابيين في شريط جغرافي بدا أنه لم يبقَ أمامهم إلا خيار واحد وهو الانسحاب باتجاه الحدود التركية أو الاستسلام.

وأمس، سيطرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على السفح الجنوبي لقلعة شلف وشير القبوع وجبل العمولي وقرى العيدو والقسطل ومرج الزاوية والنقطة 422 بريف اللاذقية الشمالي، في وقت نفذ فيه الطيران الحربي السوري طلعات مكثفة أسفرت عن مقتل 70 إرهابياً وإصابة 70 آخرين إضافة إلى تدمير عدد من الآليات والمقرات الرئيسية لتنظيم «داعش» في حلب، وتم تدمير أحد المقرات الرئيسية للإرهابيين خلال طلعات جوية لسلاح الجو في بلدة كفر بطنا بريف دمشق حيث ينتشر إرهابيون غالبيتهم مما يسمى «لواء الإسلام» و«جيش الإسلام» المرتبطين بالنظام السعودي الوهابي، بينما سقط 17 قتيلاً على الأقل جميعهم من إرهابيي «جيش الفتح» المرتبط بنظامي أردوغان وآل سعود خلال غارات للطيران الحربي السوري على مقراتهم في ريفي إدلب وحماة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى